الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأربعاء يلتقي الإثنان

نشر بتاريخ: 14/02/2017 ( آخر تحديث: 14/02/2017 الساعة: 12:36 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

لقاء نتنياهو مع ترامب يوم الاربعاء، من أهم وأخطر اللقاءات سياسيا وامنيا وعسكريا. وقد قامت اسرائيل بالاستعداد جيدا لهذا اللقاء واستبقته بمجموعة من الخطط والافكار الجاهزة والمستحدثة، وبشكل شامل ويتضمن ملفات شرق اوسطية ودولية ومحلية منها الاستيطان ومنها النووي الايراني وحزب الله والدول العربية والسلطة الفلسطينية.

والاخطر في الامر ان نتنياهو لن يقدم اسئلة واضحة امام ترامب بشكل يدفعه للاجابة بنعم أو لا. وانما سيعرض على الرئيس الامريكي عدة خيارات ويترك ترامب يضع دائرة حول الجواب الصحيح. ونتنياهو لا يريد ان يصطدم مع ترامب في اول لقاء ويخسر اربع سنوات من العسل. وبالتالي يتوقع ان نتنياهو سيحاول خداع الرئيس الامريكي الغر. ويقوم بتضليله من خلال تقارير زائفة وملفقة استخباريا لا سيما حول الملف الفلسطيني. لان المخابرات الامريكية تعمل في جميع الدول العربية ولكنها لا تعمل في اسرائيل، وهي تتعامل مع الموساد والشاباك باعتبارهما فرعان لها في المنطقة. رغم ان الاستخبارات الاسرائيلية سبق وضللت "السي اي ايه" مرارا وتكرارا في ملفات العراق وسوريا ولبنان وفلسطين وحتى في موضوع مصر. ولم ينس العالم مشهد وزير خارجية امريكا الاسبق كولن باول وهو يقف على منصة الامم المتحدة ويعلن عن وجود اسلحة نووية في العراق، وهو زعم كاذب نزع الثقة من الرواية الامريكية، وهو ما يندم عليه ترامب حتى الان.
لقاء نتنياهو مع ترامب سيقرر مصير ملفات مهمة على الصعيد العربي والفلسطيني، وامام نتنياهو طريقان ممكنان، الاول وهو الاستقواء بترامب على الفلسطينيين والعرب وهذا ممكن، وسيؤدي سريعا الى حصول نتنياهو على الضوء الاخضر لاستخدام القوة المفرطة ضد العرب، ما يستدعي انتفاضة عارمة تحرق الاخضر واليابس.

وهناك طريقة اخرى وهي الاستقواء بترامب من اجل دفع المفاوضات وكسر الجمود وانهاء الحصار والاجتياحات وتحريك الملفات النهائية ( على فكرة اسرائيل هي التي اخترعت قصة الملفات النهائية الست وهي القدس والمستوطنات والحدود والاسرى والمياه وحق العودة وقالت للزعيم عرفات إن يؤجل بحثها والتفاوض عليها حتى العام 1998. أما بالنسبة للفلسطينيين فلا يوجد ملفات نهائية وكلها ملفات هامة وفورية). وحينها يكون الشرق الاوسط قد دخل مرحلة "الذكاء السياسي" او" الخبث السياسي".
واستنادا الى السيرة الذاتية لنتنياهو فهو يخلو من "البطولة"، وانجازاته تعتمد على التراكم الظرفي، وليس لديه "كاريزما" تؤهله للعب دور البطل. وهو لن يجرؤ على توقيع اتفاقية مثل مناحيم بيغن مع السادات، او اسحق رابين مع عرفات. وانما سيحاول الهرب من المواقف، وقد هرب طوال عمره، وسيموت وهو يهرب ويهرب من المواقف لانه اضعف بكثير من صناعة موقف بطولي ولو لمرة واحدة.
وبما ان نتنياهو جبان ولا يمكن ان يصنع اي موقف بطولي، ولا يمكن ان يجرؤ على الخروج من صندوق الكراهية والعنصرية. يبقى السؤال حول ترامب. والرئيس ترامب غير متوقع، ولكنه ليس ساذجا. وبحسب معلوماتي فان الفلسطينيين ومن خلال لقاءات اللواء ماجد فرج مع ادارة ترامب في واشنطن قبل ايام قد حققوا اختراقا كبيرا في فتح صفحة جديدة جيدة معه.
ونحن لا ننتظر ما سيقوله نتنياهو للرئيس الامريكي لانه لن يقول شيئا هاما ولا مفيدا. وانما ننتظر ما سيقوله الرئيس الامريكي ترامب، لنتنياهو.