نشر بتاريخ: 28/12/2016 ( آخر تحديث: 28/12/2016 الساعة: 11:27 )
الكاتب: معن بشور
في مثل هذا اليوم(28/121968) جرى إنزال كوماندوس صهيوني في مطار بيروت الذي قام بتدمير الأسطول الجوي التجاري اللبناني (طائرات الشرق الأوسط- الميدل ايست). يومها لم يكن في لبنان مقاومة فلسطينية أو مقاومة لبنانية ولكن الذريعة الإسرائيلية كانت في أن فدائيين فلسطينيين نفذوا عملية ضد طائرة إسرائيلية في مطار أثينا اليوناني قبل أيام!!! ثار يومها طلاب لبنان في كل جامعاتهم (اللبنانية،العربية،اليسوعية،الأميركية) وأعلنوا إضرابا مفتوحا احتجاجا على غياب أي دفاع لبناني عن المطار واستمر الإضراب لستة أسابيع استقالت خلالها حكومة الرئيس الدكتور عبد الله اليافي وبرزت وحدة شبابية لبنانية رائعة عابرة للطوائف والمناطق شعر معها تجار الطائفية بخطر هذه الظاهرة على مصالحهم القائمة على الفرقة بين اللبنانيين، وبدأوا بالإعداد للحرب اللعينة عبر الشحن والتحريض الطائفي الذي رافقه تدريب وتسليح واسعين.
يبقى السؤال اليوم :لماذا تتجاهل الدولة والعديد من الأحزاب والشخصيات ووسائل الإعلام هذا اليوم الخطير في حياة لبنان رغم انه يكشف النوايا العدوانية الصهيونية التي لا تحتاج إلى ذرائع لتبرير عدوانها، كما يكشف عمق الانتماء الوطني عند شباب لبنان الواحد. ترى لو كان هذا اليوم مرتبطا بجهة طائفية أو مذهبية أو حزبية الم تكن الفعاليات والمهرجانات والبرامج الإعلامية ستملأ البلاد في كل نواحيها؟!! لكن مشكلة ذلك اليوم انه كان يوما وطنيا جامعا، بدلالاته واستهدافاته والردود عليه ،لذلك لا يجد اهتماما من أغلب أصحاب القدرة السياسية والإعلامية والشعبية التي تدور في فلك الانقسام الطائفي والمذهبي وتستفيد منه. هل نتطلع إلى شباب لبنان ليعيد الاعتبار لقيم المقاومة والوحدة والإرادة الشعبية..ولتجذير المجابهة مع المشروع الصهيوني،خصوصا بعد أن أثبت شباب المقاومة، بكل تياراتهم، قدرتهم الكبرى على تحرير الأرض وردع العدوان.