الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل سينقل ترامب السفارة الامريكية الى القدس ؟

نشر بتاريخ: 19/01/2017 ( آخر تحديث: 19/01/2017 الساعة: 11:48 )

الكاتب: تمارا حداد

لم يبقى إلا يومين ليستلم ترامب منصبه ، وبدأ التخوف ان كان ترامب سينقل السفارة الأمريكية الى القدس ام سيتراجع مثل سابقيه من الرؤساء الامريكيين ، لم يتخلف الرؤساء الامريكيين عن ارسال وعودهم بنقل السفارة الامريكية بدءا من " ريشارد نيكسون " الى "باراك اوباما " . ولكن فضلوا التراجع عن وعودهم خشية المس بعلاقاتهم الخارجية مع العالم العربي والإسلامي والأوروبي .
صرح ترامب اثناء حملته الانتخابية بأنه يبدي كراهية للمسلمين و صرح بأنه سيقوم بنقل السفارة الامريكية الى القدس ، ولكن هل سيتجرأ ترامب ام سيتراجع عن قراره كسابقيه من الرؤساء الاميركيين . قبل الخوض بمعرفة الاجابة هل القانون يسمح بنقل السفارة الاميركية وبأريحية الى القدس ؟
حسب مبادئ القانون الدولي وقرار مجلس الامن رقم 478 والذي ينص بأن قرار الضم الاسرائيلي للقدس والذي وافق عليه 14 دولة بأنه مخالف للقانون الدولي وبالتالي فإن نقل السفارة الامريكية الى القدس الشرقية يتناقض مع مبادئ القانون الدولي ، وينافي قرارات الامم المتحدة لأن القدس الشرقية هي ارض محتلة وتخضع لبنود معاهدة جنيف الرابعة ويرفض الاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على القدس الشرقية . وتعتبر القدس منطقة متنازع عليها وتعتبر ضمن الحلول النهائية لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي . فإذا راعي ترامب القانون فانه لن ​ ينقلها .
ان نقل السفارة الامريكية الى القدس سيزيد من الحرج الدولي لأميركا امام العالم ، فتداعيات نقل السفارة سلبية ​ ان كان على الوضع المحلي الفلسطيني او الوضع الاقليمي او الاوروبي .
نقل السفارة الامريكية حسب ادبيات الاعتراف الدولي يعني ان القدس هي العاصمة الابدية لإسرائيل وهذا يعني تخلي اميركا عن الموقف الرسمي بان شرق القدس تقع تحت سيطرة الاحتلال وان وضعها تحت اطار التسوية السياسية وإسقاط كل الحقوق السياسية والتاريخية والدينية للفلسطينيين . فهذا سيزيد من الاستيطان ومزيدا من التهجير وسحب الهويات الاسرائيلية . والقضاء على آمال الدولة الفلسطينية .
اما الوضع الاقليمي فأنه سيؤجج وجود الارهاب وقد يؤدلج الاقليم الى ربيعا مضطربا والى مزيد من المواجهات والعنف ، نظرا للأهمية الدينية للقدس والتي هي عربية اسلامية وبالذات بعد ما اقرته قرارات اليونسكو بأن القدس عربية اسلامية .
اما الوضع الاوروبي فانه سيزيد من الحرج الدولي لأميركا وبالذات ان اميركا تروج لنفسها انها أم الديمقراطية فكيف بعد ما ان تنقل السفارة فان صورتها سوف تهتز وبشكل يضعها في ميزان الديمقراطية المزيفة . وسيضر بالعلاقات الخارجية الامريكية .
قد يكون عدة سيناريوهات لنقل السفارة .
اولا : قد يحول احد مكاتب خدمات السفارة الى غرب القدس وليس شرق القدس .
ثانيا : قد تبقى السفارة في تل ابيب ويتم نقل السفير ديفيد فريدمان وهذا السفير يعتبر من الداعمين للمستوطنين الاسرائيليين .
ثالثا : قد تنقل السفارة الاميركية الى القدس ولكن في ظل اعتراف للفلسطينيين وذلك حتى يتم امتصاص غضب الفلسطينيين والعرب . وبالذات ان القضية الفلسطينية لم تعد ضمن اهتمامات الامة العربية نظرا لتفشي ظاهرة الربيع العربي والفوضى الخلاقة . وضعضعة الناحية الاقتصادية لدول الخليج والتي تتنامى كل يوم في ظل انخفاض اسعار النفط والذي سيؤدي الى زيادة التحديات الخارجية للدول العربية وهذه المشاكل سيستغلها ترامب لنقل السفارة الى القدس .
الفلسطينيون اذا لم يستعملوا الدبلوماسية الوقائية وتكثيف الجهود الفلسطينيين فأن قرار النقل سيضيع آمال الكثير من الذين قدموا ارواحهم وأنفسهم وأموالهم لأجل القدس وفلسطين . فدور الجامعة العربية والاتحاد الاوروبي وعلماء المسلمين واللجنة الرباعية والفعاليات الشعبية على المستوى المحلي مهم لوقف السفارة الى القدس .