الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

في الذكرى الثامنة لرحيل الرفيق اللواء محمود الرواغ (أبو علاء)

نشر بتاريخ: 30/01/2017 ( آخر تحديث: 30/01/2017 الساعة: 13:01 )

الكاتب: وليد العوض

في الذكرى الثامنة رحيل عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب
اللواء محمود الرواغ (أبو علاء) رفيق الدرب في كل ألاماكن
"29 يناير" اليوم تصادف الذكرى الثامنة لرحيل الرفيق القائد اللواء محمود الرواغ عضو اللجنة المركزية لحزبنا الذي مثل لي رفيقا شجاعا وأب حاني في كل المنعطفات لاكثر من ثلاث وثلاثون عاما امتد من حزيران عام 1976 حتى وفاته في يناير 2009 ، خطف الموت ابا علاء في مثل هذا اليوم بعد أن كان غادرنا قبل ذلك بأسبوع للعلاج في مصر حينها تلاقت نظراتنا وفاضت العيون بالدموع .... تشابكت الأيادي وستعدنا شريط ذاكرة من نور ونار ... غصة اعتصرت القلب وأمل في ان يعود ابو علاء وقد تعافى من الذي اشتد عليه في ظل استمرار الحصار وقد حال حينها العدوان الهمجي على غزة دون خروجه للعلاج في الوقت المناسب. إلا أن هذا الأمل قد تبدد حين رن جرس الهاتف من مصر لينقل نبأ وفاة الرفيق الأعز قبل ظهيرة يوم 29/1/2009 فعاد أبو علاء يوم 30/1/2009 محمولا على أكتاف رفاقه ومحبيه ليوارى الثرى إلى جانب والده في مقبرة الشيخ رضوان.
ثلاث وثلاثون عاما هي سني معرفتي بالرفيق أبو علاء ,,,, كان ذلك ظهيرة يوم حزيراني قائظ في 28/6/1976 حين لبيت نداء التطوع الذي صاغ كلماته بحماسة شديدة دعا فيها للتطوع دفاعا عن شعبنا وأهلنا في مخيم تل الزعتر الذين كانت تمزقهم قذائف الحقد الانعزالي المدعوم من أبرز دول الممانعة هذه الأيام فالتحقت متطوعا في جيش التحرر الفلسطيني بمعسكر التدريب في الغازية جنوب صيدا عاصمة الجنوب اللبناني، كان أبو علاء ذلك الشاب الأسمر الذي يفيض حيوية ونشاط وعلى أكتافه ورفاقه قام معسكر التدريب ومن تحت يديه تخرجت خلال خمسة شهور أربع دورات عسكرية لجيش التحرير مثل عديدها ما يقارب 0200 جندي شكلوا قوة جيش التحرير الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية وتطورت هذه لتصبح قوات تنتشر في كل الساحات ،قوة الجيش تلك جاء تشكيلها والتطوع فيها ليمثل تحديا ورفضا لمحاولات مساعي بعض الدول العربية لخطف جيش التحرير وتحويله لأداة طيعة بيدها في مواجهة ولائه لفلسطين ومنظمة التحرير . طاقم المدربين في المعسكر يتكون من عدة ضباط وضباط صف هم من تمرد على محاولات الخطف تلك وأصروا على أن جيش التحرير لن يكون إلا لفلسطين وتحت لواء لمنظمة التحرير ومرت الأيام لنعرف فيما بعد أن الغالبية العظمى من هؤلاء هم من الشيوعيين ومحمود الرواغ أبو علاء الذي كان أقل رتبة عسكرية بينهم حينها هو القائد الحقيقي لهم في الحزب الشيوعي الفلسطيني في قطاع غزة ورغم ذلك فقد كان شديد الالتزام بتنفيذ كل ما يطلب منه عسكريا من قبل كل من هو أعلى رتبة منه بغض النظر عن رتبته الحزبية، لكن هيبته ورجاحة رأيه كانت واضحة على كل هؤلاء الذي كانوا يكنون له كل احترام وتقدير .
