نشر بتاريخ: 28/02/2017 ( آخر تحديث: 28/02/2017 الساعة: 15:10 )
الكاتب: محمد موسى مقداد
لقد وصل بنا الحال في قطاع غزة أشبه بالخيال الذي لم نتصور أن يحدث لنا، فبعد أن كان قطاع غزة مطمعاً للمستعمرين والمحتلين لنهب وسلب خيراته، أصبح سجناً كبيراً ومسرحاً للصراعات ومنبعاً للأزمات.
وهنا نتساءل لماذا انسحب المحتل من قطاع غزة ...؟!
بكل تأكيد ستكون الإجابة لكي يزرع بالنيابة عنه بذوراً للانقسام البغيض بين الأخوة المتصارعين على كرسي بلا أرجل.
لقد نتج عن ذلك الانقسام المقيت أن غزة الآن أصبحت وبكل اختصار لطوابير من الخريجين والعمال العاطلين ليس لهم أمل ولا موعد لبدء حياة كريمة كغيرهم. بالإضافة لتزايد نسبة العنوسة بين الشباب. وأصبح بها الآلاف من المدمنين المغيبين عن الواقع بدون النظر والتفكير بحلول لهم، كذلك لجوء الشباب للهجرة من الوطن مع كل فتحة للمعبر المغلق أصلاً بسبب الانقسام. كما تفشت الأمراض الخطيرة والإهمال الطبي حيث أصبح المرضى ينتظرون الموت في كل لحظة.
وهناك اقتصاد هش وبنية تحتية متهالكة فيحدث كوارث لمجرد اشتداد الأمطار، والأخطر من ذلك تفشي جرائم القتل والانتحار والسرقة التي لم يستطيع الهوليود أن ينسج قصصاً مثلها لبشاعة تفاصيلها وما ترتب عليها. كذلك غزة أنهكتها أزمة الكهرباء والغاز والمحروقات التي تطارد أهلها وأطفالها لتباغتهم في كل لحظة.
والأزمات تطول ويعجز التعبير أكثر، ولكن من المسئول ؟!!
يتهرب الجميع من تحمل المسؤولية فحكام غزة يتاجرون بمعاناتها لاستثمار وتنمية مصالحهم على حساب هذا الشعب المكلوم والمطحون، وهم معنيون بأن يستمر الشعب بسباته حتى لا يقوى على مواجهة الظلم الواقع عليه، ولو أنهم حريصون على حل تلك الأزمات لاستطاعوا أن يوقفوا تدفق تلك المشاكل على القطاع ، فهو رهينة لديهم بالقبضة الحديدية.
ملحوظة هنا للتنويه... لا نبرأ المحتل من ذلك الحصار لأنه يبقى العدو الحقيقي لنا، وهو يريد أن يستبيح كل شيء لإخضاعنا، ولكن نحمل أبناء جلدتنا المسئولية لأنهم قسوا علينا طويلاً، وعليهم أن يضعوا حلولاً لتلك المهازل والمعاناة الواقعة علينا. ولا نستثني سيادة الرئيس من تحمل مسئوليته اتجاه قطاع غزة لأننا أولى بالنظر لنا من أرب أيدول، فأنت راعِ الرعية فيقع على عاتقك الجزء الكبير من المسئولية للتدخل العاجل لإنهاء تلك المعاناة والموت البطيء، لأنك وجدت لكي تعالج وتحل مشاكل الشعب أو ربما لا تعنيك تلك المشاكل!
نريد إجابة...
الحل وبكل اختصار يا سادة هو إنهاء الانقسام، والوحدة الفلسطينية الفلسطينية.