نشر بتاريخ: 14/01/2017 ( آخر تحديث: 14/01/2017 الساعة: 15:10 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
حين خرج الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي وقال للمتظاهرين "الان فهمتكم" كانت الامور قد خرجت عن السيطرة تماما، والاجدر ان نتعلم من هذا الدرس وان نفهم مبكرا قبل ان تخرج الامور عن السيطرة، لان الفهم بعد ذلك لن ينفع بشيء.
أزمة الكهرباء في غزة كانت مستعصية، ولكن حين خرجت تظاهرة واحدة فقط في جباليا، تداعى الجميع للبحث عن حل وارتعبت القوى وانتشرت القوات. وصار الجميع يريد حلا فوريا. ما يعني ان الحلول لا تزال تأتي من الشارع الى القيادات وليس العكس. وان الشارع هو الذي يقود وان القادة هم الذين ينقادون.
ترامب يهدد بنقل السفارة الامريكية الى القدس. وفلسطين تهدد بسحب الاعتراف باسرائيل. واسرائيل تهدد بضم الضفة، والنيابة الاسرائيلية تهدد بمحاكمة نتانياهو بتهمة الفساد والشعب الامريكي يرفض ترامب. والادارة الامريكية الجديدة تركت كل مشاكل العالم وتريد ان تنقل السفارة من تل ابيب للقدس.
المؤتمر الدولي بباريس اّخر فرصة لحل الدولتين، وحل الدولتين اخر فرصة للسلام، والسلام اخر فرصة للعرب، والعرب اخر فرصة لشركات السلاح الكبرى، والربيع العربي آخر فرصة للمخابرات العالمية.
المحاولات المصرية والتركية والقطرية والسعودية لم تكن كافية لانجاح الحوار الوطني الفلسطيني، والان روسيا تدعو القوى للحوار. فهل يمكن لثلج موسكو ان يبرّد الرؤوس الحامية.
القطاع الخاص في فلسطين صار يقود العملية الانتاجية والصناعية، واسرائيل تفتح علاقة مباشرة مع القطاع الخاص من أجل الانفراد به لوحدها وتسهيل انفصاله عن حكومة الدكتور رامي الحمد الله، وتحويل الحكومة الفلسطينية الى مجرد عدة وزارات تقدّم الخدمات للجمهور من دون دعم ومن دون موارد ومن دون سيطرة.
انتفاضة القدس دخلت عامها الثالث كموجة غضب شعبي، والقوى والفصائل اخذت جانب الاعلام ومباركة العمليات، والاهم في الامر انها انتفاضة القدس ومع ذلك لا تقوم اية جهة عربية بدعم القدس او أهلها. والاجدر ان نطلق عليها (انتفاضة الفضائيات).
البطالة ترتفع، وخريجو الجامعات بلا عمل. وكلما ازدادت مراكز التخطيط الاستراتيجي زادت الفوضى، وكلما ارتفع عدد مراكز الابحاث انتشرت العشوائيات، وكلما ارتفع عدد الراصدين الجويين احتبس المطر.