الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

نميمة البلد: "مروان" .... العظيم ببساطته أعظم

نشر بتاريخ: 12/02/2017 ( آخر تحديث: 12/02/2017 الساعة: 09:45 )

الكاتب: جهاد حرب

العرض الافتتاحي لفلم "مروان"، الذي يرصد ويوثق لجانب من حياة الزعيم الوطني مروان برغوثي، لم يكن حدثا يتعلق بالعرض الأول لفلم سنيمائي أو برنامجا وثائقيا عاديا. فخصوصية الفلم الوثائقي بالتعرض لزعيم وطني غيّبته غياهب السجون عن المشاركة في احداث الفلم ذاته. وهو الفلم الوثائقي الأول فلسطينيا عن بطل فلسطيني على قيد الحياة، بل هو الفلم الأول الذي يوثق نضالات حركة فتح وكذلك الحركة الوطنية في الأرض المحتلة عبر "مروان" بهذا النوع من الأفلام التي تطغى عليها الهالة السينمائية.
مروان البرغوثي المناضل والقائد يمثل نموذجا للفلسطينيين لأنه مزج بين صفات القيادة الطليعية التي تبادر وتفكر وتقود الفعل وتتحمل تبعات التضحية عَزَّ وجودها في الفعل الفلسطيني الحالي. أعاد هذا "مروان الشخص" نظرة الشباب لنموذج قيادة العمل الثوري كياسر عرفات وخليل الوزير وصلاح خلف وغيرهم ممن لهم بصمات مميزة في مسيرة العمل الفلسطيني. "مروان" بتضحيته وصبره ونضاله يحمل النموذج للشباب الفلسطيني للإبقاء على الايمان بالقيادة الطليعية "المفتقدة اليوم" الى جانب قدسية الهدف المتمثل بالتحرر الوطني "الخالد".
يقال إن الحب أعظم من زخرفة الكلامات؛ فما البال عند كمال جمالية النص المتدفق ما بين تعليقات "الشهود" على المراحل المختلفة من حياة "مروان" في الفلم، وبين عظيم العشق للحاضرين في العرض الأول، المعبر عنه في التصفيق الحار عند ظهور بطل الفلم ذاته "مروان" حيث عبرت أو هي تجسمٌ لبوصلة حركة فتح في النضال والعلاقة ما بين التضحية والقيادة. وفي ظني أن العظيم ببساطته أعظم كما هو "مروان" الشخصية والفلم أو في الأصل والمشاهد في الفلم.
صحيح أن الفلم جاء متأخرا، كما قال الصديق ناصر اللحام، لكنه أيضا ان يأتي متأخرا خيرا من ان لا يأتي، كما قالت المناضلة فدوى البرغوثي (أم قسام). يعيد هذا الفلم الاعتبار ليس فقط لشخص مروان البرغوثي بقدر ما يفتح النقاش لإعادة الاعتبار لتاريخ الحركة الوطنية في الأرض المحتلة وشخوص قياداتها ونضالاتهم.
هذا المقال لا يحتمل النقاش الفني للفلم ذاته أو لديه القدرة على النقد السينمائي، لأنه يحتاج الى مختصين بهذا النوع من الأعمال، ربما غابت بعض الشخصيات أو بعض الاحداث لكنه يفهم ويقدر لأسباب تقنية من جهة وقلة الإمكانيات من جهة ثانية، بقدر ما يحمل الدعوة الى تطوير العمل بهذا النمط؛ باعتباره إحدى الأدوات في النضال الوطني الفلسطيني. وكذلك الحديث عن الجهد المميز لشبكة معا وجميع العاملين فيها للمبادرة والإصرار على اخراج هذا الفلم ومساهمة الأطراف الأخرى.