الكاتب: عوني المشني
لماذا يتم التهرب من موضوع إيجاد نائب للرئيس ؟؟؟ هناك انقسام فلسطيني، ان يكون رئيس المجلس التشريعي هو الرئيس المؤقت لحين اجراء انتخابات رئاسية كما ينص الدستور لا يلقى قبولا لدى فتح، بالمقابل ان تكلف منظمة التحرير رئيسا مؤقتا لحين اجراء انتخابات لا يُجد قبولا لدى حماس ، بالتالي فان اي فراغ في موقع الرئاسة ولأي سبب وبدون إيجاد حل لهذا الموضوع سيعمق الانقسام وربما سيعطي الانقسام بعدا اضافيا اكثر قوة قانونية، السؤال : لماذا لا يعالج هذا الموضوع الان وعلى قاعدة إيجاد منصب نائب رئيس حتى لا يبقى الباب مفتوحا لازمة أعمق ؟ ماذا تنتظر النخب السياسية حتى يتم حل هذا الموضوع الشائك والخطير ؟؟؟ من الذي يعيق إيجاد صيغة قانونية منطقية تجعل منصب نائب رئيس حلا للفراغ الدستوري ؟ ولماذا تتم هذه الإعاقة ؟
لماذا ؟؟؟
لماذا يتم إقرار انتخابات هيئات الحكم المحلي واستمرار تأجيل انتخابات المستوى السياسي ( الانتخابات التشريعية ، الانتخابات الرئاسية ) ، يعني بتكثيف سياسي للموضوع يتم تعزيز شرعيات الحكم المحلي وتأكل شرعيات المستوى السياسي ، يعني بالفم الملآن تهيئة الوضع لحكم اداري ذاتي وانهاء أفق إستقلالية وطنية سياسية ، لماذا يتم ذلك مع الإدراك المسبق ان سياسة الحكم اليميني الاسرائيلي تقوم بأحد جوانبها على ضم الضفة وتعزيز الحكم الاداري الذاتي وانهاء الأفق لاي دولة فلسطينية مستقلة ؟ لماذا لا يصار الى تزامن الانتخابات الرئاسية والتشريعية والحكم المحلي ؟ ومن سيُصبِح اهم رئيس بلدية منتخب لمدينة كالخليل او نابلس وقد انتخبه نصف مليون مواطن او وزير لم يسمع احد به قبل تسلمه منصبه ؟ لماذا يتم تجاهل المدلول السياسي لتجديد شرعيات وتآكل شرعيات ؟
لماذا ؟؟؟
في ظل أزمة مالية تعيشها السلطة الفلسطينية جرى إقرار التقاعد المبكر وتنفيذه ، هذا التقاعد الذي اخرج حوالي الآلاف من العسكريين من الخدمة وحولهم الى متقاعدين وحمل السلطة عشرات الملايين من الدولات اضافة للأعباء السابقة ، مع هذا القرار جاء برنامج إبراز القيادات الأمنية الشابة والذي عقدت من اجله الدورات وورشات العمل واستقدم المحاضرون من امريكيا لاجله ، السؤال المربك لماذا كل هذا الجهد والصرف والطرد والتعيين ؟ لماذا كان التقاعد اولوية ؟ ولماذا يتم اشتراط تقاعد قدماء الضباط لابراز قيادات جديدة ؟ لماذا يصار الو تغيير في العقيدة العسكرية الفلسطينية في دورات القيادات الشابه ليصبح العدو الأساسي ليس هو الاحتلال ؟ هل كان التقاعد مترافقا مع القيادات الشابة تغييرا ممنهجا للعقيدة الأمنية التي تحكم الأمن الفلسطيني ؟ ولماذا ؟
لماذا ؟؟؟
لماذا يتم تهميش منظمة التحرير وتحويلها الى اطار فارغ من اي مضمون ، السلطة هي من يصرف على نشاطات المنظمة رغم ان الرؤية السياسية كانت تقوم على ان السلطة هي احدى أذرع منظمة التحرير !!!! يتم العمل السياسي عبر وزارة الخارجية الفلسطينية وانهاء لدور الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية !!! يتم تحويل ممثليات المنظمة الى ممثليات وسفارات للسلطة !!!! حتى قرارات المنظمة يجري تجاوزها مثل قرارات المركزي بشأن التنسيق الأمني !! ما الذي بقي من المنظمة عمليا بعد تصفية كل أدواتها التنفيذية وإلحاقها بالسلطة الفلسطينية وتحويل لجنتها التنفيذية الى طفيليين على مائدة السلطة ؟؟؟ هل نحن اما وضع يجري فيه تصفية المنظمة وبشكل منهجي ؟
لماذا ؟؟؟؟
ان يكون هناك خلاف لحد القطيعة بين فتح وحماس امر ممكن ، ولكن ان يجري تعميق الانقسام وإنشاء بنى له ليصبح انقسام بين الضفة الغربية وغزة فذلك امر له مغزى سياسي ، اصبح للانقسام مضمون جغرافي واضح ، اكثر من هذا يتعمق هذا الانقسام بايجاد اختلاف بين احتياجات كل بقعة جغرافية ، غزة اصبح رفع الحصار عنها اهم من الاستقلال ، الضفة اصبح فتح المعابر على القدس اهم من الدولة ، وهكذا في ظل اختلاف الحاجات يعني اختلاف المتطلبات واختلاف الأدوات واختلاف البنى أيضا ، وحتى بعد ذلك فان اتفاق فتح وحماس لن يكون ذي أهمية فثقافة الانقسام أصبحت معززة باحتياجات منقسمة ، هل يتم ذلك وعبر عشر سنوات بشكل عفوي ؟؟؟؟ ولماذا لا يقال ان الانقسام كان مخطط له ان يكون هكذا ليحول القضية الوطنية الى قضية احتياجات أماكن تجمع جغرافية ؟؟؟
لماذا ؟؟؟؟؟
ان يتم تهميش دور الشتات في مؤسسات المنظمة وحتى في التنظيمات الى مستوى ان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أصبحت جميعها داخل الوطن ، فتح يجري الان وبعد المؤتمر السابع الى السير بها بهذا التوجه ، والإبقاء على تمثيل شكلي ورمزي للخارج في المنظمة والفصائل يعكس حقيقية ان القرار والوجود والتمثيل والفعالية أصبحت في الداخل بمعنىاو باخر أصبحنا جميعا خاضعين لدكتاتورية الجغرافيا وبما تعنيه في سقف التفكير والقرارات ، هل هذا يتم بشكل عفوي أم ان استيعاب الحالة الفلسطينية كقضية داخلية محكومة بسقف الجغرافيا قرارا وتمثيلا وممارسة هو الهدف ؟؟؟ لماذا يتم ذلك ؟؟؟؟؟
لماذا ؟؟؟
ربما ان أخذ هذه التساؤلات وتجريدها ووضعها في سياق سياسي هو تجاوز للخطوط الحمراء ومس خطير بالتابو ، هل دخلنا حقل ألغام خطير فعلا ؟؟ مسموح نقاش الأحداث بشكل مجزء ومنفصل وبدون تجريد ولا استخلاص نتائج ، اما فك شيفرة الأحداث واستكشاف المسارات العميقة لها والخط الرابط بينها فذلك هو الغير مسموح به . اننا امام سياقات سياسية وليس احداث ، سياقات تؤدي الى اي مكان الا الى الاستقلال والسيادة والدولة المستقلة ، سياقات لا تنطق بالعفوية او التجريبية ، انها سياقات تفضح المستور وتملأ الفضاءات أسئلة : لماذا ؟ لماذا ؟ لماذا ؟ لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!