نشر بتاريخ: 25/02/2017 ( آخر تحديث: 25/02/2017 الساعة: 16:36 )
الكاتب: سفيان أبو زايدة
ليس هناك مشكلة من وجهة نظري في اهتمام الرئيس عباس بالفن والفنانيين، بما في ذلك متابعة تفاصيل التفاصيل لما يجري في البرنامج الشهير عرب ايدول او اي برنامج فني اخر.
وليس هناك مشكلة في لقاء الرئيس عباس المرشحين للفوز باللقب سيما ان اثنين منهم فلسطينيين وهذا فخر لشعبنا من حق الرئيس والقيادة الفلسطينية ان تتباهى فيه وتعتبره انجاز.
وليس هناك مشكلة ان يخصص فخامة الرئيس وقت للقاء المطربة القديرة احلام.
المشكلة هي ان الرئيس عباس ليس رئيس على الشعب السويدي او الشعب النرويجي لديه كل هذا الوقت لتكريسة لبرنامج غنائي.
والمشكلة هو انه ليس رئيس فخري بدون صلاحيات تنفيذية وتنظيمية.
هو رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية حتى وان انتهت ولايته الشرعية، وهو رئيس للسلطة يمسك بكل زمام امور الحكم ولم يترك لاحد شيء، وهو رئيس لحركة فتح التي نتباهى بها على انها اول الرصاص واول الحجارة وما زالت لم تحقق الهدف الذي انطلقت من اجله وسقط على الدرب الاف الشهداء والاسرى والجرحى.
فخامتة رئيس منظمة التحرير التي قبل ان تمثل محمد عساف ودندن وشاهين هي تمثل ثمانية مليون لاجئ فلسطيني موزعين في اسقاع الارض، خاصة مخيمات لبنان التي لا يبعد جزء منها سوى مئات الامتار عن استديوهات عرب ايدول.
هل من المعقول ان يزور فخامتi لبنان للقاء المسؤولين اللبنانين ولا يزور ابناء شعبi في المخيمات للاطمئنان عليهم وعلى احوالهم وطمئنتهم ان القضية في ايدٍ امينة؟
هل من المعقول رئيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح التي كانت كلمة من شبل من اشبالها تهز الارض من تحت اقدام الطغاة وكلمة او تصريح من احد قادتها يهز عروش ويقلب موازين لا يستطيع او لا يفكر مجرد تفكير بزيارة ابناء شعبه الذي يمثلهم، الذين هم ابناءة ورعيته؟ وهل يعقل ان يتحدث عن اوضاعهم عن بُعد ويطلب من الدولة اللبنانية بفرض سيادتها ودخول الجيش لهذه المخيمات قبل ان يطالبها بتعديل قوانينها المجحفة بحق هؤلاء اللاجئين البؤساء؟
ربما صعب عليه في هذا الوقت ان يزور مخيم عين الحلوة اكبر مخيمات اللاجئين واكثرها تعقيدا، ولكن هل كان صعب علية قبل او بعد لقاء احلام ودندن وشاهين ان يزور برج البراجنة وصبرا وشاتيلا حيث هناك يدفن خيرة ابناء شعبنا وابناء فتح؟
مقبرة الشهداء ليست بعيدة عن استديوهات ام بي سي كثير، ليزورها ويقرأ عليهم الفاتحة على ارواحهم. كثير على هؤلاء اللاجئين الاموات وهم احياء والمدفونين في ازقة وشوارع المخيمات تحت وطئة ضنك العيش ان يزورهم فخامته ويطمئن عليهم والاستماع لمشاكلهم؟
هناك مشكلة اخرى ايضا، المشكلة انه وفي نفس الوقت الذي كان يلتقي فية الرئيس مع المطربة احلام وامير دندن ويعقوب شاهين كانت قوات الامن التابعة له تعتقل ابناء فتح وتقتحم بيوتهم في الضفة الغربية كما حدث مع الاخ هيثم الحلبي، ابن فتح وعضو المجلس الثوري السابق ومحافظ سابق الذي اقتحمت قوات الامن بيته وفتشته وكأنها تحاكي قوات الاحتلال وممارساته بحق ابناء شعبنا وابلغت ذويه ان عليه ان يسلم نفسه، في ظل حديث عن اعتقال كل من شارك في مؤتمر الشباب في القاهرة والتحقيق معهم وتعذيبهم اذا لزم الامر كما يحدث مع بعض الشباب في سجن اريحا وكذلك في ظل وجود اشاعات بقطع رواتب كل من شارك في هذا المؤتمر الشبابي من موظفين سواء كانوا عسكريين او مدنيين.
فخامة الرئيس من حقك ان تشارك وتدعم الفن وتهتم بالطرب والمطربين، لكن من حق ابناء المخيمات ان تزورهم وتستمع لهم وتحنحن عليهم. ومن حق هيثم الحلبي وابناء فتح وابناء الشعب الفلسطيني الذين يعيشون تحت مسؤليتك ان يشعروا بالامن والامان في ظل سيادة القانون بحيث يكون الجميع سواسية امامه.