نشر بتاريخ: 25/01/2017 ( آخر تحديث: 25/01/2017 الساعة: 11:16 )
الكاتب: غسان مصطفى الشامي
المجتمع الدولي يبقى عاجزا أمام تنفيذ القرارات الأممية التي يتخذها، أو احترام هيبة هذه القرارات، و يضرب الكيان الصهيوني عرض الحائط كافة القرارات التي تصدر عن الأمم المتحدة فيما يتعلق بالقضية الفلسطيني والشعب الفلسطيني، وهناك مئات القرارات الأممية التي يدير الكيان ظهره لها بل يعتبر الكيان الأمم المتحدة ظالمة بحقه، ويشدد بتبجح كبير على أن أرض فلسطين هي لليهود وليست للفلسطينيين.
إن المجتمع الدولي أضعف من أن يواجه الكيان الصهيوني أو يفرض عليه عقوبات أممية حيث ويقف دوما صامتا أمام جرائم الكيان في مواصلة البناء الاستيطاني، ويكتفي بمجرد إصدار بيانات الاستنكار والإدانة؛ حتى القرار الأممي الأخير الذي يحمل رقم (2334) والذي أدان الاستيطان بالإجماع في مجلس الأمن لم يستطع المجتمع الدولي إجبار الكيان على وقف التمدد الاستيطان وتنفيذ القرار؛ لذا ستبقى هذه القرارات حبيسة الأدراج والملفات الأممية إن لم تكن هناك قوة تفرض على الكيان تنفيذ هذا القرار .
إن رئيس الوزراء الصهيوني (نتنياهو) تعهد لمجلس الوزراء المصغر (الكابينت) بمواصلة بناء مئات الوحدات الاستيطانية، مشددا على أن الأيام القادمة سيتم العمل على ضم الوحدات الاستيطانية الكبيرة، وتحدث وسائل العبرية، أن (نتنياهو) أعلن خلال الجلسة (الكابينت) عن رفعه للقيود التي تقف أمام مواصلة البناء الاستيطاني في الجانب الشرقي من القدس المحتلة.
إن الحكومة الصهيونية لم توقف يوما البناء الاستيطاني ولم تجمد المخططات الاستيطانية، وهي تتنكر دوما لقرارات المجتمع الدولي ولمطالبات الأمريكان والأوربيين بوقف البناء الاستيطاني، فقد صدقت حديثا ما تسمى بـــ"لجنة التخطيط والبناء" في بلدية الاحتلال بمدنية القدس المحتلة – حسب ما ذكرته وسائل الإعلام العبرية على مخططات بناء ( 560 ) وحدة استيطانية في مدينة القدس المحتلة، فيما سيتم المصادقة في الأيام القادمة على بناء وحدات إضافية في القدس وسيتركز البناء الاستيطاني في مستوطنة "راموت" ومستوطنة "رمات شلومو" في الجانب الشرقي من مدينة القدس .
وفي التوازي مع المصادقة على المخططات الاستيطانية في القدس المحتلة، تواصل بلدية الاحتلال في القدس توزيع إخطارات هدم على منازل المقدسيين في جبل المكبر بذريعة البناء الغير مرخص، وتواصل إصدار قرارا إجرامية تعسفية بحق السكان المقدسيين في كافة أنحاء القدس حيث يواجه المقدسين هذه الأيام حملة مسعورة من قبل سلطات الاحتلال تستهدف هدم المنازل وتضييق الخناق على أهل القدس والمرابطين فيها .
إن بناء المستوطنات من أولويات عمل الحكومة الصهيونية هذا العام، بل ربما يكون هذا العام من أكثر الأعوام في بناء المستوطنات، خاصة أن الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة ( ترامب ) ستكون بجانب حكومة (نتنياهو) في التوسع الاستيطاني خاصة أن مستشار الرئيس ترامب يهودي من الداعمين للكيان الصهيوني.
إن الإدارة الأمريكية الجديدة لن تتجاوز الخطوط والسياسات الأمريكية الصهيونية في التعامل مع الكيان، وستبقى الداعم الأكبر خاصة بالتمويل العسكري، وحماية الكيان في الأمم المتحدة وإجهاض كافة القرارات المضادة للكيان، خاصة أن البيت الأبيض أعلن عن بدء مشاورات نقل السفارة الأمريكية من مدينة تل الربيع (تل أبيب ) إلى القدس المحتلة، من خطوة استفزازية خطيرة بهدف استرضاء اليهود وتنفيذ الوعود الأمريكية .
إن مواصلة حكومة نتيناهو مخططاتها الاستيطانية في القدس المحتلة والضفة، يؤكد على رفض الكيان الصهيوني لكافة القرارات الأممية والضرب عرض الحائط كافة الحلول الأممية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، كما أن مواصلة البناء الاستيطاني رسالة لكافة المفاوضين والمساومين أن الكيان الصهيوني لن يعترف بأية قرارات أممية ولن يقبل وقف التوسع الاستيطاني ووقف التهويد في القدس والمسجد الأقصى المبارك.
إن الانتشار الواسع للمستوطنات في الضفة المحتلة والقدس يؤكد على سعي حكومة الاحتلال جديا لتنفيذ مخططات ضم المستوطنات الكبيرة ومواصلة سرقة أرضنا بالضفة الغربية وإنهاء الأمل بإقامة دولة فلسطينية مؤقتة على الأراضي المحتلة عام 1976م، لذا يتوجب على الكل الفلسطيني والكل العربي الوقوف في وجه المخططات الاستيطانية ووقف التنسيق مع الكيان الصهيوني وتشكيل جبهة مقاومة عربية إسلامية رفضا لمخططات سرقة أرضنا الفلسطينية