الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

لماذا أسبوع مقاومة الأبارثهيد الإسرائيلي؟

نشر بتاريخ: 12/03/2017 ( آخر تحديث: 12/03/2017 الساعة: 10:24 )

الكاتب: حيدر عيد

للإجابة، وبشكل مباشر، لأن إسرائيل هي دولة تمارس جريمة الأبارثهيد والاستعمار الاستيطاني، وبالتالي يوجد واجب أخلاقي على شعوب العالم للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني كما فعلت مع الشعب الجنوب أفريقي. وأصبح هذا "الأسبوع،" منذ انطلاقته في كندا عام 2005 كاستجابة للنداء الذي أصدره المجتمع المدني الفلسطيني وطالب المجتمع الدولي بمقاطعة إسرائيل وعدم الإستثمار بها و فرض عقوبات عليها حتى تستجيب للقانون الدولي، من أبرز أشكال التضامن الأممي مع المضطَهَد الفلسطيني في مواجهة جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية تخطت بمراحل جرائم نظام الأبارثهيد البائد.
وتنطلق الفعاليات الأسبوع هذا العام في أكثر من 200مدينة حول العالم بأسلوب خلاق للتضامن مع مكونات الشعب الفلسطيني الثلاث حيث أن الفكرة الرئيسة لأسبوع مقاومة الأبارثهيد الإسرائيلي تكمن أساساً في التركيز على الطبيعة العنصرية لدولة اسرائيل في تعاملها مع الشعب الفلسطيني ككل واحد،والتعامل مع سؤال تم اهماله من قبل الحركة الوطنية الفلسطينية لفترة طويلة ألا وهو: هل ينطبق تعريف القانون الدولي للأبارتهيد على اسرائيل أم لا؟ فلقد شهدت الفترة الأخيرة تحولاً كبيراً في الخطاب الأممي المتضامن من التفسير الرسمي السائد للقانون الدولي،والذي يختزل الشعب الفلسطيني في سكان الضفة والقطاع،وهو تفسير يتبناه اليسارالصهيوني، الى خطاب التضامن الحقيقي المتنامي الآن الذي يرى في الطبيعة الصهيونية العنصرية أساس المشكلة. وبالتالي فان الطريقة التي تم استخدامها بنجاح واضح للتعامل مع نظام الأبارثهيد الجنوب أفريقي يجب اتباعها ضد نظام الفصل العنصري الصهيوني في فلسطين. وهذا ما يزعج نظام القمع العنصري الاسرائيلي متعدد الأوجه،ويعزز المبدأ الرئيس الذي يوجه أسبوع مقاومة الأبارثهيد.
ولا يختلف اثنان على أن مفهوم التفرقة العنصرية المُمأسس، الأبارثهيد،لا يختلف عن ذلك الذي تم تطبيقه في دولة جنوب أفريقيا العنصرية (1948-1994)، من خلال قوانين سُنت في الكنيست الاسرائيلي ضد فلسطيني ال48 و ال67, و من خلال عدم تنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بحق عودة اللاجئين الذن طردوا من بيوتهم و قراهم و مدنهم في عملية تطهير عرقي ممنهجةعام 48 و بعده.فليس من الغريب، في هذه الحالة، أن تشعر المؤسسة الصهيونية الحاكمة بالقلق الشديد من نمو حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني وتبلورها في شكل مشابه للحركة الدولية لمناهضة الأبارثهيد الجنوب أفريقي.
هذا و قد اتضح مدى القلق الاسرائيلي من فعاليات أسبوع مقاومة الأبارتهيد في الأعوام الأخيرة من القرارات التي اتخذتها الحكومة اليمينية المتطرفة بإرسال مبعوثين/ات للدول التي ستنطلق بها فعاليات هذا الأسبوع لمواجهتها في الجامعات و لتسويق صورة إسرائيل، من خلال حملة "هسبراة،" على أنها دولة "ديمقراطية، محبة للسلام،"وأنها دولة ثقافاتو أجناس متعددة, تتميز“بالمساواة،" و بالتالي فان وصف اسرائيل بالعنصرية خاطئ! ولا تتورع دولة الأبارثهيد أحياناً عن الاستعانة بخدمات "فلسطينيين" و "عرب" للدفاع عن وجها "الحضاري"! وهذا الضبط ما كان يفعله نظام الأبارتهيد العنصري في جنوب أفريقيا من خلال ضم لاعب أسود لفريقالرغبي الوطني في محاولة لغسيل جرائمه البشعةوتبييض وجهه العنصري!
كما قررت الحكومة الاسرائيلية تخصيص الملايين من الشواكل لدعم الحملة المناهضة للأسبوع،والدفع بالمئات من الطلاب والطالبات الإسرائيليين لتخصيص وقت للعمل على افشال الفعاليات. و من المعلوم للجميع أن وزارة الأمن العام و الشئون الاستراتيجية تشرف على الحملة المضادة، بعد نقل ملف محاربة حملة المقاطعة المتنامية بشكل مضطرد إليها من وزارة الخارجية التي فشلت فشلاً ذريعاَ في حملات البروباجندا المسعورة، في الحد من النجاحات المتلاحقة لحملة المقاطعة و عدم الاستثمار و فرض عقوبات على إسرائيل (بي دي أس.)
ولابد في هذا السياق منالإشارة للدور الذي تقوم به المخيمات الفلسطينية في الداخل والشتات في الدعوة والمشاركة المباشرة في فعاليات "الأسبوع،" ففي قطاع غزة هذا العام تقوم اللجان الشعبية للاجئين في مخيمات دبر البلح والبريج بعقد ندوات وعرض أفلام عن حركة المقاطعة ونجاحاتها. كما سيتم عقد ندوات،وعروض وحفلات في كل فلسطين والشتات للتعريف بالحركة وإنجازاتها الأخيرةوالمتلاحقة، من مقاطعة أكاديمية نجحت في كسر التابوهات الأمريكية، الى المقاطعة الاقتصادية القادمة من أوروبا وجنوب أفريقيا،والمقاطعة الفنية،و استجابةالعديد من المغنين والمغنيات والشخصيات الثقافيةوالعلمية المرموقة لنداء المقاطعة الفلسطيني.
إن الهدف المرجو من قبل منظمي أسبوع مقاومة الأبارثهيد هو أن تختفي المبررات التي تدعو لإقامه هكذا فعاليات، أي الوصول لمرحلة تتخطى الواقع الإضطهادي المفروض على الشعب الفلسطيني والحلول العنصرية التي يتم الترويج لها.