نشر بتاريخ: 03/03/2017 ( آخر تحديث: 03/03/2017 الساعة: 21:33 )
الكاتب: محمد اللحام
انشغلتْ العديد من الدوائر الاعلامية والسياسية في تتبع الموقف المصري من عدم السماح لأمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب من دخول الاراضي المصرية، وإعادته من المطار في خطوة كانت تستحق فعلا التوقف عندها.
في الغالب ذهبت اوساط فتحاوية منفعلة للتعامل مع الامر على أنه اهانة وجرح للكبرياء الفلسطيني والفتحاوي وأنه يتوجب الرد على هذا الاجراء.
في حين ذهبت بعض اوساط حماس والمعارضة للتشفي أكثر من باب المناكفة السطحية على اعتبار أن حركة فتح والسلطة اقرب للموقف والنظام السياسي المصري من الاخرين.
القراءة الحقيقية ومن زاوية مختلفة تظهر أنّ الاجراء بحق اللواء الرجوب اكبر من كونه جرح أو اهانة لشخص الرجوب بل هو ثمن ورسالة للقيادة الفلسطينية لما يمثل الرجل من مساحة في صنع القرار .
نعم هو نتيجة لموقف قيادة الحركة الرافض للتعاطي مع التدخلات في الشأن الداخلي وتحديدا في ملف محمد دحلان والمحاولة التي فشلت بفرض عودته للحركة قبيل انعقاد المؤتمر السابع.
وإذا تتبعنا جيداً هذا الموقف لن نجده غريباً ولا مستهجناً لكافة اطراف العلاقة بالأمر. وحركة فتح الأكثر معرفة من أي تنظيم اخر بحجم الاثمان المطلوبة للدفع مقابل حالة رضا الانظمة، وبالتالي يسجل لها التاريخ أنها ادميت وجرحت وكسرت دون أن تقبل ببيع موقفها أو ارتهانه لأي نظام عربي، والشواهد ماثلة في تاريخ الثورة الفلسطينية والجراح لا زالت عالقة والتي اختزلها الشهيد الراحل صلاح خلف بمقولته "لم اكن اعرف أن اكثر من نصف شهداء الثورة الفلسطينية سيسقطون على ايدي الانظمة العربية".
بينما يتضح كيف تسعى بعض الاطراف الفلسطينية لكسب ود الانظمة العربية والإقليمية على حساب الايجار والتأجير والتطوع والتطوح والانبطاح والتزلف والتملق حد الاعلان عن التطوع للموت على شواطئ اسطنبول، والإشادة بنظام كان قبل شهور الد الاعداء والتقرب له حتى بإلغاء شعار رابعة وحذفها من اعلامهم الذي طبل لها حد الخرافة.
الفرق بين حركة فتح وغيرها في التعامل بالأمر أنّ فتح رفضت وترفض أن تكون فلسطين ملف امني في دوائر مخابرات الانظمة بينما قبل البعض ذلك وتطوع وتشجع وتحمس له وبعث كبار قياداته السياسية والأمنية للحج ليس في دوائر بل في شعب المخابرات لنيل الرضى دون حتى ان يناله.
وإذا قيل للواء الرجوب في مطار القاهرة للخلف در فان الامر يزيد حركة فتح كبرياء وليس معابة أو اهانة ويعيدنا للخلف وللخلفيات لتسليط الضوء على المواقف التاريخية للحركة في حماية القرار الوطني المستقل وتكشف حجم الهبوط والتسول والهرولة لدى البعض الاخر.
واعتقد أنّ القيادة السياسية تمتلك من الحكمة والتوازن لإدارة الازمة مع القيادة المصرية بما يكفل حالة الاحترام للشؤون الداخلية الفلسطينية والتمسك بالدور المصري الهام والتاريخي والمحوري للقضية الفلسطينية.