جنود الجيش هؤلاء الذين تلقوا تدريبا قاسيا خلال خمسة وأربعون يوما على كافة فنون القتال من قبل مدربيهم وفي مقدمتهم أبو علاء غدوا في ساحات المعارك وميادين القتال المحتدم الذي استمر لسنوات خيرة مقاتلي جيش التحرير والثورة و تقدموا الصفوف للدفاع عن الشعب والثورة فكانوا مقدامين بواسل وشجعان تحلوا بفروسية المقاتلين قي الدفاع عن الشعب كما أوصاهم أبو علاء الذي لم يكتفي بتدريبهم على فنون القتال فحسب ، بل زرع فيهم حب الانتماء للوطن والشعب ونما روح التضحية لديهم دفاعا عن العمال والكادحين والفقراء واختار بفراسة ملفته التركيز على العشرات منهم ليضمهم بصمت للحزب الشيوعي وقد قادته فراسته تلك لأن أكون واحد من هؤلاء وكلما انتقلت إلى موقع أجد من يعتني بي ويكمل ما بدأه أبو علاء الى أن اكتمل برنامج الإعداد وأحكمت حلقة التنظيم التي بدأت كما أتضح لي لاحقا منذ أن ذهبت ومجموعة للتطوع في مكتب جيش التحرير في مخيم البرج الشمالي ولقاءنا بالرفيق محمود أنيس أبو كفاح الذي كان ضابطا في الجيش حينذاك ويبدو لي أنه من أوصى بذلك ومنذ ذلك الحين انتقلت العلاقة إلى مستوى مختلف فغدت ليس فقط جندي ومدرب بل بين رفيق ناضج يكتنز خبرة ووعي ثوري وطاقة هائلة واستعداد للعطاء يوظف إمكانياته كلها لبناء حزب ثوري وجنود يافعين يبحثون عن مثل هذا الحزب إلى أن وجدوا ضالتهم فكان أبو علاء من يهديهم على هذا الطريق،إنهم اليوم خيرة كوادر الحزب في لبنان يقودون منظمة الحزب بكل شجاعة ووعي ثوري وخبرة تنظيمية تلقوها خلال مئات الجلسات برعاية أبو علاء .
ودعناك أبو علاء ...يا رفيق الدرب في كل ألاماكن... بعد سنوات طويلة أمضيناها معا منذ أن التقينا تحت قيادتك العسكرية عملنا معا وخضنا اشرف المعارك وأشرسها خلال الحرب الأهلية اللبنانية دفاعا عن أهلنا بدءا من الرشيدية وصولا إلى نهر البارد مرورا بكل المخيمات في لبنان، تحت شجيرات البلنسي حيث كانت قاعدتك قرب جسر القاسمية جلسنا عشرات الجلسات الحزبية نعد لنشرة سنعود التي وصلت كل بيت وتناقلها الجنود سرا في الجيش لم نتأخر وإياك في التصدي للاعتداءات الإسرائيلية على شعبنا الفلسطيني وإحباط عدة محاولات الإنزال الإسرائيلية على سواحل الرشيدية وصور، وساحل السعديات والجيه، وصد محاولات التقدم في الشقيف وعرب صاليم والجرمق والوادي الأخضر،كما الهبت الحماسة فينا حين تعرض رفاقنا في الحزب الشيوعي اللبناني لمحاولة التصفية على يد القوى المذهبية في لبنان في عدلون والصرفند والزهراني و السكسكية وانصارية يومها قدت ونحن معك معركة نصرة الحزب الشقيق ولم تمضي ساعات الا وحسمت تلك المعركة ببقاء الحزب واستعادة مواقعه التي فقدها ،وعلى أكتاف نهر الليطاني جلسنا ذات مساء نبحث في لجنة الحزب العسكرية كيفية الخروج من جيش التحرير وبناء الفصيل العسكري للحزب في ظل مساع الحصول على سلاح من قوى ودول صديقة أعلنت استعدادها لذلك لكن الاجتياح الإسرائيلي حال دون ذلك ذاك الاجتياح الذي كنت واحدا من ابرز الذين تصدوا له بشجاعة نادرة إلى أن وقعت في الأسر وتحول السجن سجن أنصار إلى مدرسة للكوادر وتواصل إصدار نشرة سنعود من خلف أسلاك السجن ومن أنصار بعد سنوات اعتقال ترواحت بين عامين وثلاثة تحرر عشرات الرفاق من ظلام السجن بعد أن أصبحوا كوادرا تدرجوا في