الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المنهاج الفلسطيني في القدس في خطر

نشر بتاريخ: 06/02/2017 ( آخر تحديث: 06/02/2017 الساعة: 15:50 )

الكاتب: غسان مصطفى الشامي

تواجه المدارس الفلسطينية في القدس المحتلة تحديات كبيرة في المنهاج التعليمي، وتقف صامد في وجهة الهجمة الصهيونية الشرسة التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مدارسنا في القدس المحتلة بهدف إلزامها بالمناهج (الإسرائيلية) وإلا ستواجه هذه المدارس العقوبات الصارمة من قبل ما تسمى وزارة المعارف الصهيونية وسيتم وقف الموازنات وتجفيف الدعم المالي لها.
إن المدارس الفلسطينية في الجانب الشرقي من القدس المحتلة، تواجه مخاطر كبيرة تهدف إلى تشويه وتحريف مناهج التعليم وإلغاء الأسماء العربية الإسلامية لمدينة القدس والمسجد الأقصى، كما يفرض الكيان الصهيوني على المدارس الالتزام بالخطة الصهيونية التعليمة السنوية، ويقوم الكيان بتشديد المراقبة داخل المدارس في القدس المحتلة، ويعمل على متابعة الكلمات التي تمس الأمن الإسرائيلي ومتابعة شبكات التواصل الاجتماعي (الفيس بوك).
وقد عقد الكنيست الصهيوني حديثا عدد من الجلسات لمناقشة المناهج الفلسطيني والمطالبة بعدم تدريسه للطلاب المقدسيين والعمل على إلزام المدارس العربية في القدس بالمناهج الصهيونية؛ حيث وصف نواب الكنيست الصهاينة أن المنهاج الفلسطيني تحريضي وإرهابي ويؤثر على تربية التلاميذ المقدسيين؛ حيث تبرز على السطح هذه الأيام مناقشة المناهج الفلسطيني في أروقة الكنيست في ظل عدم مقدرة الكيان الصهيوني على وقف انتفاضة القدس والخوف الإسرائيلي من ازدياد العمليات الفدائية في المدن الرئيسية مثل ( تل أبيب ) والقدس المحتلة، وإن الجمعيات الصهيونية والنواب في الكنيست يطالبون حكومة (نتنياهو) العنصرية بإلزام المدارس العربية في القدس بتدريس المناهج الصهيوني، ويشددون على ضرورة منع الموازنات المالية عن المدارس العربية التي لا تلتزم بقرارات ما تسمى وزارة المعارف في الكيان.
إن التعليم الفلسطيني في القدس المحتلة يواجه هجمة صهيونية شرسة، حيث تمنع سلطات الاحتلال التوسع ببناء المدارس الفلسطينية في المدينة المقدسة، في ظل النقص الكبير في الصفوف المدرسية حيث تفيد المصادر المقدسية أن هناك نقص ما يقارب 3000 غرفة صفية في مدارس القدس المحتلة؛ كما تستهدف الهجمة طمس الثقافة الإسلامية العربية والضرب بعرض الحائط كافة المواثيق والقوانين الدولية التي تضمن الحق بالتعلم للمواطنين الذين يرزحون تحت الاحتلال .
إن المحاولات الصهيونية لتهويد التعليم في القدس المحتلة متواصلة تستهدف تشويه المنهاج الفلسطيني والعمل على دمج الطلاب المقدسيين في المدارس الصهيونية المختلطة، بهدف تغيير فكر الجيل الفلسطيني وقتل التفكير والإبداع وطمس الهوية الإسلامية الفلسطينية، وتشويه التاريخ الإسلامي والحضاري للقدس المحتلة، كما تواصل سلطات الاحتلال وسياسة الاعتقالات المستمرة بشكل يومي بحق الطلبة المقدسيين ومنعهم من دخول مدارسهم واحتجازهم في مراكز الشرطة لساعات طويلة بذرائع واهية ،علاوة على استهدافهم متعمدا وقتلهم والتنكيل بهم.
إن سلطات الاحتلال الصهيوني تعمل على إلزام المدارس الفلسطينية في القدس المحتلة تدريس المناهج (الإسرائيلية) حيث قامت بتوزيعها على المدارس العربية في القدس وتهديد الإدارات المدرسية والمدرسين المقدسيين، وهذا يخالف القوانين والعهود الدولية، حيث تنص معاهدة جنيف الرابعة التي تنص على الوضع التعليمي في البلاد المحتلة حيث يقع على عاتق الدولة المحتلة توفير الأجواء التعليمية المناسبة للطلبة دون المساس في مجرى العملية التعليمية أو منع استمرارها.
وبحسب دراسات حديثة حول التعليم في القدس المحتلة فإن ما تسمى وزارة المعارف في الكيان قامت بالسابق بتشويه المنهاج الفلسطيني وتغير وحذف الكثير من المصطلحات الوطنية فقد تم حذف مصطلح النكبة، وكل ما يشير كما وأدخلت على المنهاج مصطلحات جديدة للتأكيد على يهودية المدينة والأراضي الفلسطينية بأكملها مثل "حائط المبكى" بدلا من "حائط البراق" و( يهودا والسامرة) بدلا من "فلسطين" كما واستبدلت ترويسة السلطة الفلسطينية على الكتب بلاصق يحمل شعار بلدية الاحتلال، بالإضافة إلى منع الطلاب إلقاء النشيد الوطني الفلسطيني من خلال الإذاعة المدرسية، كما قامت دائرة المعارف بشطب قصيدة "عائدون" للشاعر هارون هاشم رشيد من كتاب لغتنا الجميلة للصف السابع، وألغت درس "معركة حطين" من كتاب التربية الإسلامية للصف السادس، وقامت بشطب تمرين من كتاب التربية الإسلامية يسأل عن كيفية المحافظة على فلسطين، وتمرين آخر يتحدث عن كيفية مواجهة مصادرة الأراضي الفلسطينية لصالح بناء المستوطنات".
إن التعليم الفلسطيني في مدراس القدس يتعرض للخطر الشديد، ويتطلب من السلطة الفلسطينية زيادة الدعم والموازنات المالية للمدارس في القدس وإنقاذ العملية التعليمية من مخاطر التهويد ، ويجب العمل على فضح الجرائم الصهيونية بحق التعليم في القدس في المؤسسات الدولية في ظل انتهاك القوانين التي تكفل حرية التعليم، ويجب علينا كفلسطينيين العمل على بناء المزيد من المدارس ومواجهة المخاطر الصهيونية التي تستهدف تهويد التعليم في القدس وإغلاق المدارس الفلسطينية وتهديد وطرد المعلمين المقدسيين .