نشر بتاريخ: 20/01/2017 ( آخر تحديث: 22/01/2017 الساعة: 15:35 )
الكاتب: رنين الكيلاني
انظر،
إنه أمر شخصي بحت لا علاقه لك به أبداً، أنا أُبرئك من كل شيء، حتى من هذه البثور التي بدأت تتكاثر على وجهي الذي لم أعتد عليه بهذا الشكل.
رغم إصرار امي المتكرر بأن أذهب الى طبيب الجلد ليعاين وجهي، الا أنني لا أريد ذلك، لأنني أعلم بأنه نتيجة الإرهاق والتفكير الزائد، وربما هذه البثور نتيجة لهذه المرحلة غير الواضحة، لسوء الحظ أستطيع الآن أن افهم مشاعر المغنية التونسية لطيفة، حينما غنت مقطع "يا أبيض يا إسود لكن مش رمادي".
هذه المرحلة التي يعبرّ عنها بحالة "الرمادي" وكأفضل تعريف لها هي: من أسوأ الحالات التي يمرّ بها الإنسان دون الشعور بأي شيء، دون الالتفات الى جزئيات قد تكون مهمة ومفصلية، أو التعامل مع الأمور بإجحاف وعكس المنطق والقلب.
أتعلم؟ الشيء الوحيد المريح الذي وصلت له مؤخرًا هو أنني كاذبة، لأن عدم الشعور بأي شيء هو الشعور الكثير والفائض بكل شيء، لكن دون المقدرة على فهم هذه المشاعر وماهيتها، ويهمني جدًا أن لا أكون باردة أو متلبدة وتحديداً الآن، لأن المشاعر مقدسة بالنسبة لي بأفضلها وأسوئها، والتوصل الى هذا النوع من الفهم يريحني كثيراً، فعلى الأقل ما زلتُ أشعر، بغض النظر عن نوع هذه المشاعر.
ولوحة "الصرخة" للفنان النرويجي "ادوارد مونش" ساعدتني كثيرًا بالتوصل الى هذا كله، للوهلة الأولى شعرت بأنني سأصرخ من بعثرة الألوان والمشاهد الكثيرة فيها، وحين دققتُ في اللوحة عن كثب، شعرت بأنها تحاورني بطريقةٍ ما لتقول لي: "كلنا نمرّ بهذه الحالة".
وأنا بيني وبين نفسي أردد:
"وهذا سيمرّ أيضاً".