المواقع القيادية وأصبحوا أعضاء في اللجنة المركزية والمكتب السياسي للحزب وها هم يواصلون المسيرة بكل ثبات على ذات الطريق والمبادىء والمثل التي زرعتها فيهم، وأنت في سجن أنصار توحد الشيوعيون في العاشر من شباط في حزبهم الموحد كما تمنيت لم ينساك الرفاق عطائك وإخلاصك فمنحوك ثقتهم وانتخبوك في المؤتمر الأول عضوا في اللجنة المركزية للحزب وقد حافظ رفاقك على هذا الوفاء فانتخبوك في كافة المؤتمرات التي تلت حتى المؤتمر الرابع الذي عقد في آذار العام الماضي. يا رفيقنا الغالي وبعد خروجك في تبادل الأسرى عدت إلى لبنان التي أحببت ورفاقك التي ربيت لإعادة بناء قوات منظمة التحرير الفلسطينية وتواصل بناء منظمة الحزب في لبنان بعد ان توحد الشيوعيين في حزبهم المستقل فمن البقاع ومخيم بعلبك ويفل إلى القاعدة العسكرية في بر الياس السهر ليل نهار على إعادة وتنظيم الصلة مع الرفاق كنت تعمل بصمت وجرأة عالية تأتي ورفاقك قيادة الاقليم بتبرع من هنا وقطعة سلاح من هناك وسيارة عسكرية من تنظيم صديق فأعيد تنظيم الصلة بجميع رفاق الحزب وأعيد بناء المنظمات الحزبية في لبنان خلال فترة وجيزة وتعززت القدرات القتالية لفصيل الحزب العسكري وبهدوء وثبات بنيت مع رفاقك في قيادة منظمة في الحزب في لبنان منظمات حزبية وصلت إلى كل المخيمات وتجمعات شعبنا في لبنان وتحت قيادتك وإشرافك المباشر انتشرت القواعد العسكرية للحزب في مواقع القتال المتعددة على الساحة اللبنانية، تحت رعايتك أيها الرفيق الذي نودع خاض مقاتلو الحزب ضمن كتيبة التحالف الديمقراطي معارك الجبل وتسلل مقاتلو الحزب مع رفاقهم في التحالف إلى مخيم عين الحلوة لحمايته من مجازر محتملة قبيل الانسحاب الإسرائيلي عام 1984 ، وهناك حين التقيناك بعد انقطاع قصري التف حولك كل الرفاق كأب حاني استمعنا لنصائحك وتعليماتك وخاض الرفاق معركة طرد الانعزاليين عن التلال المحيطة التي كانت تهدد المخيم كنت تعتز برفاقك تتلمس معاناتهم تفتخر حين يعود الرفاق سالمين دون أذى بعد أن ينجحوا في مهامهم كنت توصينا نحن المدربين جيدا بالرفاق الجدد وخاصة رفاقنا الطلبة الذين جاءوا متطوعين من بلدان المنظمومة الاشتراكية كنت شديد الحرص على أن يعودوا إلى مقاعد دراستهم وأهلهم سالمين ، هناك في مخيم عين الحلوة عشنا معا في غرفة منحنا اياها عمي أبو قاسم والد زوجتي هي واحدة من ثلاث غرف يعيش فيها مع عائلته، فكنت حريصا على أن توصى الرفاق بأن يراعو حرمة المنزل وبأن لا يعلو صوتهم حرصا على راحة مضيفينا الغرفة تلك كانت مكتب الحزب لشهر تقريبا ومنها شهدت الانطلاقة الجديدة نحو مخيماتنا في جنوب لبنان كان عمي ابو قاسم يتساءل حين التقيه هل أنتم في الغرفة أنني لا أسمع أي صوت ، فكان صوتك الهامس يصدر التعليمات ونحن نصغي بصمت وننطلق للتنفيذ, ثلاثة أسابيع عاشتها المجموعة المتسللة في تلك الغرفة وهي في دائرة الخطر والحرج إلى أن تمكنا من افتتاح مكتب في وسط المخيم ، أهل المخيم كانوا خائفين من غارات الاحتلال وحذرين من وجود مكاتب الفصائل بينهم للتغلب على ذلك تشاورنا معا واتفقنا على أن أقوم بإحضار أسرتي لأعيش وزوجتي وطفلي آنذاك بغرفة واحدة ليبدو المكتب منزلا , وأن نحول غرفتين إلى مكتب وهكذا كان البيت والمكتب وأنت ونحن معا فكم كانت جميلة تلك الأيام.
