نشر بتاريخ: 27/02/2017 ( آخر تحديث: 27/02/2017 الساعة: 19:07 )
الكاتب: محمد اللحام
استذكرت عنوان مسرحية "بهلول في اسطنبول" بطولة سمير غانم والهام شاهين وأنا اتابع ما عرف بمؤتمر اسطنبول للشتات الفلسطيني والذي دعمته حركة حماس بسرّية علنية لم تكن خافية على احد.
ابرز ما يستوقف في انعقاد مثل هذا المؤتمر هو التكتيك ان لا تظهر حماس في الصورة وتدفع بشخصيات اخرى للواجهة.
تغريدة عبر حساب توتير التابع لعضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق توضح الموقف والتوجه "حماس تؤيد المؤتمر وتدعمه وتعتز بالقائمين عليه والمشاركين فيه من كل الاتجاهات".
ولكن والشهادة لله ان حماس احسنت التدبير ان لم تتصدر شخصياتها المؤتمر، بل عملت على الزج ببعض الشخصيات الوطنية "كبيرة السن وبعضها صاحب ارث كبير"، نجحت حماس باستمالتهم للعب هذا الدور بهدف الضغط لا اكثر على قيادة المنظمة لتوسيع رقعة حماس في التمثيل بها وفق طلباتها السابقة. ففي السودان سنة 1993 وفي حوار مع حماس اشترطت أن تكون حصتها 40% من مقاعد المجلس الوطني وعضوية اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي، كي تشارك. ولم يكن الخلاف على برامج أو سياسات المنظمة أو خلل اداري.
وبالتالي المؤتمر لم يعدو كونه اداة تخدم اجندة حماس في طريق احلامها بالسيطرة على منظمة التحرير وليس بالشراكة مع الاخرين.
المعلومات التي رشحت تفيد ان هنالك 6000 شخص حضروا المؤتمر وفق دعوات دون معيار محدد وبعضهم حضر دون دعوة ومن بين الحضور 2500 ممن هم اصلا بتركيا والباقي من انحاء مختلفة من العالم. مع العلم ان ابرز الشخصيات الوطنية في الشتات رفضت المشاركة وشككت في هدف المؤتمر والقائمين عليه.
السلطات التركية على ما يبدو تراجعت قليلا في موقفها بعد ان شعرت ان الامور غير مجدية وغير لائقة لها لتُبلغ القائمين على المؤتمر بضرورة الانتهاء منه واقتصاره على نقاشات داخل الفنادق، وألزمتهم بذلك من اليوم الثاني، بعد ان وعدت بتوفير "ستاد كرة قدم" وتم تفسير الخطوة بتراجع تركي عن الاستمرار بدعم المشروع الذي تبين ملامح فشله بالنسبة للأتراك الذين لم يتحمسوا كثيرا لمساره.
فهل كان من الصدفة ان 3 مؤتمرات عقدت في سياق زمني متقارب وتحت نفس الهدف وهو المسّ بالشرعية الفلسطينية رغم تناقض العواصم السياسية بين انقرة-اسطنبول وطهران والقاهرة.
مخرجات المؤتمر لم ترتفع عن انشاء لغوي معتاد لمثل هذه المحاولات التي اثبتت فشلها عبر تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية وخاصة للحركات التي ترتهن لدول المنطقة.
مع ضرورة مراعاة حقيقة المتغيرات، ان اصبح الثقل السياسي للمنظمة وكافة التنظيمات داخل الارض المحتلة، التي عقد على ارضها مؤتمرات لكافة الحركات والأحزاب الفلسطينية وحتى انتخابات قياداتها ولجانها ومكاتبها الحزبية.
تاريخيا كان "الشتات/ الخارج" هو الفعل والحاضنة للثورة والمنظمة "والداخل /الارض المحتلة" هو السند ورد الفعل إلا اننا لا يمكن نفي او تجاهل المتغيرات بانعكاس الادوار وتحول ساحة الوطن للثقل مع الانتباهة الضرورية للشتات كساحة داعمة ومؤازرة ومساندة للفعل الداخلي بكل ما تمثل من ثقل وهوية وطاقات بعيدا عن خلق البدائل وتغذية الانقسام والاستزادة بالتفتت.