نشر بتاريخ: 09/03/2017 ( آخر تحديث: 11/03/2017 الساعة: 10:30 )
الكاتب: المهندس فايز السويطي
اتفاقية اوسلو كانت مصيدة وشرك كبير للشعب الفلسطيني.ظن في البداية انها فرصة للتحرر واقامة الدولة.لكنه اكتشف متاخرا انها قيدته بارتباطات سياسية وامنية واقتصادية تشكل في مجملها تبعية اكثر للاحتلال وبيئة خصبة للابتزاز وتمرير سياسة الامر الواقع
من ناحية اقتصادية استعد المانحون بدفع رواتب الموظفين ودعم المشاريع الاقتصادية غير التنموية والانتاجية.ودعم مؤسسات المجتمع المدني في قضايا محددة بتمويل مشروط مثل قضايا الديمقراطية والحرية والمراة والبيئة.
وعودت الفلسطيني على اقامة المؤتمرات والندوات وورشات العمل في افخم الفنادق،وسهلت القروض البنكية فاشترى بيتا واثاثا وسيارة وتعود على السياحة الداخلية والخارجية.بمعنى ان المنح والمساعدات قلبت حياة الفلسطيني راسا على عقب.فقد استسهل حياة البذخ والبرجزة ونسي حياة التقشف والصمود،وانتقل الثوار والمناضلين من مرحلة الخنادق الى مرحلة الفنادق،وما تمخض عن ذلك من تنعم برغد الحياة رافقه خلخلة في موازين وقيم العطاء والانتماء.وصار من الصعب التراجع الى الوراء بعد كل هذه التسهيلات والمنح والهبات
وفيما بعد اضحت هذه المنح والمساعدات سيفا مسلطا على رقاب الفلسطينيين واكبر وسيلة ابتزاز للمواطن والحكومة.فتهدد الجهات المانحة بوقف او تقليص المساعدات مقابل مواقف سياسية او امنية.مع العلم ان نسبة كبيرة من حجم المساعدات تعود الى الجهة المانحة نفسها من خلال مصاريف ادارية
وهنا نطرح الاسئلة التالية ذات العلاقة:بما ان المساعدات مشروطة ومقيدة وتهدد القرار الوطني المستقل والحلم الفلسطيني والامن القومي،هل يمكن الاستغناء عنها؟هل يستطيع الشعب الفلسطيني ان يعتمد على نفسه؟
اعتقد ان الجواب هو نعم اذا امتلك ارادة الاستقلال والتحرر من التبعية،وتعود من جديد على اساليب التقشف والصمود ومبادرات التطوع والابداع وضبط النفقات والتهرب الضريبي والحد من الفساد وسوء الادارة وذلك كما يلي:
1- السيطرة على مقدرات الوطن من التهرب الضريبي الذي يتجاوز 500 مليون دولار سنويا
2- السيطرة على مقدرات الوطن من التهرب من دفع مستحقات البلديات وسرقة الماء والكهرباء التي تقدر بعشرات الملايين من الدولارات سنويا
3- السيطرة على مقدرات الوطن من الفساد والمفسدين والتي تستنزف عشرات الملايين من الدولارات سنويا
4- العودة الى حياة التقشف والحد من نفقات السيارات الفخمة والنثريات والسياحة والسفر واقامة ورشات العمل في الفنادق الضخمة
5- تشجيع سياسة الصمود والانغراس في الارض واصلاحها وتشجيرها وتعزير سياسة ومبادئ التعاون والتكافل الجماهيري كما كانت قبل اوسلو
6- استغلال الطاقات والامكانيات والقدرات الفلسطينية والاعتماد عليها وتطويرها وتشجيع مبادرات الابداع والانتماء الحقيقي للوطن للاستغناء التدريجي عن المنح والمساعدات الخارجية.وفي هذا المجال اود ان اذكر بعض الامثلة والتجارب الفردية التي قمت بتنفيذها :
أ- التطوع لاعداد خطة طارئة للنهوض ببلدية بيت عوا سبقها اعداد تقرير تشخيص
وفرت مبالغ طائلة على البلدية
ب- التطوع لاقامة اسبوع النزاهة والشفافية في مدرسة الصرة في دورا- الخليل وبدون طلب دعم من مؤسسات مانحة.وستعمم هذه التجربة على عدة مدارس قريبا بالتنسيق مع مديرية التربية
ت- التطوع لاعداد دراسة عن الاصلاح ومحاربة الفساد في فلسطين وتسليمها الى صناع القرار والمهتمين للافادة من نتائجها وتوصياتها
ث- التطوع لمساعدة بعض البلديات في تشكيل لجان احياء كما حدث مع بلدية دورا
ج- الاتفاق مع رئيس جامعة القدس المفتوحة في دورا للتطوع لعمل نشاطات توعوية لطلاب الجامعة قريبا
هذه بعض الافكار والمقترحات والمبادرات اعرضها للمهتمين وصناع القرار والغيورين على الوطن لمراجعتها ومناقشتها وتطويرها في سبيل الشروع بخطوات عملية على الارض تهدف الى تخليص الفلسطيني من الهيمنة والتبعية والابتزاز الاقتصادي ومكر الجهات المانحة.