نشر بتاريخ: 16/02/2017 ( آخر تحديث: 16/02/2017 الساعة: 14:40 )
الكاتب: أحمد صافي
وحتى تمتلك البصيرة لا بد من قرأءة واقعية للأحداث , وحتى تمتلك الحكمة لإتخاذ القرار لا يمكننا تجاهل المتغيرات الاقليمية, والدولية ومدى تأثيرها على الساحة الفلسطينية بشكل عام وعلى واقع حماس في غزة بشكل خاص.
اسبوعين على الانتهاء من تدريبات لأحدث تشكيلات جيش الاحتلال الاسرائيلي في محيط غزة , ومن رأى ناقلات الجند والدبابات في مناطق الخليل المتوجه الى محيط غزة يدرك مدى الجدية في حرب قادمة وخاطفة على غزة يتم فيها اجتثاث حماس بشكل جذري.
وفي المقابل لا بد من ادراك جدية حماس للتحضير لهذه المواجهة , فالحراك الداخلي لحماس يثبت المرة تلو الاخرى ان الاستقرار الحالي مجرد وهم وما تمارسه القيادة السياسية لحماس من وعي قد يتم نسفه في لحظات وانتخاب السنوار ليقود هذه المواجهة خير دليل .
ان انهاك حماس في غزة من خلال حرب تنتهي بإضعافها سيقود الى تشكيل فراغ امني يتوجب على احد ان يحل مكانها , في ظل سكوت وموافقة ضمنية مصرية وعربية لانهاء كامل لوجود حركة الاخوان المسلمين في منطقة الشرق الاوسط كون حماس جزء من المتغيرات التي فقد الغرب السيطرة عليها , مع ضوء اخضر امريكي للبت في الامر من خلال الالة العسكرية الاسرائيلية وبت امر الاسلام السياسي في المنطقة من اجل فتح جبهات اقتصادية وسياسية اخرى مع دول الجوار مثل المكسيك . فنزويلا , وقوى عضمى اخرى مثل الصين . وفي اللحظة التي تفقد فيها حماس السيطرة على غزة سيكون هناك دور للسلطة الوطنية لتسلم زمام الامور وادارة القطاع في عملية تندرج تحت بند إعادة الاعمار والدعم الانساني والاغاثي وخير دليل على ذلك اللقاء الاخير والغريب من نوعده بين رئيس جهاز الاستخبارات الامريكية والرئيس ابو مازن .
ان الغموض الذي يكتنف حجم قوة حماس في غزة يشكل مبررا جيدا لاسرائيل لإتخاذ هذه الخطوة حيث الحاجة لمثل هذه العملية العسكرية يجب ان تكون خاطفة وسريعة لا تتجاوز 50 يوما وذلك لعدم قدرة اسرائيل على حرب استنزاف طويلة , اضافة الى عدم قدرتها لتحمل الضغط الشعبي الامريكي الذي سيتعاظم في تلك الفترة كجزء من التوجه الشعبي المعارض لوجود ترامب في السلطة والذي سيكون اقل في اوروربا بسبب الايدلوجيا السياسية في استخدام الاسلام كمبرر لشن هجمات هناك, فيما تبدو الحاجة الماسة لمصر لمثل هذه العملية من اجل ايجاد حل جذري للانفاق من غزة والتطرف في صحراء سيناء . فيما ستنشغل الشعوب العربية الاخرى بمايحدث حولها او داخلها .
لن تخدم نظريات العلوم السياسية في تحليل ما يحدث في المنطقة وشكل التقسيم القادم , الا ان الواضح في الامر ان العصر القادم سيكون اكثر حلكة وظلاما علينا في فلسطين وان التوجهات الدولية لشكل الحل الاقليمي القادم لن يخدم مصالح الشعوب ولا اهدافها بل سيكون اساسي لحماية مصالح الاخر في المنطقة , وان الشعب الفلسطيني سيعاني اكثر مما مر به في الحرب السابقة 2014 وستكون اصعب , فلنستمتع بالسيء لان القادم اسوأ