الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

العام 2017 .. تسخين الضفة وتبريد غزة

نشر بتاريخ: 30/12/2016 ( آخر تحديث: 30/12/2016 الساعة: 14:19 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

من نوستراداموس في غابر التاريخ ، وحتى حسن الشارني في تونس ، ومن ابراهيم حزبون في فلسطين وصولا الى منجمي ومنجمات لبنان ، الجميع يسعى ان يستقرئ العام القادم بشغف الباحث واصرار المنتظر اللحوح ، وقوة حب الفضول .
واذا يجوز لي الكلام فان الامر لن يتخطى حدود التوقع العلمي مع مسحة من فانتازيا الدراما ومبالغة الجزع والخيال الميتافيزيقي ، وكل واحد منا يتوقع من نفسه وربما يتوقع ممن حوله , القيام بخطوات عملية ما تجاهه او تجاه قضايا عالمه . فنحصل حينها على تصوّر عام قد يعكس نفسه في أحلامنا في المنام وما نريد أن نراه ونسمعه في ( فنجان القهوة ) . حتى انني شاهدت فلما على الواتس اب لسيدة اوروبية تقرا طالع الناس من خلال مؤخراتهم !!!

فلسطينيا،ً تنبأ الشارني بزوال الانقسام الحاصل بين حركتي فتح وحماس، وعودة الوحدة السياسية بين الضفة الغربية وقطاع غزة، قائلاً إن إسرائيل خلال عام 2017 ستواجه شعبا فلسطينياً متحداً، بينما ستواصل تل أبيب سياسة المماطلة والتسويف في ملف السلام مع الفلسطينيين
أما الفلكي اللبناني مايك فغالي فيتوقع في عام 2017 لفلسطين المزيد من الإستفزاز الصهيوني خاصة في الأراضي المقدسة والضفة .ثم قال عبارة
( التفجير يطال عمق الشيطان الأكبر إسرائيل ) . ويرى أن إنتفاضة السكاكين ستكبر مثل كرة الثلج وبشكل سريع وتشكل ورقة ضغط لجعل المفاوضات عادلة. ويتوقع ان وضع نتانياهو مهتز داخل حكومته وقد يضطر السفر بسبب مذكرة دولية. وأن الأزمات ستتسع حتى تطال ما لا يطال من ذي قبل.وان فلسطين لن تتراجع بدعوى ضد إسرائيل أمام المحافل الدولية.
ويصل به التوقع ان قرار الحسم من الرئاسة الفلسطينية لاعلان مرشح من حماس ومرشح من فتح، أما الرئيس خارج الحزبين توافقي.

ولو استبدلنا مصطلح تنجيم بمصلح يحمل معاني سياسية وامنية اكثر ، لقلنا مصطلح ( تقدير موقف ) . وفي تقدير الموقف للعام 2017 أرى أن معظم الخطوط تشير الى ان حكومة الاحتلال سوف تزيد من دعمها المالي والمعنوي والعسكري للمستوطنين في الضفة الغربية والقدس وهو ما سيؤدي الى توحشهم أكثر وفقدان حالة التوازن الهش الذي يعيشه الميدان ، ويؤدي الى رد فعل فلسطيني جماهيري أقوى ما سيجعل الامور اكثر سخونة في الضفة الغربية وقد تقع مواجهات عنيفة وقاسية بين المستوطنين وبين سكان القرى والمدن ، وربما تلجأ اسرائيل الى المزيد من البطش ، فتنحسر السلطة أكثر مما هي عليه الان ، وتتموضع في بعض المراكز السيادية بمناطق الف ، فيما يسري ما يشبه العصيان المدني في الضفة وتقوى شوكة التنظيمات بشكل كبير يذكرنا بالانتفاضة الاولى .
وصول ترامب الى البيت الابيض أمر لا يستهان فيه أبدا ، ويبدو أنه سيستخدم طريقة القذافي في تولّي الامور . وهو لن يرحم السلطة ولن يرحم حماس ، ولأنه مستجد في عالم السياسة سيميل الى تصديق تقارير الامن الاسرائيلي ويتبناها من دون تمحيص، ولكنه سيحاول التقرب من مصر أكثر والبدء بحل مشكلة حصار قطاع غزة بالاتصال المباشر بين واشنطن والقاهرة . ودون اي اعتبار لدول الخليج الغنية التي عليها ان تقلق منذ الان على مستقبلها ومستقبل حكوماتها .
ترامب سوف يعتصر قلب السلطة الفلسطينية عصرا ، ثم يميل نحو تهدئة الامور مع الاردن وتصبح القرارات التي تصدر في عمان هي الابرز والاهم بالنسبة لسكان الضفة الغربية .
ذاتيا ، يبدو ان حركتي فتح وحماس أضاعتا المخرج مرة اخرى . وفي حال لا يتم تنفيذ خطوة عملية باتجاه حكومة وحدة وطنية حقيقية ونافذة في بداية العام القادم فان البعد بين غزة ورام الله سيزداد أكثر وأكثر .
اقتصاديا . لا يوجد ما يبشر بمزيد من الدعم المادي لسكان الارض المحتلة ، ومن المتوقع ان يزدهر القطاع الخاص بشكل قوي على حساب الوظيفة الحكومية ، ويمكن للطبقة الوسطى ان تستعيد قيمتها في المجتمع على حساب الاغنياء والفقراء . وستنجح المشاريع الصغيرة والمشاريع العائلية أكثر من الوظيفة الحكومية