الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

السيد المسيح رئيس السلام يدعونا أن نمارس الإيمان بالأعمال

نشر بتاريخ: 05/01/2017 ( آخر تحديث: 05/01/2017 الساعة: 14:54 )

الكاتب: ابراهيم فوزي عودة

نكرر دائما ولن نتعب من التكرار بأن المحبة والتسامح صفتان اساسيتان في الديانة المسيحية وبالتالي بدونهما لا يمكن ان يصبح المسيحي بالولادة مسيحيا . لا يكفي ان نصلي ونحتفل ونطلب ونعود الى بيوتنا واحقادنا وخلافاتنا ما زالت معنا ،بل اصبحت جزء من شخصيتنا . وكل عام يتزايد العناد من قبل البعض بعدم الرغبة في انهاء أي خلافات لهم سواء عائلية أو عامة أو شخصية ، من منطلق التمسك بمبادئ العالم الذي يسوده الشر . فلا يمكن للمسيحي أن يكون مع مبادئ الدين المسيحي وهو متمسك بمبادئ العالم المادية والظواهر السلبية التي اصبحت وكأنها مقبولة لدى الاغلبية . اننا مسيحيين نتمثل بسيدنا يسوع المسيح الذي قال للقديس بطرس : (( لا اقول لك أن تصفح سبع مرات بل سبعين مرة سبع مرات )) وأيضا : ((أحبوا أعداءكم)).. طلب منا أن نكنز كنوز في السماء وليس على الارض . ان المسيحي لا يكون بايمانه بالله والسيد المسيح فقط انما بممارسة تعاليم السيد المسيح التي هي التعاليم الموجودة في الكتاب المقدس .علينا ان نقتدي بالسيد المسيح وأن نكون كلنا للمسيح ، فلا يمكن أن نكون مع المسيح ومع العالم .

ان الايمان دون الاعمال ميت .ان المسيحي لا يخلص بايمانه فقط بل باعماله التي يترجمها ايمانه . فليس كافيا أن يؤمن المسيحي بمولد السيد المسيح في بيت لحم ويقول : ايماني يخلصني . المهم أن يعرف قيمة هذه الولادة ويترجم كلمة الله حين ولد السيد المسيح حيث اجتمع فجأة جمهور من الملائكة وسبحوا الله بفرح قائلين :(المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام ) (لوقا 2 : 13 -14 ) ان افضل طريقة لاحترام السيد المسيح هي معرفة تعاليمه والعيش بموجبها والتحلي بصفات المسيحي الحقيقي وهي الورع ، التسامح ، التواضع والمحبة .وهذه الصفات يجب أن تظهر في ممارسات المسيحي اليومية وليس في مناسبات معينة انما في كينونة شخصية المسيحي الذي يخاف الله ويعمل بمشيئته. هذه الامور المهمة والتي يجب التركيز عليها وليس الاحتفالات الظاهرية المقصود بها التباهي والاستعراض من يصرف اكثر ومن يشتري اكثر ومن يزين بيته اكثر . 

فالسيد المسيح والكتاب المقدس لا يطلبون المظاهر الدنيوية ولا المصاريف ولا الاحتفالات الدنيوية بل نقاء القلب وصافي المحبة وثابت الرجاء والفضيلة والخير . المطلوب الاحتشام والاناقة المتواضعة بالعفة ،التسامح ، التقوى ، الايمان ، الرجاء والمحبة . ( كورنتوس الاولى 13 : 13 ). (فالان تبقى هذه الامور الثلاثة :الايمان والرجاء والمحبة ولكن أعظمها المحبة ) علينا أن نكون جريئين ونقول الحق أمام الجميع . أن لا نجامل الخاطئ ونبرر للشرير ونحترم المال ونحتقر الفقير . علينا أن نحاول التغير للافضل واذا لم يتغير الاخرين ان لا نمل من تكرار الدعوة للتصالح مع الله . فالوقت ما زال مفتوحا أمام التوبة والخلاص . وان لم يسمعوا فتكون ضمائرنا مرتاحة لاننا ما زلنا نحاول وفي كل المناسبات تحذير الناس بان يوم الله القادر على كل شيء قريب، مع أننا لا نعرف موعده بالضبط ، وعلينا أن نكون مستعدين بالممارسة العملية الحقيقية لمبادئ الكتاب المقدس وتعاليم السيد المسيح حتى لا نكون مسيحيين بالاسم . وكفى استخفافا بمبادئ الدين المسيحي ، بناء على مشيئة الله ((الذي يريد أن يخلص جميع الناس ويبلغوا معرفة الحق ))( ثيموثاوس الأولى 2 : 3) هاديا اياهم الى طريق الله الصحيح اذا هم عرفه جيدا ومارسوا تعاليمه ليكونوا حقيقة رسل اعمالهم تميزهم ومن ثمارهم تعرفونهم .