نشر بتاريخ: 16/03/2017 ( آخر تحديث: 16/03/2017 الساعة: 10:40 )
الكاتب: ماهر حسين
لست في موقع إعطاء الأخرين دروساً في الاخلاق، أو في موقع الدفاع عن حق منحه الله عزّ وجل للإنسان، أتحدث هنا عن الحرية، والتي تشمل حرية المعتقد وحرية التعبير وحرية الحركة وكذلك الإنتماء السياسي.
بل إني من دعاة تعزيز هذه الحريات بقوانين حاميةً لها وبسلوكيات ضامنة لحفظ وصون الحريات لدى كل سلطة وموقع ونظام .
بل أرى من الضرورة ان تكون الحرية والحريات جزء من مناهجنـــا التعليمية وجزء من تربيتنا الوطنية فالحرية حق والأحرار هم صناع الحضارات وبناة الدول ورجال الثورات.
إني ببساطة أريد الدعوة للتوازن في التعاطي مع الحقوق والواجبات، حيث أنّ فلسطين ليست قضيةً للتسويق الحزبي والسياسي ويجب أن نُبقى فلسطين خارج كل المهاترات أكانت حزبية أم سياسية.
أنا مع حرية سياسية سقفهــــــــا السمـــاء ومع الحريات العامة بلا تردد ولكن وبكل صدق أنحاز لضرورة وجود وعيٍ وفهمٍ وتطبيقٍ للواجبات المصاحبة لممارسة كل اشكال وأنواع الحريات.
ومع ذلك
لا حرية في خيانة فلسطين .
ولا حرية في خيانة الامة العربية والتبعية لهذا وذاك تحت أي مسمىًّ كمثل منطق (الولي الفقيه) مثلا".
ولا حريات في أيّ تبعية للخارج بغيةَ تحقيق الأهداف المرتبطة بمصالح تلك الدول والمنظمات.
ولا حرية في التخريب والبلطجة والإعتداء على الممتلكات .
وطبعا" لا حرية في التخوين والشتم وقلة الأدب فهذا يتناقض مع حق الإختلاف ومع الإجتهاد .
وكذلك ..
لا حقوق ولا واجبات وطنية أو وظيفية تُبيح الإعتداء على المواطن الفلسطيني لأي سبب ولا يمكن لنا القبول بمبدأ الإشتباك بين الفلسطيني والفلسطيني الواقعين تحت نير الإحتلال .
الحرية كما هي حق هي أيضاً مسؤوليةٌ إجتماعية وفردية وأخلاقية والتزام وطنيّ. إذا كان البعض يعتقد أنّ الحرية العامة في فلسطين يمكن أن تكون نقطة ضعف للنظام السياسي فهو محض واهمٍ .
والحرية ليست وسيلةً للتخوين والشتم والتخريب وكما قلت هي ليست نقطة ضعف للنظام السياسي الفلسطيني وشعبنا سيقف حتما" في مواجهة هذه الممارسات البعيدة عن أصول الإنتماء، والغريبة عن شعبنــــــــــــا وعن تقاليد العمل السياسي التنظيمي .
شعبنا ومعه حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) لن يسمح بالتخريب والتخوين والشتم لان الانزلاق في هذا الأتون قد يصبح عادةً مكتسبة لا تُحمد عقباها. أنّما في المقابل لا يقتضي التعامل بعنف مع هذه الظواهر المعزولة والنابعة من فراغ سياسي وبُعد عن الممارسة النضالية لدى بعض المنظمات والأحزاب الفلسطينية نتيجة غياب القيادات المؤثرة ولعدم وجود وعي حزبي ووطني وثقافي لدى الأعضاء.
كل ذلك يأتي في ظل إحباط سياسي عام وتراجع في الطموح الوطني والشخصي وفي ظل تداخل مفاهيم الفراغ الشخصي والوطني مع الحرية والثورة .
