نشر بتاريخ: 19/03/2017 ( آخر تحديث: 19/03/2017 الساعة: 10:31 )
الكاتب: حيدر عيد
رداً على أكثر من استفسار عن موقفي مما يحصل في جامعة الأقصى، كنت قد أبديت رأيي في مقالتين منذ بداية الأزمة قبل أعوام. لازلت على قناعة تامة بأن تسييس التعليم وإقحام الأيديولوجيا الفصائلية بطريقة فجة في تسيير أمور أي جامعة،وليس الأقصى فقط، ما هو الا روشتة للدمار الذاتي.
وهل يختلف اثنان على ان الازمة سياسية/فصائلية بامتياز؟ إصرارٌ عجيبٌ على تدمير هذه المؤسسة الأكاديمية بمشاركة أكاديميين قرروا أنها معركة دينية-أيديولوجية. و مع موت المثقف الفلسطيني الذي كان يمتلك القدرة المعنوية للتعامل مع معارك يتطلبها بناء و تشكيل العقل الفلسطيني، أصبحت الجامعة، كباقي الجامعات الفلسطينية، معمل لتفريخ و توظيف شهادات بلا مضمون نوعي متميز، و ذلك كانعكاس لأزمة أخلاقية طاحنة يعيشها سكان الضفة الغربية و قطاع غزة، نتاج تراكمات سلبية في إطار عملية أسلوة, متبوعة بأسلمة, للعقل الفلسطيني!
فهنيئاً للجامعة سحب الاعتراف بها!
هنيئاً للإدارات السابقة توظيفها أكاديميين يحملون اللقب بلا أي مضمون بحثي او علمي!
هنيئاً للإدارة الحالية توظيفها لأكاديميين واداريين بناء على ميولهم الحزبية!
هنيئاً للأجهزة الأمنية السابقة والحاليّة تدخلها في الشئون الداخلية للجامعة!
هنيئاً لحركة حماس إصرارها على تغليب المصلحة الحزبية وإصرارها على " حسم الأمور" في الجامعة!
هنيئاً لفصائل العمل الوطني والإسلامي تخليها عن المؤسسة وعدم قدرتها على الضغط على من تسبب في الكارثة!
هنيئاً للطلاب عجزهم ووقوفهم موقف المتفرج لما يحصل لهم بلا أي حراك وكان الجامعة تابعة لطلاب من كوكب آخر!
هنيئاً لأهالي الطلاب اللذين لم يقصروا في الشكوى اللفظية!
هنيئاً للأكاديميين الذين انقسموا على أنفسهم وتشمتوا في بعضهم البعض وتلفحوا بعباءاتهم الحزبية!
وأخيراً....
هنيئاً لفلسطين ما نفعله بها!