الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هذا ما قاله أبو مازن عن مروان البرغوثي

نشر بتاريخ: 02/02/2017 ( آخر تحديث: 02/02/2017 الساعة: 16:02 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

الفيلم الذي سيعرض لأول مرة في رام الله يوم 7 شباط، وبعدها في عواصم العالم. يتحدث عن مروان البرغوثي بكل موضوعية، عن اختلاف الليل والنهار في مسيرة الثورة، وعن حقبة اوسلو وهي من أكثر المشاهد تعقيداً في تاريخ السياسة المعاصرة، عن الحالة الاشتباكية، عن الذين حاولوا صنع مستقبل مشرق لاطفال فلسطين من خلال معاهدة صلح مع الاعداء، عن الذين مدوا ايديهم للسلام مع الإسرائيليين ثم اكتشفوا الخديعة التي نفذتها إسرائيل، فعادوا وانتفضوا ورفضوا.
صور قصف الاحتلال لمخفر رام الله ثم اعادة احتلال الضفة وقصف مروحيات عرفات في غزة ثم قصف مقاطعة رام الله، ثم قصف جنين ثم قصف مقاطعة الخليل ثم بيت لحم ثم اريحا ثم نابلس ثم تجد نفسك لا تشاهد فيلما عن مروان البرغوثي، وانما تشاهد فيلما عن نفسك، فلما عنك أنت ايها الفلسطيني؟ فلما عنك انت أيها العربي، أيها الحر في جميع ارجاء العالم؟
الانتقال بالصورة إلى مقاتلي بيت جالا وبيت لحم واطلاق نار لا ينقطع وصولا إلى المجنزرات تدوس على السيارات في الشوارع، وتذبح وتقتل وتحاصر كنيسة المهد واطلاق النار لا ينقطع، انما هي خلفيات سينمائية وثائقية تعيد للمشاهد سرد ما حدث في تلك الفترة. ولكنها عن عمد لا تعط أية اجابات بقدر ما تفتح أسئلة كبيرة حول كل ما حدث.
تدخل الكاميرا لتصوير شخصيات الفيلم يتحدثون عن أحداث مفصلية في حياة سكان الأرض المحتلة، شخصيات رئيسية تظهر أكثر من مرة وطوال الفيلم، وهناك شخصيات فرعية عابرة تظهر مرة وتختفي.
لا يبدا الفيلم في قرية كوبر سنة 1967 مع طفل عمره 8 سنوات واحتلال اسرائيل للضفة الغربية، وانما مع فكرة الثورة، ثم شظف العيش ومدارس القرى بصورة تجمع الفقر بالثورة وتحارب البؤس، وصولا الى جامعة بيرزيت ورئاسة مجلس الطلبة، وهناك يصقل مروان شخصيته بين معلميه وزملائه وانتمائه التنظيمي، اوضاع ضعبة وصور الانتفاضة الاولى، قسوة الاحتلال وصعوبة العمل السري والحفاظ على اسرار التنظيم. قوة الاحتلال شبه مطلقة وقوة بطل الفيلم شبه معدومة.
إن أكبر تحدي واجهناه في هذا الفيلم، هو أن نصنع مشاهد عن بطل قصة مفقود، ولكنه موجود . انه حي ومؤثر ولكنه في زنزانة لا نستطيع أن نصل اليه ولا نستطيع أن نتحدث معه. وتباحثنا كثيرا مع المشرف العام عن الفيلم السيد محمد فرج، ومع المخرج أحمد البرغوثي، واذا كنا سنقدم مروان باعتباره مانديلا فلسطين أم باعتبار أنه مروان وأن قصته لا تشبه قصة أخرى. كان الامر صعباً وحتى المحامية فدوى البرغوثي ترددت في حسم الأمر.
قضية اخرى. هل نقدم مروان باعتباره الرئيس القادم أم باعتباره الاسير الحاضر؟ 
ولذلك طلبنا لقاء الرئيس عباس الذي قال ومن دون تردد أن مروان هو الاقرب فكراً لمحمود عباس. وتوجهنا إلى رئيس المخابرات اللواء ماجد فرج الذي وافق لاول مرة منذ توليه المنصب أن يجلس امام الكاميرا ويجيب على اسئلتنا.
بحثنا كثيراً، وحاولنا أكثر حتى وصلنا الى فيلم يؤرخ للعرب قصة شاب من الارض المحتلة، قام المحتل بطرده عن ارض فلسطين إلى المنفى، ثم حاول اغتياله، ثم طارده، ثم اختطفه من اسرته وحكم عليه بالسجن خمس مرات مدى الحياة و40 عاما اخرى.
نأمل أن يكون الفيلم بمستوى الذوق العام، وأن يقدم عملاً فنياً محترماً عن فترة صعبة من حياة شعبنا. وفي النهاية فاننا لا نمتدح الفيلم لاننا عملنا عليه، ولكننا سنحترم ما سيكتبه النقّاد والكتاب بعد مشاهدته.