الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل نتنياهو اصبح آيلا للسقوط؟؟

نشر بتاريخ: 28/01/2017 ( آخر تحديث: 28/01/2017 الساعة: 18:49 )

الكاتب: سفيان أبو زايدة

للمرة الثالثة وعلى مدار ثلاث ساعات وخلال اقل من شهر حققت الوحدة الخاصة لمكافحة الفساد للشرطة الاسرائيلية مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.
التحقيق مفتوح بشكل متوازي في ثلاثة ملفات على الاقل . الملف الاول يحمل الرقم ( 1000) و هو يتعلق بالتحقيق في قضايا لها علاقة بتلقي نتنياهو وأفراد أسرته هدايا يقدر ثمنها بمبالغ كبيرة من رجال اعمال يهود ، منها تمويله على مدار سنوات بالسيجار الكوبي الفاخر و الذي يقدر ثمنه بعشرات آلاف الدولارات.
القضية الثانية التي تحمل الرقم ( 2000) وهي تتعلق بالتحقيق مع نتنياهو في الصفقة التي عقدت او كانت ستعقد بين مالك صحيفة يديعوت احرونوت ارنون موزس و بين نتنياهو ، مضمون هذة الصفقة ان يعمل نتنياهو على تقليص اعداد صحيفة اسرائيل اليوم و التي توزع مجانا في اسرائيل و التي يملكها صديقة الملياردير اليهودي شلدون أدلسون مما اضر في الصحف الاخرى ، خاصة يديعوت احرونوت ، مقابل ذلك ان تعمل صحيفة يديعوت احرونوت على محاباة نتنياهو و الاستعداد لاشراك صحفيين مؤيدين له للكتابة في الصحيفة. وهذا امر يعتبر في منتهى الخطورة بالنسبة لنظام سياسي يعمل على اساس الفصل بين السلطات.
اما القضية الثالثة و الخطيرة و التي ما زال التحقيق بشأنها في مراحلة الاولى و التي تحمل الرقم ( 3000) تتحدث عن صفقة الغواصات الالمانية تم شرائها مؤخرا . الحديث هنا عن اخطر قضية فساد عرفتها اسرائيل اذا ما ثبت ان لنتنياهو علاقة غير سوية بالامر . مضمون القضية ان محامي نتنياهو الخاص ديفيد شومرون و الذي تربطة صلة قرابة عائلية مع نتنياهو كان له دور مباشر في اتمام الصفقة مما يشكل تناقض في المصالح.
من ناحية هو محامي نتنياهو الخاص و يعتبر مستشار له وفي نفس الوقت يعمل من خلف الستار على اتمام صفقة الغواصات مع الشركة الالمانية و مندوبيها في اسرائيل.التحقيق يجري هنا لمعرفة ما اذا كان نتنياهو يعرف بهذه العلاقة ام لا.
اذا ثبت انه يعرف بهذه العلاقة ، هذا يكفي ليس فقط لان يضطر لتقديم استقالته بل ستقضي ايضا على حياته السياسية ، وقد يصبح جارا لسلفة ايهود اولمرت في السجن. اضافة الى كل ذلك هناك حديث عن تحقيق في قضية رابعة تحمل الرقم (4000) لم يعرف تفاصيلها بعد.
التحقيق قد لا يتمخض عنه تقديم لائحة اتهام في الملفات الثلاث او الأربع ، وقد يتم انتهاء التحقيق و اغلاق الملفات لعدم وجود ما يكفي من ادلة و اثباتات تكون كافية لتوجية لائحة اتهام قادرة على الصمود امام القضاء و تنتهي بادانة نتنياهو. وقد يتمخض عن واحد منها على الاقل تقديم لائحة اتهام بحقة.
وفقا للتقاليد الاسرائيلية و ليس وفقا للقانون ، اي رجُل دولة يتم تقديم لائحة اتهام بحقة علية ان يقدم استقالتة او الخروج باجازة مفتوحة الى حين انتهاء الاجراءات القضائية بحقة. هكذا فعل اولمرت عندما اشتد الخناق حوله قبل ان يتم محاكمته و إيداعه السجن.
هذا يعني ان الاسابيع القادمة ستكون حاسمة بالنسبة لنتنياهو بشكل خاص و النظام السياسي في اسرائيل بشكل عام.
نتنياهو الذي حطم الرقم القياسي من حيث عدد السنوات كرئيس وزراء لا ينوي التنازل و الاستسلام بسهوله، و سيدافع عن نفسه و عن موقعه الى اخر رمق. حيث في اسرائيل ايضا تلوث السياسيون ولم يعد لديهم حياء . هناك من يقارن بين رؤساء الوزراء في اسرائيل في بداية تأسيس الدولة حتى الثمانينات و بين رؤساء الوزراء ما بعد الثمانينات.
يقولون ان بن غوريون مات و لم يترك خلفه سوى شقة صغيرة وكذلك الحال بالنسبة لموشي شريت و ليفي اشكول و غولدا مئير و بيغن و شامير، حتى رابين الذي قدم استقالته فورا بعد ان تم نشر خبر حول فتح زوجته لحساب لها في امريكا عام ١٩٧٥ دون إعلام السلطات المختصة بذلك. لكنه هو ايضا مات و لم يترك الكثير من خلفه.
نتنياهو يخوض معركتة وحيدا هذه المره ، فقط معه كتيبة من المحامين يعملون بجد على تخليصه من هذه الملفات الشائكة. يخوض معركته وحيدا حيث لا يقف معه اي من قيادات الليكود ، الجميع ينتظر نتائج التحقيق في الملفات المختلفة ورائحة انتخابات مبكرة تلوح في الأفق.
وفقا لاستطلاعات الرأي هناك تحطم لشعبية الحزبين الكبيرين ، العمل و الليكود، تحطم لصالح حزب المستقبل بزعامة لابيد و تعزيز لحزب البيت اليهودي بزعامة نفتالي بينت و تعزيز مهم لحزب اسرائيل بيتنا. و الأحزاب و الكتل الاخرى تحافظ على مكانتها كما هي.
لكن هناك تطورات قد تغير من الخارطة السياسية و تؤثر على نتائج الانتخابات اذا ما جرت خلال الأشهر القادمة.
الاعتبار الاول هو من سيقف على رأس الليكود بدل نتنياهو ؟ هل سيعود جدعون ساعر و بوجي يعلون ، ليحمل واحد منهم الراية في قيادة الحزب؟
و الاعتبار الثاني هو كيف سيتصرف رؤساء الأركان السابقين جابي أشكنازي و بني غانتس على اعتبار ان الأحزاب و الناخبين يعشقون الجنرالات .
في كل الأحوال نتنياهو فقد الكثير من مكانته و من شعبيته و لم يعد الرجل الذي لا بديل عنه في قيادة الليكود و قيادة الحكومة و قيادة اليمين الاسرائيلي. لقد حان وقت الرحيل.