نشر بتاريخ: 05/03/2017 ( آخر تحديث: 05/03/2017 الساعة: 15:14 )
الكاتب: رامي مهداوي
المتابع للشأن السياسي والفني الشهر الماضي المتمثل في مؤتمري طهران واسطنبول وبرنامج آراب آيدول يستطيع أن يستخلص العديد من الإستنتاجات والفرضيات التي قد تزعج العديد من القيادات وأصحاب الطموح للوصول الى القيادة والشهرة، لهذا تجدهم يستشرسون بالدفاع عن تقوقعهم على ذاتهم للحفاظ عليها، متناسين أن القضية الفلسطينية أهم من أفكارهم وفئويتهم. لهذا ما سأضعه هنا عبارة عن نتائج مشاهدات وليس مسلمات قابلة للنقاش والتفكير وليس تهجم لا سمح الله على أحد أو مجموعة ما:
• ضعف منظمة التحرير الفلسطينية وترهلها على الصعيد البنيوي والفكري، جعل منها بيت فارغ يحق لأي فلسطيني الخروج منه وبناء بيت آخر هو وآخرين مدعيين بأن م.ت.ف أصبحت لا تمثلهم، فخسرت م.ت.ف العديد من أبناؤها ومؤسسيها على حساب من يريدون الحفاظ عليها أو على ذاتهم.
• ذلك الترهل جعل النظام السياسي الفلسطيني جسد دون روح، ولا تجوز عليه الرحمة لأنه قتل ذاته بذاته، ووضع جسده تحت تصرف عدد من الأيدي الخفية التي تعيث فساداً بالقضية الفلسطينية تحت مظلة الحفاظ عليها، لكنها بالأساس تهدف للحفاظ على مصالحها الإقليمية والدولية، والحفاظ على ذاتها كونها صلاح الدين الأيوبي محرر القدس.
• الشعب/الشعوب الفلسطينية أثبتت بأنها متفرقة حتى في ما يجب أن يوحدها، حالة التشرذم التي يعشيها شعبنا أضعفته في عملية البناء والمقاومة، وعززت قوة أيدي الظلام والظلم من ناحية أخرى، هذه الفئوية ليست فقط على الصعيد السياسي، ويجب أن نتعرف بها بأننا منقسمين على ذاتنا جغرافياً وفكرياً ودينياً، منقسمين بطرق تجاوزت المدينة والقرية والمخيم، لدرجة وصل الأمر عند البعض حد النرجسية القاتلة بأن يتم تحديد من هو فلسطيني، أو تحديد مستوى فلسطينيته من خلال معايير متذبذبه تلائم مصالحه، فمثلاً المغترب في الولايات المتحدة الأمريكي ليس فلسطيني؟! أو من هو متواجد في الداخل الفلسطيني هو فلسطيني فئة ثانية؟!
• رغم أهميتها أصبحنا نبحث عن النجاحات السريعة حتى نغطي فشلنا ونجمل صورتنا التي بدأت تهترء بسبب عوامل الزمن وعدم مقدرتنا بفتح آفاق جديدة، ونتمسك بأي خيوط نجاح يسطرها الأفراد، مما جعل المواطن الفلسطيني يحلق وحده في تحقيق النجاحات في مختلف الميادين؛ ومن ثم تلحقه المؤسسة الرسمية والخاصة. لتلد الفرضية التالية: أفراد ننجح وجماعات نفشل.
• المؤتمرين في طهران واسطنبول لم يهتم بهم الشارع الفلسطيني كما اهتم في أمير دندن ويعقوب شاهين، الشعب/الشعوب الفلسطينية شاركت في برنامج آرب آيدول في كافة أماكن تواجدها من مخيم الدهيشة وحتى مخيم عين الحلوة وصولاً الى شيكاغو، ورغم الإنقسام الفني الا أننا كشعوب فلسطينية عرفنا النتيجة وفرحنا لها، لكن نتائج المؤتمرين هل كان فقط المطلوب اصدار بيان صحفي وختامي من المؤتمرين، أم أن المطلوب هو الإستثمار الشكلي بإثبات الوجود الكياني للقول بأن هناك صوت آخر بدأ يرتفع؟! وماذا ستفعل لنا طهران أو اسطنبول من أجل تحريرنا؟!