نشر بتاريخ: 20/01/2017 ( آخر تحديث: 20/01/2017 الساعة: 12:47 )
الكاتب: د. ياسر عبد الله
تستمر العصابات الصهيونية في محاولاتها ابتلاع الأرض الفلسطينية ، فهي تصادر أراضي الضفة الغربية وتبتلع ثروات وخيرات أرض الكنعانيين ، تهدم البيوت وتُرَحّل الإنسان الفلسطيني عن أرضهِ وترابِ أجداده ِ، عينهم على كل فلسطين، شرقها، غربها، صحراءها، بحرها، جبالها وسهولها ، يريدون أنْ يصنعوا لهم وطن على أنقاض الوطن ، يريدون أن يغيروا أسماء المدن والقرى ويسرقوا ماءها وخبزها، يقتلعوا الأشجار من أرضها ، هي عصابات مارقة مرتزقة وإن طال الزمان على هذه الأرض حتما سيأتي يوم زوالهم ورحيلهم، وسيبقى الشعب منتفضاً رافعاً الهامة في وجه كل اعتداء .
اليوم، شباب فلسطين في أرض النقب يجددون العهد والقسم مع الأرض والتاريخ، أبناء صحراء فلسطين في قرية أُم الحيران؛ تلك القرية البدوية الأصيلة ذات التاريخ العريق. يحفر من تبقى منهم أسماءهم شهداء على أرض فلسطين، ينتفضون من قلب رمال الصحراء، ليعلنوا انتفاضة بدوية تشكل شرارة يمتد لهيبها داخل الخط الأخضر ليصل إلى قلنسوة وشفا عمر وباقة الغربية وسخنين وأُم الفحم، وغداً عكا ويافا والناصرة ومجدل شمس في الجليل وكل أرضٍ عربيةٍ وفلسطينية ما زالت تثور وتنتفض ضد الاحتلال.
ما يحدث اليوم في أم الحيران لهو دليل على جرائم وعنصرية الاحتلال ومحاولاتهم من أجل طمس الهوية الفلسطينية في كل مكان على أرض فلسطين ، وليس غريباً ان يُرفَعْ العلم الفلسطيني عالياً في سماء الداخل الفلسطيني رغم أنف المحتل ، وسيرفع قريباً فوق مآذن وكنائس القدس ، فما يقوم به الاحتلال من اعتداءات على يد زمرة من المعتوهين سياسياً في إسرائيل لهو مؤشرٌ على نهاية وجودهم وكيانهم .
فلسطين ما زالت تسكن قلوب الأهل والأحبة في نقب فلسطين والهوية الوطنية الفلسطينية ما زالت تسري كمجرى الدم في عروقهم وتصدح حناجرهم بأن الأرض لنا نرويها بدماء شبابها وأطفالها وشيوخها.
يذكر أن مساحة النقب 14,000 كيلو متر مربع وتقطنها الكثير من القبائل والعشائر العربية وترتبط ارتباطا اجتماعياً بقبائلِ سيناء وشبه الجزيرة ، وينتشر بدو النقب في عدد من المدن والقرى البدوية وأكثرها تعداداً للسكان مدينة راهط 80.000 نسمة، ومدينة اللقية 15.000 نسمة، وكسيفه 17.000 نسمه وحورة 16.000 نسمه وتل السبع 16,000 نسمة وعرعره النقب 13.000 نسمه وشقيب السلام 13,000 نسمة والبلدات الثلاث عشر التابعة للمجلس الإقليمي أبوبسمة 40,000 نسمة في حين يبلغ عدد سكان القرى البدوية (غير المعترف بها) 120,000 نسمة".
الخريطة الفلسطينية؛ يدنسها اليهود بمعسكراتهم وقواعدهم ومفاعلاتهم النووية، ولم يكتفوا بذلك فهم يريدون كل النقب لهم ، الا أن الانسان الفلسطيني صاحب الهوية الوطنية والانتماء للوطن رفضَ ويرفض وسيبقي رافضاً لوجودهم ، وستكون أم الحيران يا جنرالات وزعامات الكيان شرارة تشتعل في الداخل الفلسطيني حتى تحرير الأرض الفلسطينية كاملة واستعادة كل شبر من أرضنا وزوال الاحتلال ، فالرحمة لك شهيدنا في أم الحيران المربي أبو القيعان، وقد عانقت روحك روح شهيد بيت لحم الطالب قصي العمور ذلك التلحمي الذي استشهد رافضاً للوجود الصهيوني على أرض مدينته كما رفض أهل أم الحيران الوجود الصهيوني ، هي رسالة إلى حكام الكيان أن الفلسطينيين في كل مكان أطفال وشيوخ طلاب ومعلمين من بيت لحم إلى الحيران وفي كل شبر من أرض الوطن مستمرون من أجل اقتلاع الوجود الصهيوني من الأرض الفلسطينية .