الكاتب: تحسين يقين
"رأيتُ بلاداً تعانقُني
بأَيدٍ صَبَاحيّة: كُنْ
جديراً برائحة الخبز. كُنْ
لائقا ً بزهور الرصيفْ
فما زال تَنُّورُ أُمِّكَ
مشتعلاً ،
والتحيَّةُ ساخنةً كالرغيفْ!"
كفانا الشاعر مؤونة الحيرة في البدايات؛ فالعنوان يغري بعدم القراءة، أو ثمة شعور بيأس تجاه التصالح، ولكن لنمارس اللعبة لآخر مدى، لعل وعسى!
لدينا ما نقوله لسبب بسيط وطبيعي: لدينا الفعل!
لدينا هنا، في هذا المكان الواسع والزمان الأكثر وسعا، أن نكون ما نريد؛ فالشعراء أيضا يمنحوننا الأمل والأفكار أيضا، فلعمره هذا الشاعر وذلك!
"Simplified Arabic","serif";mso-fareast-font-family:"Simplified Arabic"" id="yui_3_16_0_ym19_1_1485597299559_26453"- ..............؟
"Simplified Arabic","serif";mso-fareast-font-family:"Simplified Arabic"" id="yui_3_16_0_ym19_1_1485597299559_26460"-
نعم، لا يوجد هناك مانع، فليس الأمر شخصيا، بل وطنيا، فمن يستطيع تحمل مسؤولية الوطن!
- .............!
"Simplified Arabic","serif";mso-fareast-font-family:"Simplified Arabic"" id="yui_3_16_0_ym19_1_1485597299559_26479"-
وكل ما نحن فيه يدفعنا أن نكون معا، في فريق، فليس الحب هو شرط وجودنا.
"Simplified Arabic","serif";mso-fareast-font-family:"Simplified Arabic"" id="yui_3_16_0_ym19_1_1485597299559_26486"-
سأنقل لهم ما تقول يا صاح لعل وعسى!
اختفى صاحبي الذي ظهر فجأة، نسيت أن أخبره باقتراحي، بأن يمنح كل منهم "جدارية" درويش:
في المرحلة المتوسطة بين غياب العقل وحضوره، ما يثيرنا لتأمل المرحلة المتوسطة بين الغيبوبة والصحو؛ في الأولى يمنحه غياب العقل بعض الشجاعة ليعبر عن اللاوعي، بصدق وجرأة. في الثانية يصعب التأويل، فلم نشهد صراعها لا فينا ولا في غيرنا، ولكن عند الحضور اليقظ، والعودة للحياة، تتجلى الإنسانية والعقلانية، ونصير أكثر تسامحا!
هل أصبح نظامنا السياسي يضيق بنا، بالفاعلين فيه وبه، بكل من يملك فعل يضيف لنا؟ ما مدى تضامن العرب ودعمهم لنا خارج المؤسسة الأممية؟
هل سنجتهد في إيصال الأمريكان الجدد إلى ما انتهت له الإدارة السابقة؟ هل من جون كيري آخر؟
هل من خارطة الطريق؟
أولا: مايسترو يقود الأوركسترا، فليس تناقضنا وطنيا، وكل بما وهب من علاقات ونفوذ؛ ثعلب السياسة، يشارك من عرى الخصم دوليا، والشاب الطموح ينفث نزقه على الخصم، والاقتصادي المعمّر للتراب في جيم، يعانق صديق الشباب، والإعلامي الشاعر، والمالي والمزارع والثقافي.. وعلى اليمين واليسار جناحا الدعم، كل بما وهب لإدخال الكرة في مرمى الخائف من الحق والحقيقية!
آن الأوان للملمة كل الساسة والخبراء والفاعلين، فأزعم أن لدينا ما يمكن أن نعبر بهم لجة البحر السياسي العربي والدولي. ولا ننسى أنهم/ن رفاق سلاح وطريق نضالي، لعلنا نكون أكثر وفاء لبعضنا بعضنا وللوطن أكثر!
هو وأنت وانا، وهم ليسوا ولسنا مهمين في ذواتنا إلا لأغراضنا الخاصة، ولكن في الشأن العام فإن المعيار هو ما يمكن أن تقدمه!
ثانيا: الصبر الدبلوماسي عربيا، والتحمّل، فالعرب ترسنا، نتقي بهم سهاما كثيرة.
ثالثا: إبداع الخطاب مع المستر الجديد في البيت البيضاوي، وصحبه، للإيصالهم إلى أن يضعوا أنفسهم مكاننا افتراضا،ـ ليتجاوزوا الخصم إلى الحكم، فلا يمكن القبول بكل هذا الجنون الاحتلالي! لا بد من كيري جديد.
