نشر بتاريخ: 02/01/2017 ( آخر تحديث: 02/01/2017 الساعة: 11:07 )
الكاتب: جميل السلحوت
دهشت جدّا من تصريحات السّيّد موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السّياسي لحركة حماس والذي جاء فيها:" إذا استمر الانقسام الفلسطيني بدون حل ومعالجة فإن الوضع الفدرالي أفضل حل لمعالجة الوضع الفلسطيني". وتريّثت يوما كاملا لعلّ حركة حماس تتنصّل من ذلك التّصريح، لكن ذلك لم يحصل.
وسبب دهشتي ليس من كون الأمارة الاسلاميّة التي أقامتها حركة حماس في قطاع غزة تبلغ مساحتها 370 كم مربّع، ويسكنها حوالي مليوني فلسطيني محاصرين برّا وجوّا وبحرا، ويعانون الأمرّين، بل ممّا يترتّب على ذلك، ومع ما يتلاقى معه.
فالأراضي التي ستقوم عليها الدّولة الفلسطينيّة في الضّفة الغربيّة وقطاع غزّة أقلّ من 5500 كم مربع، أيّ أقل من مساحة مدينة كالقاهرة مثلا. لكنّ المساحة ليست هي المهمّة، فهل جاءت تصريحات أبو مرزوق كزلّة لسان، أم هي مقصودة؟ وفي كلتا الحالتين هي مرفوضة جملة وتفصيلا، وتحمل دلائل لا تبشّر بالخير، فعدا عن كونها تؤكّد أنّ حماس ضدّ المصالحة الوطنيّة بين شطري الدّولة العتيدة-الضّفة الغربيّة وقطاع غزّة- إلا أنّها تتلاقى مع مخطّطات وتصريحات اسرائيليّة منذ عام 1972 وحتّى يومنا هذا، ومفادها أنّ الضّفة الغربيّة ستبقى نهبا للاستيطان، مع إدارة مدنيّة فلسطينيّة على السّكان وليس على الأرض، وأنّ الدّولة الفلسطينيّة ستقوم على قطاع غزّة الذي يشكّل المنطقة الأكثر كثافة سكّانيّة في العالم، وأنّ "امبراطوريّة غزّة" ستتمدّد بما مساحته 12 ألف كلم في صحراء سيناء. أي أكثر من ضعف مساحة الأراضي المخصّصة للدّولة الفلسطينيّة في الضّفة والقطاع. فهل جاءت تصريحات أبو مرزوق كبالون اختبار لإعادة ذلك بشكل رسميّ وعلنيّ؟
إنّ تصريح أبو مرزوق مثيرة للقلق حقّا. وما هو موقف قيادة حماس من ذلك؟ وهل فشل المتأسلمين الجدد في تقسيم سوريّا، سيعوّضونه في فلسطين تنفيذا لأجندات أجنبيّة ومعادية؟ وهذا ما لا نتمنّاه لا لحماس ولا لغيرها؛ لأنّ ذلك سيكون وبالا على الشّعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وعلى دول وشعوب المنطقة.