نشر بتاريخ: 17/03/2017 ( آخر تحديث: 17/03/2017 الساعة: 21:43 )
الكاتب: عوني المشني
ريما خلف الأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "الاسكوا" ، وبعد ان اصدر الأمين العام للأمم المتحدة قراره بسحب تقرير الأسكوا والذي يؤكد وبالشواهد على ان أسرائيل نظام فصل عنصري " أبارتهايد " فقد أعلنت ريما خلف استقالتها من منصبها هذا احتجاجا ورفضا لموقف الأمين العام ، واكدت في مؤتمرها الصحفي في بيروت تمسكها بالتقرير على اعتبار ان قرار سحب التقرير كان نتاج ضغط من دولة او دولتين على السكرتير العام للأمم المتحدة وليس نتاج اخطاء في التقرير . ما الجديد هنا ؟؟؟
التقرير ليس بأمر غير عادي فالشواهد على عنصرية النظام الاسرائيلي أكبر من ان يغفلها اي تقرير وهذه العنصرية يجري الان شرعيتها عبر قوانين البرلمان الاسرائيلي كما ويجري التسارع في ممارساتها وبشكل ممنهج . الضغوط على السكرتير العام أمرا متوقع ، لامريكيا كقوة بلطجة تُمارس دوما مثل تلك الضغوط خدمة لإسرائيل . خضوع السكرتير العام لهذه الضغوط أمرا متوقعا أيضا ، فالسكرتير العام لا حول ولا قوة له امام غطرسة امريكيا وهيمنتها وقوة تأثيرها الدولي كل ذلك ليس بجديد ولا هو بالأمر المفاجئ ما الجديد إذن ؟؟؟ الجديد ان امرأة أردنية حرة وملتزمة اتجاه القضايا الانسانية ومؤمنة بقناعاتها قد رفضت الانصياع للضغوط واعلنت على الملأ رفضها لمنطق الغطرسة والهيمنة الامريكية ، هذا ما فعلته ريما خلف باستقالتها ، وهذا ما عبرت عنه ، وهذا ما شكل موقفا يعتز به كل انسان حر مؤمن بالقيم الانسانية.
الجديد ان ويما خلف قد أعلنت وعلى الملأ امريكيا لن تفرض موقفها الا على من يستسلم لها ، هناك موقف اخر غير الاستسلام وهو موقف ريما خلف ، قد لا تستطيع ان تغير الموقف الامريكي لكن بالتأكيد تستطيع ان ترفضه وهذا ما فعلته ريما خلف الجديد ان ريما خلف قالت وبالفم الملآن لا للموقف الامريكي وهذا حديد بالنسبة للواقع العربي ، وهذا موقف يستحق اكثر من الاحترام واكثر من الاشادة.
هذا الموقف يستحق ان يكون قدوة يقتدي بها الكثير الكثير من العرب وبالتحديد النخب السياسية الجديد ان موقف ريما خلف بالإستقاله قد عزز قوة التقرير رغم سحبه بضغوط أمريكية، التقرير اصبح موقف ، اصبح رؤيا ، اصبح إرادة مواجهة ، وهذا ربما يعطيه قوة تأثير اكبر بكثير مما كان سيحصل لو مرت الأمور بسلاسة الجديد ان نظام الابارتهايد الاسرائيلي اصبح مرئيا للعالم اجمع حتى من قبل من ضغط لسحب التقرير ، لم يناقش الأمريكيين مصداقية التقرير إنما ضغطو بقوة تأثيرهم لسحبه هذا يعني تاكيد مضمونه رغم سحبه لا اقل من التحية لامرأة عربية بامتياز أردنية بامتياز انسانة بامتياز اسمها ريما خلف ، امرأة معجونة بالايمان بقضية الانسان ومستعدة للتضحية من اجلها ، امرأة ولا كل الرجال ، مارست قناعتها وكرسته بمسلكها ريما خلف وسام فخر على صدر الأمة ، لك اكثر من التحية ، اكثر من التقدير ، لك سيدتي الاعتزاز بأصالة الموقف وصلابته.