الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حول ظاهرة الابداع الفلسطيني في المسابقات العربيه

نشر بتاريخ: 20/02/2017 ( آخر تحديث: 20/02/2017 الساعة: 10:30 )

الكاتب: عقل أبو قرع

مع اقتراب برنامج المسابقات العربيه الاكثر شهره في العالم العربي، برنامج" أراب ايدول" على الانتهاء، ما زالت اصوات فلسطينيه تصدح في البرنامج، بكل قوه وجداره وتصميم، هذا رغم الظروف الصعبه والاولويات الاخرى والقيود والعقبات، التي تجعل الاهتمام بالمواهب من الاساس أو من البدايه، وبغض النظر عن نوعها أمرا صعبا أو لا يحتل الاولويات وبالتالي الدعم والميزانيات كما يتم في الدول أو المجتمعات الاخرى، وهذا ينطبق على كافة المناطق الفلسطينيه، سواء أكانت في غزه أو في الضفه أو حتى في الداخل الفلسطيني، اي في مناطق ال 48، وهذا بحد ذاته يجعل الابداع أو الظهور الفلسطيني في مسابقات عربيه أو عالميه جديرا بالاهتمام والدراسه والتحليل.
وظاهرة الابداع الفلسطينيه، تنطبق هذه الايام على المتسابقين الفلسطينيين في برنامج " اراب ايدول"، أمير دندن ويعقوب شاهين، حيث يترقب الناس أدائهم وبل يفرحون لهذا الاداء ويشجعونهم، ليس فقط في الاراضي الفلسطينيه أو عند الجماهير الفلسطينيه، ولكن في الوطن العربي بأكمله، وهذا ما أنطبق قبل عدة سنوات على ظاهرة محمد عساف الفنيه، الفلسطيني الذي شد الناس بشكل او باخر نحو دعمه والسير معه، نحو تحقيق هدفه وحلمه بالفوز باللقب، وهذه ربما ظاهرة فريدة في هذا الزمن، حيث يستطيع المتسابقون ان يقودوا الناس من مختلف تواجدهم في داخل فلسطين او في خارجها، وبغض النظر عن الميول أو عن السياسة، وبشكل طوعي تام، بأن يصوتوا لهم، اي بأن يستغنوا وطوعا عن جزء من دخلهم، سواء اكان شيكل او في احيان مئات الشواكل، حيث يقومون بذلك بدون انتظار مكافأت او مغريات او وعود شخصية، وهذا يعني انهم وقفوا خلفهم من خلال بعث الامل ومن خلال السعى الى التغيير، بعيدا عن السياسة والاقتصاد والشعارات وما الى ذلك.
ورغم ان معظم المسابقات التي تتم لا تمت للسياسه بشكل مباشر، الا انه وحين يتعلق الامر بالوجود الفلسطيني في هذه المسابقات، لا يمكن ان تغيب السياسه أو القضيه الفلسطينيه أو الحق الفلسطيني عن الجو، سواء فيما يتعلق بالجمهور أو بلجان التحكيم المتنوعه أو بوسائل الاعلام المتنوعه، حيث يظهر الحماس للحق الفلسطيني بوضوح، والتذكير بهذا الحق لا يتردد فقط في المسابقات الفنيه أو مسابقات المواهب أو غيرهما، ولكن خلال محاضرات أو لقاءات ليس لها صله مباشره بالسياسه، حيث قبل فترة، استمعت الى احد المحاضرين الاجانب في مجال الاقتصاد، الذي اوضح أن موازين القوى الحالية هي بالطبع ليست لصالح الفلسطينيين، ولكن يملك الفلسطينيون الحق المبني على العدل، ويملكون كذلك القوة لاحقاق هذا الحق، حيث أن هذه القوة تتمثل في توحد الشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجدة خلف هذا الحق.
وربما ظاهرة بروز الابداع الفلسطيني في المسابقات العربيه والعالميه تظهر بوضوح مدى حاجة الناس أو مدى توقهم الى من يقودهم أو الى من يعبر وبشكل حقيقي عن تطلعاتهم وعن امالهم وفرحهم ، والى من يستطيع أن يلم شعورهم بغض النظر عن أماكن تواجدهم، وفي موضوع القياده، ما زال العديد من الناس، سواء من الاكاديميين أو من غيرهم يخلطون بين القيادة والادارة، فهناك المئات من المديرين الناجحين والمميزين، ولكن هناك القليل من القادة، فالمدير الناجح هو الذي يحقق الاهداف المرسومة له خلال الفترة الزمنية المحددة، او هو الذي يستخدم المصادر المعطاة له من مصادر بشرية أومادية وبشكل فعال لترجمة ذلك الى اهداف خلال زمن معين، وبالتالي يحافظ على الوضع مستقر ويحقق عائد معين.
ولكن القائد وبغض النظر عن الموضوع أو عن طبيعة من يقود، فهو الذي يهدف الى التغيير والى العمل لتحقيق الرؤيا أي تحقيق الطموح، ومن اجل ذلك يستطيع التأثير والتحريك والاقناع، ولو بمصادر محدودة أو حتى بدون مصادر تذكر، وحتى بدون وجود مكتب أو طاقم، وربما من مسافات بعيدة، والقائد هو من يستطيع اقناع الناس ويبث فيهم الامل لتحقيق اهدافهم، وبالتالي يجمعهم خلفه وبشكل طوعي وبدون مغريات أو مكافأت، من اجل تحقيق الاهداف، وأعتقد ان هذا ما يحصل مع ألابداع الفلسطيني أو مع المتسابقين الفلسطينيين، وبغض النظر عن طبيعة أو عن موقع أو عن أهمية السباق.