الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

باريس النائمة لا تصنع السلام

نشر بتاريخ: 16/01/2017 ( آخر تحديث: 16/01/2017 الساعة: 16:05 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

ربما يكون العنوان مقطع موسيقي أو جملة أدبية، ولكن بزياراتنا لدول حول العالم وبالاتصال من خلال وسائل التواصل الاجتماعي مع بعض الأصدقاء، يتولد لي القول انه إذا أريد للسلام أن يصنع فلا يصنع إلا على مفرق بيتا او في مخيم الفوار أو مخيم بلاطة أو على حاجز حواره أو زعترة أو حاجز بيتين شمال رام الله أو أمام باب العمود في القدس وفي جبر المكبر بلد الفدائي القنبر الذي صنع الرعب ليصنع السلام.
نعم كثيرون حول العالم، تحكي لهم قصة السلام في فلسطين والشرق الأوسط أو الصراع هنا، وفي احد اللقاءات الودية وفي سيؤول عاصمة كورية الجنوبية تحدثنا ممازحين فتاة وقلنا لها أننا نريد المزاوجة منكم أيها الكوريون نعطيكم العيون الواسعة وتعطونا بياضكم، فضحكت وقالت ولكن منطقتكم مصنفة على أنها منطقة خطرة، وفي مصر حتى سألني احد المصريين مرة في الشارع وهو كان يريد أن يدلني على عنوان(هو انتو واليهود بظلكم متقاتلين ليل نهار) فضحكت ولم استطع أن أجيب بلغة يفهمها، وفي مكتبة جامعة القاهرة كانوا الموظفين يستغربون أنني أضع العنوان فلسطين المحتلة، فكانوا يعتقدون أن السلطة وأوسلو ربما حررت جزء كبير من فلسطين ولا يعرفون أننا في سجن.
وفي جلسة قالت لي زميلة أمريكية إذا أردتم لقضيتكم أن يسمع لها صوت، عليكم أن تتكلموا مع أصحاب القرار، وإلا فانه يمكن أن يسمع من غيركم، فالسلام لن يأتي بمؤتمرات تخدير ولن يأتي الأمن لفلسطين منها فهم فقط ينظرون لنا على أساس الشفقة ويسكتونا ببعض الدولارات.
نعم إن أريد لهذا السلام أن يتحقق فانه لن يتحقق إلا في ساحة الميدان في غزة أو مخيم جنين أو أم الفحم أو النقب أو حدود غزة. لذلك لم يسبق لباريس أن رعت سلام ونجح وهو مجرد كلام فاضي لا يسمن من جوع.