الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اختراقات في ازمة التشبيب الفلسطينية

نشر بتاريخ: 18/02/2017 ( آخر تحديث: 18/02/2017 الساعة: 22:51 )

الكاتب: حسام أبو النصر


لم يبقى كاتبا ومفكرا ومواطنا الا ونادى بضرورة اعادة القيادة للحالة الشبابية التي فقدت منذ عقود من خلال المظاهرات والفعاليات الشبابية في المحافظات وحتى في دوائر الحركات والفصائل ، مما ادى لصراع وتدافع اجيال بسبب عدم الانتظام الحقيقي لتوزيع الادوار الفلسطينية ، وقد كان نموذج ياسر عرفات والشباب في بدايتهم بوصلة ومثلا احتذت به دول اخرى في اعادة الثقة للجيل الشاب كجيل قاد الثورة المعاصرة ، لكن بعد سنوات العمر شاخت القيادة وشخنا وعاش من عاش ومات من مات ، وبقيت كلاسيكية التفكير بان لا يغادر القيادي السلطة حتى مطلع القبر ، زادت الحالة سوءا فحتى اتحاد الطلبة الفلسطيني يقوده ستيني ومجلس الشباب يقوده ثمانيني ، فيما كانت هناك محاولات تجميلية بوضع قيادات شابة مستشارين او محافظين او في حقائب وزارية ، كخطوات غير كافية شكلية لم تغير في مضمون الحكومات المتعاقبة التي تعاني الشيخوخة بعد ان غادرت مرحلة الكهولة ، وقد ظهرت بعض الاختراقات منها وزير الثقافة الفلسطيني د.ايهاب بسيسو ويعد اصغر وزير عين على مدار حكومات فلسطين ، وكانه الحالة الشاذة مع انه الاصل حكومة شابة وشواذها الباقي ، ورغم ذلك تبقى المعيقات في انتقال تفكير الحكومة من مرحلة الشيخوخة الى مرحلة الشباب ، وهذا ما يعيق اي شاب وزير او قيادي من قيام بدوره في هذه الحالة ، رغم ان المطالبات بالتشبيب مازالت سيدة الموقف ، امام تشريعي هرم وحكومة عاجزة ، تضاف للانقسام الوطني ، وهذا ما ظهر جليا في الانتخابات المحلية الاخيرة حين استطاع احسان نصر ومجموعة من الشباب اختراق قوائم الشيوخ والعائلات وتحدى الفصائل بمجموعته التي تضم مختلف الاطياف من خلال ثباته على موقف المواجهة وخوض الانتخابات المحلية في قرية كفر نعمة رام الله ، واستطاعت مجموعته ان تنتصر للشباب ونجحت في قائمتها لتكون نموذجا يضرب في الاراضي الفلسطينية . هذه المجموعة بقيادة احسان قادت البلدية لسنوات واحدثت تغيرات هامة واستقطبت المشاريع ، في ضربة لتفكير تقليدي ان القيادة لن تخرج عن الشيوخ وزعماء قبائلها وكبار شخصيات الفصائل ، وانتزعت حقها في الدور الوطني بالقوة ، وهذا يؤكد ان الشباب مازال يواجه التفكير الشيخوخي الكلاسيكي على المستوى القيادي والوطني ، الذي يراوح مكانه فلم نجد امين عام حزب فلسطيني شاب ، او قائد او مسؤول شاب حتى في القرارات المصيرية في المفاوضات والسلم والحرب لترهن بيد ذاك الجيل المتمترس للحفاظ على بقاءه ، اعتقد ان الحالة الوطنية تحتاج لحالة تشبيب حقيقية تشمل كل مؤسساتها من مجلسها الوطني حتى التشريعي ليشمل الحكومة والفصائل والنقابات والاتحادات وغيرها وهو احد المخارج الهامة للازمة الفلسطينية وما غير ذلك سيبقى الشيوخ يبيعونا اوهام .