حيث لا نملك الحرية الكاملة كشعب تحت الإحتلال ولا نمارس الثورة لأننا نتجه من السلطة للدولة وليس من السلطة للثورة .
أكرر بأن كل التداخل بين حقنا بالحريات يأتي بظل غياب عام للوعي الوطني وفي ظل تراجع المؤسسات الوطنية الجامعة للكل الفلسطيني والعازلة للغوغاء أصحاب الأجندات الخارجية.
وتمر بشكل خاص الجبهة الشعبية بمأزق كبير في قدرتها على التعبير عن معارضتها حيث يظن بعض الرفاق والرفيقات بأن المعارضة هي شتائم وحتما" هذا لا علاقة له بما تعلمناه جميعا" من حكيم الثورة جورج حبش الذي جعل المعارضة الفلسطينية في مقدمة النماذج الوطنية للمعارضة ،وطبعا" هناك من يريد أن يستغل أي فرصة للتخريب مستفيدا" من تقديس شعبنا للحريات ولحق التعبير وأتحدث هنا عن أيقونة (التخريب) الإنقسامي و(التدمير) لكل الهياكل والمؤسسات في غزة وللبنى التحتية كذلك وطبعا"هنا أتحدث عن مبتكري (التكفير) للآخر وأعني بلا تردد حركة حمـــاس التي سارعت قيادتهـــا للدعوة للتخريب والتحريض في الضفة الفلسطينية .
ما تفعله حماس والشعبية ومعهما للأسف الجهاد الإسلامي كنموذج للإستغلال السياسي للحرية هو تغطية لموقف حماس المتناقض بين الشعارات والسياسات وهو تغطية لتبعية الجهاد الإسلامي لطهران بشكل خطير ومؤلم وكذلك هو تغطية لتخبط الجبهة الشعبية التي باتت نموذج المعارضة الكلامية الفاحشة .
كل المحاولات السياسية الحزبية الضيقة لهذه التغطية والتورية هنا و(التقيّة هناك) تأتي على حساب الوطن ومؤسسات الوطن وتقدم المشروع السياسي وهي محاولات فاشلة لن تمر على شعبنا .
ليكن واضحا" ...
أنا مع حرية التعبير والتظاهر وضد قمع أي مظاهرة سلمية ولكني أتمسك بضرورة ضبط هذه المناسبات بإطار الإحترام الواجب فلا يجوز (السب) و(الشتم) و(التخوين) والتخريب ولا يجوز الإعتداء اللفظي أو الفعلي على رجال الأمن مع ضرورة حفظ رجال الأمن لكرامة المتظاهرين المعبرين عن موقفهم ، فليكن هذا الإحترام نابعٌ اخلاقياً من الشخص إذا كان صاحب رأي سياسي أو موقع أو بموجب القانون الذي يجب أن يحارب هذه الظواهر السلبية المرتبطة باعتقاد حق البعض بممارسة حرية التعبير.
للعلم أنّ منظر الإعتداء على متظاهر يستفزني اكثر من منظر شتم الشرطي لأنني مؤمنٌ بأنّ الشرطي الوطني الفلسطيني قادر على التعامل مع الشتائم بالاحتكام الى أخلاقه وتربيته المجتمعية، ولكن ومع تقديري للمتظاهرين وإيماني بالحرية هناك دوما" حدود...
حدود للصبر اذا ما أصبح التطاول سيّد الموقف وأصبح الشتام محور أي تحرك.
كما ارى ..
على حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أن تدافع عن المشروع الوطني الفلسطينيى وأن تنحاز للحرية مع ضبطها بما لا يمسّ الوطن .
هناك ما يريب وعلينا الحذر ويجب أن نعي بأن التطورات السياسية والحراكي السياسي بين قياداتنا والقيادة الجديدة في الولايات المتحدة الأمريكية لا تروق للبعض في الداخل والخارج .
لهذا نقول بأنه يجب أن تبقى ..... فلسطين اكبر من المهاترات .