رابعا: اللعب على الكيانية السياسية، لتعرية وإحراج الخصم العسكري الكولينيالي؛ فنحن نقبل بدولة، بدولتين بثلاث..فما الذي يريده؟ وإذا كان الإسرائيليون قيادة وشعبا لا يعرفون ما يختارون، فالأولى أن ينصحهم الحلفاء والأصدقاء!
هذا رمز لكن غير مكتمل؛ لعلي أحاكي حال من هو بين بين، لكن من أين لي الشجاعة لأحلق خارج السرب!
مبرري هو أن نكون: جديرين برائحة خبز أمهاتنا وآبائنا أيضا؛ فهم من زرعوا وحصدوا..
"الواحد للكلّ، والكلّ للواحد" كما في رواية الفرسان الثلاثة؛ عندها نصيرا معا أقوى، ويصير العرب بنا أقوى، فما زال هناك مجال للحروةب القانونية التي لا تسفك الدماء لكن تسفك الحبر؛ وحرب تلوى أخرى، ستربك المحتل؛ فليس له منطق لمواصلة الاحتلال، حتى ولو وضع حجارته هنا.
أتساءل: كيف ونحن نملك ما نملك من طاقات ولا نوظفها؟ ومن المسؤول؟ أظننا جميعا مسؤولين: لم لم نتقارب؟ لم لم نجسّر الهوة بيننا؟ لم لم يبادر كل منا؟ لم لم نفعل وكل ما نحتاجه بعض التسامح والحنان؟
ليس هناك ثبات في السياسة، وليس من العقلانية اختيار الوقوف أمام أحد حتى ولو كانوا أشقاءنا، ولن نجد من يضع لنا تاجا على موقفنا المنفعل؛ بل لعلنا نورطهم ورطة جميلة، كي يكون شاهدين علينا.
السيد الجديد، مستر من بلاد بعيدة، لها مصالح معنا تماما كما مع الخصم، بل معنى المصالح أكثر؛ فلنلعب لعبة السياسة إلى آخر مدى!
لنلعب بمؤازرة شعبنا وتشجيعه بل ولعبه معنا:
"سأصير يوماً طائراً ، وأَسُلُّ من عَدَمي
وجودي . كُلَّما احتَرقَ الجناحانِ
اقتربتُ من الحقيقةِ ، وانبعثتُ من
الرمادِ . أَنا حوارُ الحالمين ، عَزَفْتُ
عن جَسَدي وعن نفسي لأُكْمِلَ
رحلتي الأولى إلى المعنى ، فأَحْرَقَني
وغاب . أَنا الغيابُ . أَنا السماويُّ
الطريدُ "
ليس هناك خلاص لفرد إن لم تخلص الجماعة؛ فما بنا، وما سوف يحل بنا إن بقينا مفتتين، يدفعنا للبحث عن أدوات النجاة، علما أن مصالحة اللونين لا تكفي، ففي كل لون ألوان.
لدينا الفعل!
ولدينا فرصة تجنب ردود الأفعال الغاضبة والصادمة والمعاقبة.
لم آت بجديد، للأسف، لكن لعل القلوب تحن، وهنا في هذا الموقف باللذات يحسن التكرار، واللإلحاح والرجاء؛ فليس لدينا إلا أنفسنا، وأنفسنا تعني نحن أيضا.
للمايسترو أن يفحص العازفين والعازفات، ليطمئن على الانسجام، لتحسن الموسيقى ويكون لها هوية ومغزى وروح.
آن لنا أن نفعل ما يجب فعله، حتى لا نمنح أحدا فرصة ليخرّب علينا أي عزف في أرض عملنا الوطني.
و..سنصير يوما ما نريد؛
هل وصلت الرسالة؟
وهل تكفي؟
كان الرمز إيثارا منا لاحترام كل عازف/ة، وللمايسترو أيضا.
اثنان في واحد، تسامحنا الوطني والقومي.
وثلاثة في واحد: الفعل الوطني والعربي، فعل في الشمال الأمريكي والعالم أيضا.
التلويح بالتردد في الدعم المادي والدبلوماسي، والقدس، وما إلى ذلك من ضغوط، هلا فعلنا ما ننجو، فننقل الضغط إلى مكانه الطبيعي!
ليست الأمور صعبة إن سمت النفوس..
"سأصير يوما ما أريد
لا الرحلةُ ابتدأتْ ، ولا الدربُ انتهى
لم يَبْلُغِ الحكماءُ غربتَهُمْ
كما لم يَبْلُغ الغرباءُ حكمتَهمْ
ولم نعرف من الأزهار غيرَ شقائقِ النعمانِ.."
الآن، الآن موعد شقائق النعمان وغيرها من شقائق وأشقاء، فهل من يلتقط الرمزية!
ليس الأمر صعبا وهذا المراح كبير..
نحن مهما كنا سنظل بشرا نرحل أو نموت، لكن فلسطين باقية لن تموت..
وليس هذا شعرا!