عام كامل عشناه معا في هذا البيت رزقنا بطفل أسميته أنت معين وفاءا لرفيقك معين بسيسو ، وبعد كل هذا العمر يا رفيقي أبو علاء هل يعتقد أحد أن اثنتين وثلاثون عاما يمكن اختصارها بكلمات على ورق لكن سأحاول بهذا الغيض من فيض أن أقدح الذاكرة ببعض من الكلمات على وعد بأن تكون أشمل في وقت يتاح فيه قول الكثير باستفاضة لكل رحلة العمر والبناء التي مشيناها عرق ودم وجوع لكنها أثمرت شجرة باسقة كما أنت أيها الأعز، معا ذهبنا منتصف عام 1985 لدورة حزبية في الاتحاد السوفيتي لمدة ستة شهور ولأننا جبلنا معا في حزب واحد سكنا في غرفة واحدة طيلة تلك الفترة وكم كنت محظوظا نتلقى التعليم والتثقيف الحزبي من الرفاق السوفيات ساعات النهار ونمضي معا ساعات الليل معا فزرعت بداخلي كل قيم الشجاعة والوعي بأهمية الكفاح من اجل الحرية والعدالة والمساواة.
ومعا أبا علاء نعود إلى لبنان عبر دمشق حيث تقيم نبيت تلك الليلة في بيتك الذي كان بيتا لكل الرفاق ، وساعات الصباح نشد الرحال إلى لبنان حيث المخيمات تتعرض لعدوان أشلاء الأطفال تتطاير وشعبنا في شاتيلا وبرج البراجنة يموت جوعا يضطر لأكل لحوم الحيوانات وأنت تتأهب توجهنا للدفاع عن أهلنا، وتواصل رحلتك الصامتة في تعزيز علاقات حزبنا بالفصائل والقوى الوطنية اللبنانية وعلى الأرض يتطور وضع الحزب بشكل ملفت تتوسع العضوية تشمل كل القطاعات ، ونشرة سنعود نشرة الحزب في لبنان التي أشرفت عليها تصل كل منزل ، وجريدة الطليعة القادمة من القدس تدخل كل بيت ورفاقك الشباب ينتشرون في كل مخيم، طوبة طوبة كنت تبني أنت ومعك الرفاق أيها الشجاع الصامت فبنيت منظمة الحزب في لبنان ومنظمته العسكرية قوات الأنصار . وحين كانت المعارك تحتدم والحصار يشتد على مخيماتنا كان لابد من تدخل قوات الثورة الفلسطينية في صيدا لتخفيف الحصار عن مخيمات بيروت والرشيدية، وتداعت القوى للاجتماعات عدة فكنت صاحب رأي بأنه لابد من التدخل فورا وحين حل موعد ذلك رمقتني بنظرة صقرية فهتمها آنذاك بأن أتوجه على رأس فصيلنا العسكري ضمن قوات الثورة للمشاركة في معركة السيطرة على جبل مغدوشة وما أن حلت ساعة الصفر إلا وكنا ننفذ تعليماتك ونكون مع أول الواصلين الى قمة الجبل.
كنت تعتز بأبنائك ورفاقك الذين شاركوا ببسالة في تلك المعركة تفتخر أن المحور الذي كان تحت سيطرتهم لم يخترق في الهجوم المعاكس ورغم الخسائر الكبيرة في تلك المعركة كنت تقول انه فخر لنا بأن ما سقط للحزب من شهداء في تلك المعركة التي استمرت عشرين يوما تقريبا لم يكن إلا الشهيد أحمد موسى أبو ربيع وعشرة من الجرحى، إنها معركة كانت ملحمة بكل معنى الكلمة.
أبا علاء كنت شعلة في التنظيم نلتف حولك ساعات المساء نستمع لتوجيهاتك كنت مدرسة تلقينا نحن الذين عشنا معك في لبنان دروسا في كل شيء فتحولنا إلى كوادر وقادة في ميادين العمل الوطني الفلسطيني فلك إن تعتز أبا علاء .
