الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

السنوار رجل الخلطات الامنية والسياسية

نشر بتاريخ: 14/02/2017 ( آخر تحديث: 14/02/2017 الساعة: 14:34 )

الكاتب: فارس الصرفندي

نتائج الانتخابات الداخلية لحركة حماس بدات معالمها تتضح وكما كان متوقعا ضخت الحركة دماء جديدة في مؤسساتها ودوائرها ولم تخالف الحركة توقعات الكثيرين بتقلد اسماعيل هنية لرئاسة المكتب السياسي الا انها خالفت التوقعات في وصول يحيى السنوار لرأس الهرم في قطاع غزة وما أن أعلن عن تقلد السنوار لمنصب القائد العام للحركة في قطاع غزة حتى بدأ الجدل في أوساط أبناء الحركة وفي أوساط المتابعين والمراقبين السياسيين فالسنوار الشخصية الامنية والعسكريه صاحب تاريخ طويل لاسيما في الأسر ، يحيى السنوار الذي ولد قبل خمسة وخمسين عاما في مخيم خانيونس للاجئين اكمل تعليمه الجامعي في الجامعة الاسلاميه ليغادرها حاملا اجازة باللغة العربيه والرجل انتمى لحركة الاخوان المسلمين في سن صغيرة ومما يحسب له انه كان من اصحاب اليد الاولى في حمل معول العمل العسكري في وقت كانت الجماعة توصف بانها لا تؤمن بالعمل العسكري ضد الاحتلال وكان البعض يصفها بان اجندتها تبتعد عن فلسطين ، السنوار الذي اعتقل عدة مرات قبل ان يعتقل بتهمة تاسيس الجناح الامني لحركة حماس الذي مازال يحمل التسمية الاولى (مجد ) ويحكم بالسجن المؤبد صاحب خبرات وميزات لا يعرفها الكثيرون من ابناء الحركة فهو شخصية غامضة الا لمن التقاه في السجون وعاش معه بين جدرانها ،من بين هذه الميزات صلابته في التعاطي مع ادارة السجون الاسرائيلية وفي المقابل انفتاحه على الفصائل والقوى الفلسطينية والرؤية السياسية الثاقبة وحسن الاطلاع واتساع الثقافة بالاضافة الى ولعه باللغة العربية التي درسها فحولته الى شاعر ينظم الابيات ويعلم من حوله قواعدها ،لكن يؤخذ على السنوار ايضا هوسه بالامن وتعثره في ادارة هذا الملف في السجون وتحديدا في منتصف التسعينات حيث اصيب حماس يومها بحالة الهوس الامني الذي ادى الى اخفاقات كثيره استغلتها اجهزة الامن الاسرائيلية خير استغلال وكثير من ابناء حماس يربط هذه الحالة بيحيى السنوار الذي تنحى بعد هذه الموجة عن العمل التنظيمي لسنوات طويله وظل ملتزما كقيادي في الحركة الى ان عاد اسمه ليتردد في صفقة الوفاء للاحرار والتي كان احد اهم عناصرها والقائمين عليها شقيقه محمد ، 
ما ان غادر السنوار الاسر بعد عقدين ونيف حتى عاد اسما في الاخبار بوصفه احد القاده العسكريين للحركة وبرز اسمه اكثر فاكثر في حرب العام ٢٠١٤ ويبدو ان السنوار بالفعل كان احد الذين اداروا العملية العسكرية بشكل او باخر والتي انتهت بانتصار للمقاومة الفلسطينية ، السنوار اليوم عاد في موقع صاحب القرار في قطاع غزة وهذا الامر له دلالات كثيره اهمها ان قاعدة حماس التي انتخبته اتخذت قرارا بان يكون على راسها في القطاع رجلا يؤمن بان طريق المقاومة المباشره هو السبيل لانهاء الاحتلال بالاضافة الى ان الاقليم سيضطر للتعاطي مع رجل يفهم لغة السياسة والمصلحة الامنية بشكل كبير ويعرف كيف يربط بين العنصرين اللذان يحكمان كل منهما الاخر وعلى العكس من توقعات البعض ان مصر في زمن السنوار ستصطدم مع حماس فالرجل قد يكون الاكثر ادراكا للاحتياجات الامنية لمصر وقد يحمل للقيادة المصريه حلولا لكثير من المعضلات في سيناء ، 
تل ابيب هي اول من التقط دلالات انتخاب السنوار فخرجت بذكرى صفقة شاليط وتحدثت عن رفض السنوار الخروج من الاسر لانه كان يعتقد بان هذه الصفقة يجب ان تفرج عن كافة الاسرى من اصحاب المؤبدات وبهذا تكون تل ابيب قد لمحت الى الثمن الذي قد تدفعه في الصفقة المقبله مع حركة حماس مقابل ما لديها من اسرى اسرائيليين ، والدلالة الهامة في انتخاب الرجل للفصائل الفلسطينيه فالرجل كما تحدث بعض القيادات في الفصائل منفتح على الاخر وقادر على ادارة ملف المصالحة والحوار لاسيما وان المصالحة تبدا وتنتهي من غزة وليس من اي مكان اخر ، بكل الاحوال حماس خاضت غمار العملية الديمقراطية الداخلية وافرزت السنوار كاحد ابرز الوجوه في المرحلة المقبلة وضخت دماء جديدة في مؤسساتها ودوائرها ومما لا خلاف عليه بان الايام المقبله ستشهد متغييرات على كافة المستويات وعنوان هذه التغييرات (حماس)