الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

سياحة سياسية لقتل ما تبقى

نشر بتاريخ: 22/01/2017 ( آخر تحديث: 22/01/2017 الساعة: 10:59 )

الكاتب: احسان الجمل

يعتقد الفلسطينيون، انه ما زال هناك بعض الامل في قيادتهم، ويسعون الى تطوير هذا الامل حتى يصل الى درجة القدرة على مواجهة الاستحقاق، هكذا طبيعة البشر المتمسكة بمقولة( لولا فسحة الامل).
لكن القيادة، تملك الاصرار على احباط اي فسحة من الامل، لانها تريد ان تصل الى النهاية بتدمير الهيكل، فهي تدرك ما يريد الشعب، لذلك تفعل عكس ذلك، وبطريقة استفزازية، يكذبون ثم يكذبون ويكذبون، حتى تمنى الشعب ان يصدقوا لو لمرة واحدة حتى لا يفقد الامل.
العودة الى بيروت، عاصمة المقاومة من اجل حوار فلسطيني، كانت فرحة كبرى، بان الدخان الابيض سيصعد حتى يغطي مساحات مخيمات اللجوء، ورغم كلام الرئيس نبيه بري المؤثر، والذي وضع الاصبع على الجرح، فإنهم اكتفوا ببيان رائحة الكذب فيه، بانهم سيعودون مرة اخرى منتصف الشهر القادم، وذكرونا في بيانهم، انهم في العام2005 توصلوا الى تفاهم في القاهرة، سيعودون اليه.
لم يتجروأ ان تطأ اقدامهم اي مخيم، والمخيمات هي جوهر القضية والصراع، ولا حتى المخيمات التي تحمل رمزية قضية، كمخيمي نهر البارد الذي لم يستكمل اعادة اعماره، ولا عين الحلوة المهدد ان يصبح بارد اخر.
من لا يستطيع توحيد عين الحلوة، وفرض الامن فيه، لا يستطيع حل المشاكل العالقة، فعين الحلوة، كان ميزان الحكم عليهم. ومن لا يستطيع فرض اعادة اعمار نهر البارد، لن يستطيع اعادة اعمار وطن.
بعد بيروت، ارادوا السياحة في موسكو، فذهبوا فرادا وجماعات، سهروا وتسامروا، وعادوا بقرار التوجه الى الرئيس بتشكيل حكومة وحدة وطنية، اوهمونا انهم اتفقوا، وما على الرئيس سوى اصدار مرسوم بتشكيل الحكومة، عيش يا قديش, وغدا لناظره قريب.
لكنهم عندما تحدثوا فرادا، بان ان الدف مثقوب، وكل واحد يغني على ليلاه وفق شروطه الخاصة، التي تعني انه راحت السكرة وجاءت الفكرة، حكومة بمقاسات عدة، كل يريده على قياسه، هي حكومات سلطة منقسمة، والشعب يريد حكومة فلسطينية شاملة، حكومة دولة، حتى نتجاوز كل معيقات اوسلوا، وان نستفيد من القرار الاممي، الذي اعطانا حق ان نصبح دولة تحت الاحتلال.
لايمكن وضع العربة امام الحصان، فكل ما جرى هو ترف من السياحة السياسية، فلا حضوركم، ولا تجمعكم يحل المشكلة، لان الارادة السياسية والوطنية غير متوفرة لدى اطراف الانقسام، لان المطلوب اولا هو الخروج من التوغل السلطوي الذي اصبح يتحكم بكم، وما يجري في مخيمات الضفة، وعموم غزة يؤكد انكما لستما اهلا للحكم. عليكم بالبداية معالجة كل هذه المشاكل، وانهاء الانقسام، ثم الذهاب الى تشكيل حكومة وانتخابات ومجلس وطني، عن اي انتخابات تتحدثون، وكل طرف عليه فيتو في مناطق الاخر، اي انتخابات حيث امكن، ومخيمات الشتات تعيش المآسي. عل من تضحكون، على انفسكم ام علينا، اعيدوا الامن للضفة، والنور لغزة، وكرامة الحياة للشتات اولا، حتى كما قالوا يطمئن قلبنا.
كل الرهانات سقطت، ومعها الاقنعة، فلم تنجح بيروت، سوى بكمية الصور والتصريحات المتفائلة الكاذبة، ولن تكون موسكو افضل حالا، بعد ان سقط الرهان الكبير على مؤتمر باريس الذي اعطى الغائب الحاضر الاحتلال الاسرائيلي ما يريده وما فرض علينا، واولها منعنا من الحركة الا وفق المفاوضات المباشرة.
على الشعب ايضا ان ينهض من سياسة توقع الامل، وان يفرض شروطه، اولها ان العودة الى بيروت، يجب ان لاتكون في فناددقها،بل في مخيماتنا، وخاصة عين الحلوة، ليروا كيف ان الوضع ممسوك حسب رواياتهم. وهذه المرة لن تحجبهم كاميرات المخيم التي تخفي وجه القاتل، بسبب تخليهم عن دورهم القيادي كمرجعية مسؤولة مباشرة عم حماية المخيمات التي تمثل قضية اللاجئين، اذا كانوا فعلا ما زالوا مقتنعون بأن للاجئين قضية.