الكاتب: آيات نصار
إن ما نشهده على صعيد الشارع الفلسطيني من عشوائية في الاحزاب وتنظيماتها، من اسهامهم في ضياع القضية ونسيانهم لها، وأشدد في هذا على فئة الشباب الذين يتبعون بقلب وبصر أعميين حزب معين او تنظيم بعينه دون غيره، من الواضح ان هناك سياسة تجهيل تمارس على هؤلاء الشباب، وابعادهم قدر الامكان عن قضايا محلية مهمة ومصيرية والحيثيات التي طرأت على الساحة الفلسطينية وعلاقاتها مع الدول الاخرى المجاورة منها والغير مجاورة! لقد أمسى شبابنا اكثر عاطفية واكثر انجرافاً خلف آراء متشددة بلا اعتدال، وبمسميات ما أنزل الله بها من سلطان، علمانية، دينية، ليبرالية...الخ، ينفذون اجندات ومؤامرات تحت مسمى انتماء والتزام، وما نشهده ايضا من مناورات بين الشباب في انتخابات مجالس الطلبة الجامعية، وكيف وصل بنا الأمر إلى التخوين والتجريح والقذف والتطاول بالايدي وما الى ذلك.. للأسف لقد ابتعد تفكيرهم عن ايجاد حلول لامور اهم في مجتمعنا كالصحة، والاعلام، والتعليم.. كلها بحاجة لترميم، وبحاجة لمتابعة وتطوير، ولن يأتي ذلك إلا بسواعدهم، سواعد شباب وصبايا وطننا، عليهم استثمار طاقاتهم في تطوير بلدهم لا بتطوير موقع الكتروني قصد السب والقذف لحزب اخر او لشخص اخر، أين نحن من الصدع الداخلي الذي يزداد بتشددهم الاعمى ضد بعضهم البعض واصطياد عيوب واخطاء الطرف الاخر. ان انجرافهم لهذه الترهات والامور الغير مجدية تحل بمصطلح يسمى حوار، أين نحن من الحوار؟ اننا نفتقده وبشدة حتى على مستوى عائلة صغيرة، لا يوجد حوار بين الزوجة وزوجها، الاهل وابنائهم...حواراتنا عبارة عن نفق مظلم لا نهاية له، وان كان له نهاية فنهايته مسدودة ولا بصيص أمل من تقبل الآخر بجميع ما يملك من إيجابيات وسلبيات.