ساعات ظهيرة نلتقي نتزاحم على تقديم تقاريرنا عن المهمات التي كلفنا بها ، كنت تستمتع وتكتفي بكلمة تتلج صدورنا هذا عظيم ولكن اعملوا كذا أيضا، أبا علاء مكتب الحزب في عين الحلوة الذي افتتحناه اتسع وشجرة الياسمين تنثر عطرها فى كل صوب المكتب تحول إلى ملتقى لكل القوى الفلسطينية والشخصيات في المخيم ، الكل أحبك يا أبو علاء ، الجميع كان يستمع إلى نصائحك في اللحظات الحالكة حين كان يدب الخلاف بين الأخوة كنت الوحيد القادر على توحيد الكلمة وجمع الشمل، رحلت يا أبا علاء وفي وقت نحن في أمس الحاجة إلى حكمتك حيث يمزقنا الانقسام وتفرقنا الوحدة.
رحلت فبكاك الجميع
أبا علاء حين حانت فرصة العودة إلى الوطن عام 1995 بتصريح تشاورنا تحت شجرة الزنزلخت التي زرعتها و اتفقنا معا على أن مثل هذه الفرصة لا تعوض لكنك كنت مترددا فالتصريح لك وحدك وأبناءك علاء وعماد في لبنان اتفقنا على أن يبقوا تحت رعايتنا حتى نتمكن من إعادتهم وهكذا كان بعد شهور . لكنك وقبل أن تغادر لبنان ألححت علي بأن أتبعك بحثنا طويلا في الأمر قلت لك حينها ستعود لأهلك الذين انتظروك طويلا إما أنا فأهلي هنا فقلت بصوت غالبته البحة التي لم تفارقك... وليد... نحن أهل منذ سنوات وسنكون كذلك في كل مكان ، وقد التحقت بك بعد ستة شهور في غزة بناء على ذلك الوعد ومنذ ذلك الحين حافظنا على المسيرة التي لم تنقطع فتواصلنا كل يوم وساعة حيث التحق لتواصل إعداد الآلاف الجنود في مديرة التدريب التابعة للأمن الوطني ومعا واصلنا العمل في صفوف الحزب وكم كنت من يحفزني للقيام بمهامي التي اتسعت وتعددت على الصعيد الوطني والحزبي ولك أنت أن تعتز بأنني واحد من تربوا على يدك. وذات يوم قلت لك إني افتخر بكل نجاح في مهامي و ذلك يعود لكلماتك التي حفرتها عميقا في ذاكرتي وها أنت ترحل وأقول مرة أخرى أقول أنها بفضلك أنت، ابو علاء في ذكرى رحيل اعرف كم كنت متعلقا بالوطن وفي قطاع غزة التي تئن تحن وطأة الظلم والظلام ، فحين كنت اتصل يوميا لأطمئن عليك ويخبرني ابنك انك تسأل عني وتقول قولوا لابو حسين يرجعني لغزة غزة التي سكنتك منذ ان لجأت اليها من روبين ... لكنك رحيت يا ابا علاء فقد تغلب عليك هذه المرة ، الموت الذي طالما هزمناه مرات عدة وفي اكثر المواقع خطورة، بع ثمان سنوات على الرحيل أكاد اجزم أن الموت خاف مواجهتك و تمكن أن يخدعنا هذه المرة ويخطفك فجأة لترحل عنا بصمت كما يرحل الشرفاء رحلت صامتا شريفا ، نظيف اليد، طيب القلب أحبك كل من عرفوك وعلى أكتافهم حملوك ولفوك بعلم فلسطين والحزب الذي أحببت فنم قرير العين يا قائدي ومعلمي وأخي الأكبر الذي لم تلده أمي أبا علاء . لقد زرعت فينا حب الوطن والشعب والحزب ،عزائنا بكل ما تركت من ارث كفاحي وسمعة طيبة ورفاق بواسل يعتزون بك وعائلة فاضلة عاونتك وحملت العبىء معك وسهرت على حسن تربيتها رفيقة عمرك أم علاء ـ فلك التحية من الحزب الذي بنيت والرفاق الذين ربيت وعهدا فإنا على الطريق باقون