نشر بتاريخ: 01/01/2017 ( آخر تحديث: 01/01/2017 الساعة: 11:13 )
الكاتب: عوني المشني
" احذروا، خلو بالكو يا ولاد، الثورات تسرق، نعم الثورات تسرق، فتحو عيونكو، الثورات لا تهزم ولكنها تسرق، ثورتكم تتعرض لسرقة، لا تستهينو باللي بيحصل، الثورات تسرق".
هكذا قالها لنا ياسر عرفات، قالها كقائد ثوري مجرب ومطلع وحريص، قالها محذرا، وقالها منذّرا ، وقالها ناصحا ، وقالها مستنكرا ، قالها بمناسبة ، وقالها من منطق الإحساس بالخطر.
الثورة تسرق، أعداء من الخارج، لصوص من الداخل ، وما بينهم حلف غير مقدس يسطو على إرث نضالي عريق لشعب عظيم
الثورة يجري تدجينها لتصبح في سياقات مختلفة عن السياقات التي انطلقت من اجلها
الثورة يجري التنكيل بقادتها وبناة لبنتها الاولى وبدون اي احساس بالوفاء وإلا بالمسئولية
الثورة ترسخ الامر الواقع بدل تغييره وتعطي للاستسلام معاني مختلفة
الثورة تتحول الى اداة ارتزاق وغنى للبعض بعد ان كانت مشروع شهادة للقادة الشهداء
الثورة يتم طرد الآلاف من كوادرها وحرمانهم من حقهم في المشاركة لا لسبب الا لاستكمال مع تم البدء به مع بداية عهد الردة
الثورة يتم تقسيمها كتركة وميراث ويجري البيع والشراء علنا ولا رؤوس الأشهاد
الثورة مناطق نفوذ وتبادل مصالح وصفقات تحت الطاولة
الثورة تدخلات وتداخلات خارجية وإملاءات خارجية وتحقيق مصالح خارجية لاعداء وحلفاء الأعداء
الثورة استرضاء وجهوية
الثورة تكييف قانوني لكل ما هو غير قانوني وتكييف وطني لكل ما هو غير وطني وتكييف اخلاقي لكل ما هو غير اخلاقي
ولكن مهلا لم تنتهي الحكاية ، للثورة وجها اخر
الثورة جرّار زيت لا تصلها يد اللصوص
الثورة دماء شهداء تلعن الخوان والمأرق والسارق
الثورة دموع ارامل لا تبارك في ثمن دم أريق
الثورة وعد حر لا يساوم
الثورة فكر حر دائما يبقى مقاتل
الثورة وعد وعهد وثبات في المواقف
الثورة طريقا واضحا لا تعرف المجاملة
الثورة ملح الارض وبارودها
الثورة أيقونة المظلومين وكلمة سر المنتصرين وسيف الحق
الثورة نار مقدسة تزيد الحديد صلابة وتحرق وجوه كالحة وتضيئ دروب مظلمة
الثورة حتمية التاريخ ونبوءة الحكماء ويقين المؤمنين
الثورة لها مواسمها التي لا تتغير ولا تتأخر ولا تبخل
للحقيقة دوما وجهان ، نراهما ، نستشعرهما ، فيضاف للتفاؤل تفاؤل وللقناعة قناعة ، وللصمود صمود
للحقيقة وجهان ، ننام ملئ جفوننا يقينا ان الزبد يذهب جفاء
للحقيقة وجهان ، نوقظ الحلم يوقظنا الحلم ، يصبح الحلم ترانيم ميلاد وثورة