الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

قطاع غزة وقلب الحقائق

نشر بتاريخ: 10/03/2017 ( آخر تحديث: 10/03/2017 الساعة: 12:09 )

الكاتب: د. جهاد الحرازين

تتواصل التصريحات الاعلامية الرنانة كل يوم عن قطاع غزة من قبل قيادات حكومة الامر الواقع التى اختطفت القطاع وجعلته رهينة لأهدافها وطموحاتها الشخصية واجنداتها التى لا علاقة لها بالوطن فسمعنا عن الحياة الرغيدة والهانئة والاستقرار والامن والامان والرخاء والازدهار والسعادة التى لا حدود لها والتطور العلمى والمعرفى والاوضاع الصحية الرائعة والبطالة التى تكاد تكون منعدمة والحقوق والحريات والقضاء على الفقر والادارة الرشيدة والحكومة الربانية وحالة التطور العمرانى والحدائق والمتنزهات والتعليم على اعلى المستويات والكهرباء التى لا تنقطع وموصولة على مدار الساعة وحرية التنقل وتوفر العلاج والمستشفيات لكل مريض والغاء الضرائب والقضاء على المخدرات والرشوة والفساد الاخلاقى فلا توجد جرائم قتل او سرقات او تعاطى واتجار بالمخدرات ولا حالات احتراق او انتحار فلم تفقد العائلات فلذات اكبادها ولا املاكها وبيوتها نتيجة مغامرات ولا تشعر بطعم الهزيمة هناك بل تعيش الانتصار تلو الانتصار فلا بيوت مدمرة لم يتم اعادة اعمارها كل ذلك موجود بقطاع غزة عندما تستمع الى احاديث القيادات التى تسيطر بقوة السلاح على قطاع غزة هذه الحقيقة التى تنقل الى وسائل الاعلام وتتفاخر بها الادارة الربانية والرشيدة بانها وصلت الى حالة التكامل فالمواطن يعيش فى المدينة الفاضلة فى قطاع غزة بما يتمتع به من حقوق وحريات وعدالة اجتماعية واستقرار ورخاء ومحبة ازالت الحواجز بين الكافة وصنعت مجدا ليس لاحد صناعته من قبل.
ولكنك عندما تدقق فى الحقيقة وتذهب للواقع ستجد نفسك بانك كنت تعيش فى حلم كبير من الاوهام التى صدرت للاعلام من قبل من يعيشون فى قصور عاجية لا علاقة لهم بمواطن مكلوم او مغلوب على امره فالحال هناك كارثى لان الحياة اصبحت لا تطاق هناك فلا كهرباء او مياه صالحة للشرب ولا بناء ولا حريات ولا حقوق بطالة فاقت كل التوقعات فقر مدقع ضرائب تفرض واموال تجمع دون حسيب او رقيب حصار جرائم قتل وسرقات انتشار للمخدرات فمنذ الانقلاب عام 2007 ارتفعت وتيرة جرائم القتل وزاد عدد متعاطى المخدرات بل اصبح تداولها طبيعيا ويخرج احد القادة ليقول بان عمليات تهريب المخدرات والاموال كانت فى زمن السلطة يبدو ان هناك شيئا غير طبيعى فالكل يعلم من الذى كان يهرب الاموال عبر معبر رفح وفى عهد من ارتفعت نسبة متعاطى المخدرات ومتى انتشرت المخدرات فى اوساط الشباب والمواطنين –عليهم العودة للاحصاءات_ الكل يعلم من سبب المأساة والمعاناة والظلم والاضطهاد الذى يعيشه ابناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة هل يتعظ حكام غزة ويواجهوا الحقيقة بأنفسهم وينهوا قصة الكذب والخداع والوهم ويصارحوا انفسهم قبل شعبهم بواقع الحال بعيدا عن الاتهامات الكاذبة والخادعة والتى لم ولن تعد تنطلى على احد ويتوقفوا عن تصدير الاتهامات وتحميل المسئولية للأخرين عن فشلهم.