نشر بتاريخ: 17/03/2017 ( آخر تحديث: 17/03/2017 الساعة: 10:20 )
الكاتب: محمد مقداد
ما تمر به القضية الفلسطينية من تجاذبات وتناقضات بحاجة إلى وقفة جادة من الكل الفلسطيني، وذلك لمعرفة ما وصلت إليه من تراجع على المستوى الوطني والإقليمي والدولي.
من هنا يستوجب علينا معرفة ما هي الأسباب التي أثرت على القضية الفلسطينية وجعلتها تهوى للحضيض، فهناك عدة أسباب أدت لهذا التراجع غير المسبوق، ونذكر منها فشل اتفاقية أوسلو للسلام، وعدم اعتراف القيادة الفلسطينية بهذا الفشل، فلقد مر على توقيع اتفاقية السلام ربع قرن من الزمن دون أي تقدم أو تحقيق حلم الدولة، فيجب أن نعي جيداً أن لكل شيء نهاية، والنهاية إما أن تكون النجاح أو الفشل، أو الجنة أو النار هكذا الحياة. فعند الاعتراف بفشل اتفاقية أوسلو سيتم وضع الحلول والخيارات لعلاج هذا الفشل ووضع البدائل ونحمل المحتل هذا التنصل من الاتفاقية، أما أن نستمر بهذا النهج غير المقبول فهو مضيعة للوقت وهدر للطاقات.
كذلك من أسباب هذا التراجع للقضية الفلسطينية عدم تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني وضخ دماء جديدة، لكي ينبت فكر جديد وخيارات أكثر فعالية مع احترامنا وتقديرنا لقيادتنا، فقد تآكلت منظمة التحرير ونخر جسدها بدون أن يتم ترميم هذا الخلل وإصلاح ما شابها من أخطاء وعلينا كذلك تدعيم ما بها من نقاط قوة إذا وجد حتى نكون منصفين.
من أسباب هذا التراجع للقضية الفلسطينية، عدم الاتفاق على برنامج وطني شامل بين جميع أطياف المجتمع الفلسطيني بكل أحزابه وخبرائه ومستقليه، لأن كل حزب بما لديهم فرحون، لا يوجد فصيل فلسطيني يعترف بأن عنده أخطاء والكل يعتبر نفسه آية قرآنية يجب عدم المسام بها، فمنهم من يتخذ المفاوضات السلمية حلاً لا يريد أن يعدل على أسلوبه أو يضيف عليها أساليب أخرى، ومنهم من يتخذ أسلوب المقاومة العسكرية أسلوباً وحيداً، ولا ينظر إلى تداعيات هذا الأسلوب وما نتج عنه من خسائر كبيرة، ومن أحزابنا من يقف موقف المتفرج بالبلدي ليس له أي لزوم، ومنهم من هو تابع لفصيل آخر يحركه يميناً وشمالاً. نضيف أيضاً ما حصل بنا من انقسام فلسطيني فلسطيني، أدى إلى تراجع القضية الفلسطينية، ووصولنا لأسوأ مرحلة مرت بنا على المستوى الوطني والدولي.
لقد نتج عن هذا التراجع المقيت أن أصبح الكيان الإسرائيلي ينفذ جميع مخططاته، سواء بالمزيد من الاستيطان والتهويد والجدار العازل وإخضاعنا أكثر وأكثر. فقطاع غزة خضع لثلاث حروب مدمرة بدون أن يحرك أحد ساكناً، كذلك الضفة تستباح ليلاً ونهاراً من المحتل، كذلك أصبح واقعنا الإقليمي لا يحترمنا وكل دولة تنفذ وتفرض أجندتها الخاصة بسبب الانقسام والتفتت الفلسطيني الفلسطيني، فمن يملك المال يملك القرار، فتم تقسيم المقسم وأصبحنا أضحوكة بين الأمم، لذلك يجب أن تكون هناك وقفة جادة من الجميع، ولا نستثني أحداً من المسؤولية عن هذا التراجع للقضية الفلسطينية، ووضع العلاج الفوري لهذا الخلل الكبير وغير المبرر ويندرج ذلك من خلال:
أولاً: سحب الاعتراف باتفاقية اوسلو للسلام، وتحميل الكيان الإسرائيلي مسؤولية هذا الفشل للاتفاقية لأن الاستمرار باتفاقية اوسلو لغاية اللحظة هو استسلام، ويجب أن يتم ذلك تحت غطاء اقليمي ودولي، ومبررات القيادة الفلسطينية موجودة بعدم وجود شريك جاد للسلام، والتهديد بحل السلطة لو المجتمع الدولي لم يضع حلولاً سريعة منصفة.
ثانياً: تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني، وضخ دماء جديدة، وإشراك الكل الفلسطيني، لأنها مظلة الشعب الفلسطيني.
ثالثاً: إنهاء الانقسام الفلسطيني، ومعالجة كل ما ترتب على هذا الانقسام.
رابعاً: الاتفاق على برنامج وطني يشمل الكل الفلسطيني، من خلال الاتفاق على أسلوب موحد لمقاومة المحتل حتى نستعيد كافة حقوقنا المسلوبة، وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.