نشر بتاريخ: 23/03/2017 ( آخر تحديث: 23/03/2017 الساعة: 10:13 )
الكاتب: ابراهيم فوزي عودة
اذا كان التعليم في هذه الايام يعاني من المرض. فالتوجيهية مرض تعليمي و اجتماعي و نفسي و بدل التفكير في الغاء التوجيهية لما يسببه من معاناة للطلاب و الاهل . بدأ التفكير في تغيير نظام الثانوية العامة (المقترح الجديد ) والذي لا يختلف كثيرا عن سابقه بسبب عدم الدراسة الكافية له حيث كان يجب تشكيل لجان متخصصة لدراسة النظام الجديد و معرفة مدى نجاعته مما يسهل على الطالب و الاهل تجاوز هذه المرحلة .
نحن مع التغيير و لكن اي نوع من التغيير و ما هي النتائج المتوقعة من التغيير؟اين الحوار من التغيير؟
واعتقد انه بالامكان ايجاد بديل افضل و حقيقي , لابد من طرح الافكار و تبادلها و عمل مؤتمرات و تقديم الدراسات العلمية لمقترحات الخروج من هذا النوع من التعليم الذي يجمع في ذاكرة الطالب المعلومات للامتحان و من ثم رميها لانها لا تمثل اي خبرة للواقع . و كل طلاب التوجيهي عندما يذهبون للجامعة يذكروا هذا الفراغ و عدم التواصل بين ما درس في المدرسة و بين الجامعة على الرغم من ان الجامعات ايضا لديها مشاكلها التعليمية حيث يتخرج الطالب و الفراغ بين ما تعلمه وبين واقع عمله عندما ياخذ الوظيفة .
فاذا كان النظام السابق و النظام الجديد لم يخرجنا من قوقعة الحفظ و التفريغ عند الامتحان فاين الابداع في النظامين و بالتالي مازلنا نحتاج الى بديل حقيقي يلغي النظام السابق كاملا ويحلل النظام المقترح الجديد اذا كان تغير شكلي و بقاء المضمون و مهما يكون من حال فهو تعديل على الموجود و هذا ما لا نريده . نريد الغاء نظام التوجيهية بكل مشاكله التعليمية و النفسية و الاجتماعية على الطلاب و الاهل , لاننا بهذا النظام نزيد انهماك الطلبة في تخزين المعلومات التي تقلل من تدخل الطلبة في تغير اوضاعهم من خلال ابداعاتهم . نريد طلاب مبدعين من خلال توفير انظمة تعليمية تركز على السلوكيات و المهارات و تعزز مشاركة الطالب في بناء و تطوير مجتمعه و وطنه . طبعا عدا عن المشاكل الاجتماعية و الاقتصادية التي يسببها التوجيهي . فحفل يوم تخريج المدرسة بالفساتين و البدلة المكلفة و حفل في نفس يوم تخريج المدرسة و خاصة المدارس الخاصة و هي مكلفة للاهل و بعد الاعلان عن النتائج الرسمية تقام الحفلات في القاعات المكلفة للاهل , و الاقارب , و الاصدقاء . لو توفرت كل هذه للاقساط الجامعية . و هذا لا يعني ان لا نفرح بالنجاح , انما في داخل نطاق الاسرة , و الاقارب المقربين و في البيت و ليست في القاعات التي هي من يستفيد من هذه المناسبات . و الاغرب من كل ذلك عندما يحصل الطلاب على معدل عالي فوق 95 ويكونوا موعودين بمنحه و لولاها لن يستطيع الاب الانفاق على مصاريف ابنه الجامعية , لذلك اجتهد الابن و سعى جاهدا و حصل على المعدل . و عليه ان يركض وكان المنحة لمن له وساطة في الحكومة وابناءهم الاقل معدلا . وابناء طبقة العمال والفلاحين هم الاكثر اجتهادا عليهم ان يناضلوا لاخذ حق المنحة الدراسية .
ان نظام التوجيهي يحتاج الى ثورة وجراءة في نسف ما هو موجود بكل مشاكل المذكورة واستبداله بما يتناسب مع مصلحة وراحة الطالب واهله ومجتمعه من اجل خدمة وطنه خدمة حقيقية تحفظ كرامة وعزة المواطن المتعلم المثقف في مجتمع يصبح التعليم فيه قيمة حضارية انسانية .