الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

تحت كنف المستوطنات

نشر بتاريخ: 02/02/2017 ( آخر تحديث: 02/02/2017 الساعة: 15:27 )

الكاتب: فادي أبو بكر

تمارس حكومة الاحتلال سياسة العقوبات الجماعية والاستيطان المتواصل في سبيل محاربة السلام وإجهاض حل الدولتين، مستغلة وعود الإدارة الأمريكية الجديدة بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة "إسرائيل" إلى جانب تهديداتها بمعاقبة السلطة الفلسطينية حال توجهها إلى الجنايات.
صادقت "إسرائيل" خلال الأسبوع الماضي على بناء أكثر من 5000 وحدة استيطانية في الضفة الغربية. وقد بلغ عدد المستوطنين في الضفة والقدس وفق آخر الإحصائيات الرسمية الإسرائيلية ما يزيد عن نصف مليون. وبهذا تحول المشهد من استيطان يعيش تحت كنف شعبٍ مقاوم إلى شعبٍ يعيش تحت كنف استيطانٍ مُلازم.
صرح ليبرمان يوم الثلاثاء الموافق 31/1/2017 إثر المصادقة على بناء 3000 وحدة استيطانية في الضفة بأن "القرار جاء كجزء من إعادة الحياة في الضفة إلى طبيعتها، لحاجة السكان إلى السكن..!!".
نستدل من هذا التصريح أن حياة المستوطنين تقوم على سلب الحياة الفلسطينية وإذا ما أُقر مشروع قانون تنظيم المستوطنات فإنه سيكون بمثابة شريان الحياة لأولئك المستوطنين .
سقط غصن الزيتون وقُتلت حمامة السلام والمستوطنون يستأنفون البناء وفي المقابل نرى جامعة الدول العربية تستأنف البيانات الصحافية والاستنكارات والتهديدات !!!.
الجهاد الدبلوماسي الدولي لن يكفي اليوم في ظل إدارة ترامب ونمو اليمين الأوروبي ومستقبل الاتحاد الأوروبي الضبابي. من جانب آخر فإن اليمين الصهيوني ينمو يوماً بعد يوم، وورثة نتنياهو لن يكونوا أقل عنصرية منه.
يعيش الفلسطينيون مشهداً يندى له الجبين، وقد آن الأوان كي نتحرك ونلجم سرطان الاستيطان والاحتلال الجاثم على أرضنا منذ عقود، وقد آن الأوان لإعادة بث الحياة في نفوس أبناء شعبنا، والتي يحاول الاحتلال سلبها في كل ثانية وكل ساعة.
لن نستعيد هذه الحياة إلا إذا جعلنا من الندية والمجابهة اليومية من مقاومة شعبية ومقاطعة اقتصادية وأكاديمية وحملات إعلامية وغيرها نهج حياة فلسطيني إلى حين زوال الاستيطان والاحتلال بكافة أشكاله.
القيادة أمام قرارات مصيرية ومرحلة خطيرة، وإن كنا سندفع ثمن التوجه إلى المحاكم الدولية أو التوجهات المتشددة التي من حولنا، فلنجابه بكل ما نملك وما نؤتى من قوة، ونجعل العدو يدفع الثمن ويكون احتلاله مُكلفاً لا مُيسراً.
أمامنا رحلة جهاد طويلة والأفخاخ تتربص بنا من كل حدبٍ وصوب. فيا يا أيها المواطن والفلاح والسياسي والقائد لا تصالح، فأي صلح هذا وأنت تحيا في كنف المستوطنات.... لا تصالح فليس سوى أن تريد !.