الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

رسالة الى الرئيس دونالد ترمب ...القدس هي ارض السلام

نشر بتاريخ: 24/01/2017 ( آخر تحديث: 24/01/2017 الساعة: 10:18 )

الكاتب: د. علي الاعور

تقوم العلاقات الدولية بين الدول على أساس المصالح المشتركة وحسن الجوار والحفاظ على السلم والامن الدوليين على أساس الشرعية الدولية وقرارات مجلس الامن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة بالإضافة الى الحفاظ وتطبيق الفانون الدولي الإنساني وحقوق الانسان في مناطق النزاع من العالم وخاصة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وما صدر حوله من قرارات الشرعية الدولية واهمها قرار مجلس الامن الدولي "242 " والذي ينص على انسحاب إسرائيل الى حدود الرابع من حزيران عام 1967، بالإضافة الى فتوى محكمة لاهاي الدولية والتي صدرت في عام 2004 والتي اكدت على" ان القدس هي إقليم محتل الى جانب الضفة الغربية وعلى إسرائيل عدم تغيير الوضع السياسي والديموغراقي والثقافي والجيوسياسي للمدينة المقدسة" والقدس هي ارض الديانات الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلامية وهذا يعني ان القدس هي ارض السلام ومدينة الصلاة.
وفي الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي ترمب اعلن انه سوف يقوم ويعمل على نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس ، وربما في الحملات الانتخابية كثير من الرؤوساء وقادة الأحزاب يقدمون وعودا للجماهير ولكن عندما يكونوا في موقع المسؤولية سرعان ما يتخلون عن تلك الوعود، وهنا لا بد من الإشارة الى ثلاث محاور مهمة تتعلق بنقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس :
أولا : علاقة المسلمين وتضامن العالم الإسلامي مع القدس ، خصوصا انها تعتبر بالنسبة للمسلمين أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين " او ثاني المسجدين " ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومعجزة الاسراء والمعراج والتي ذكرت في القران الكريم "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ) سورة الاسراء " الاية رقم 1" هذه الاية الكريمة تربط المسلمين في كل بقاع المعمورة بمدينة القدس برباط ديني و روحاني مقدس .
وهذا يعني ان نقل السفارة الامريكية الى القدس ستكون خطوة بالغة الخطورة وخطوة استفزازية لاكثر من مليار مسلم في العالم وبالتالي سوف تخلق موجة من التظاهرات والعنف في كل العواصم والمدن الإسلامية وغير الإسلامية احتجاجا على تلك الخطوة.
ثانيا : الإسلاميون في فلسطين ...مازال الإسلاميون في فلسطين يتميزون " بالوسطية والاعتدال وان مهمتهم الدينية والسياسية مازالت تتمثل في الدعوة الإسلامية التي تقوم على التوحيد وعلى منهاج النبوة في إقامة الدولة الإسلامية والتي تبدأ بالدعوة الإسلامية ، بداية بالحركة السلفية في فلسطين والتي تقوم على الدعوة والتبليغ وكذلك جماعة التبليغ والدعوة ...مرورا بحزب التحرير الإسلامي في فلسطين والذي يقوم على الدعوة والسياسة وهو بالأساس حزب سياسي بامتياز بعيدا عن العنف وانتهاءا بحركة حماس والتي بدأت في الفترة الأخيرة تعود الى العمل الاجتماعي والدعوة الدينية وخلال اربع سنوات في دراسة قدمتها للجامعة العبرية في القدس بعنوان " الحركات الإسلامية في فلسطين بين العمل السياسي والأيديولوجية الدينية" لم تقدم تلك الجماعات الإسلامية في فلسطين أي دستور متطرف او برنامج متطرف او اجندة متطرفة تقوم على العنف في ادبياتها وسلوكها ...بل كانت تلك الجماعات الإسلامية السلفية تعتمد على منهج الوسطية في التفسير والسلوك والدعوة الدينية والسياسية...وبالتالي فان نقل السفارة الامريكية الى القدس ربما يغير من أيديولوجيا وسلوك تلك الحركات والجماعات الإسلامية نحو العنف مما يؤدي الى مزيدا من سفك الدماء مما يعني وقف قرار او عملية نقل السفارة الامريكية الى القدس ، سوف يساهم بشكل كبير في عدم خلق إسلاميون متشددون وسوف يساهم قرار عدم نقل السفارة الامريكية الى القدس في الحفاظ على الهدوء والامن والأمان وعدم جر المنطقة الى مزيدا من العنف.
ثالثا: المحور المهم وهو الفلسطينيون ويتمثل في حركة فتح وحركات اليسار المتعددة والتي خطت خطوات كبيرة في تغيير استراتيجية نضالها لدرجة انها اعتمدت على المقاومة الشعبية والمظاهرات السلمية كاساس لمقاومة الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة . وعلينا جميعا ان نتذكر اهم قرارات حركة فتح في المؤتمر السابع والذي ينص على" أكد المؤتمر استراتيجية "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية في "توسيع قنوات الحوار والتواصل مع مختلف مكونات المجتمع الإسرائيلي" وهذا يعني ان حركة فتح والحركات اليسارية الأخرى المناضلة شعبيا وجماهيريا لن تقف مكتوفة الايدي امام هذه الخطوة الاستفزازية ونقل السفارة الامريكية الى القدس وبالتالي بدلا من توسيع قنوات الحوار والسلام مع مختلف مكونات المجتمع الإسرائيلي وبالتالي تدمير استراتيجية جديدة لحركة فتح في النضال السلمي سوف يخلق مزيدا من العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبالتالي مزيدا نحو التطرف والعنف بدلا من السلام وبناء جسور السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين .
من هنا.. و من الأرض المقدسة ...من القدس مهد الديانات ابعث برسالة الى الرئيس الأمريكي ترمب لكي يعمل على صنع السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ومنح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة وفقا للشرعية الدولية وقرارات مجلس الامن الدولي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية الى جانب دولة إسرائيل .... بدلا من خطوات نقل السفارة الامريكية الى القدس لتجر معها مزيدا من العنف وسفك الدماء.