نشر بتاريخ: 03/04/2017 ( آخر تحديث: 03/04/2017 الساعة: 10:21 )
الكاتب: عوني المشني
اذا ما صح ما نشرته الميادين على اعتبار انه وثيقة حماس فان للسؤال مشروعية : ما هو الاكثر وطنية وثورية من تلك الوثيقة ؟؟؟ ما هو الأكثر توازن والأكثر واقعية من تلك الوثيقة ؟؟؟ ما هو الأكثر عمقا والأكثر وضوحا من تلك الوثيقةً؟؟؟؟ وثيقة حماس وَمِمَّا هو منشور تعبر عن : تطور سياسي نوعي يضع حماس في مقدمة القوى السياسية الفلسطينية التي تقدم استنتاجات سياسية في غاية من التطور والرقي ، هذا من ناحية ، ومن الناحية الاخرى فان حماس في وثيقتها توازن بموضوعية بين الممكن والضروري ، بين الاستراتيجية والتكتيك ، بين الثابت والمتغير . ليس هذا فحسب بل ان حماس تنتقل نقلة نوعية من موقع التنظيم الأيدلوجي الى التنظيم السياسي هذه النقلة ستعطي حماس إمكانية أوسع للمناورة وقدرة اكبر في التأثير .
يضاف الى ذالك ان حماس بوثيقتها هذه تنتقل بذكاء مُلفت من موقع التنظيم الفرع من فروع الاخوان الى التنظيم المستقل ، ليس من حيث البنية بل من حيث منهج التفكير ، أستراتيجية العمل ، الاليات . في النهاية فان حماس تنضم وبقوة للنادي الفلسطيني ، الوثيقة تضئ جوانب معتمة في مستقبل حماس فيرى اللون الفلسطيني واضحا وجليا في الأفق . حماس بهذه الوثيقة تمثل انطلاقة سياسية جديدة ولكن ولكن وتحت ولكن هذه خط احمر . هل ترتقي حماس بممارساتها الى مستوى الوثيقة ام ان انفصاما مرضيا سينشأ ما بين حماس الممارسة وحماس الوثيقة؟؟؟ هل تستطيع حماس ان تحافظ على الثبات الاستراتيجي في ظل وثيقة تعطي مجالا واسعا للمناورة ؟؟؟؟؟
اذا ما ارتقت حماس بممارساتها الى مستوى الوثيقة ، وقد حافظت على ثبات استراتيجي واستخدمت المناورة في دائرة مدروسة بدقة لا تسمح بانزلاق حماس لمستنقع الحلول المشبوهة ، اذا ما حافظت حماس على التوازن الدقيق ما بين الثابت والمتغير ، فان حماس ستفتح صفحة جديدة في تاريخها وتاريخ الشعب الفلسطيني ، صفحة ستكون حماس عنوانها ومضمونها . ان وثيقة حماس هذه تمثل نضوج سياسي وتنظيمي واضح وهي ليست فقط وثيقة سياسية ناظمة وإنما هي درجة تطور نوعي ، ان التحدي يكمن في المقدرة على تطوير ممارسة سياسية وتنظيمية بمستوى الوثيقة ، ان جملة من الإجراءات مطلوب اتخاذها وجملة اخرى من الممارسات السابقة مطلوب إنهاؤها ، واكثر من ذلك مطلوب نحت وعي تنظيمي وسياسي جديد في القواعد التنظيمية وربما هذا هو التحدي الأكبر .
ان نقطة البدء في التغيير بما يتلائم مع الوثيقة يكمن ايجاد رؤيا جديدة في التعاطي مع واقع الحكم في غزة ، هذا هو المعيار الذي سيتطلع اليه الجمهور في التعاطي مع الوثيقة الجديدة والقيادة الجديدة ، وبدون ان تعيد حماس قراءتها لواقع غزة وتصوغ رؤيا مختلفة نوعيا للتعاطي معها سنبقى الوثيقة حبرا على ورق لا اكثر . مسألة اخرى لها علاقة بارتقاء اليات عمل لمستوى الوثيقة وهي إيجاد معادلة تحكم اعادة تركيب وبنية الحركة بما يتلائم مع مفهوم التحرر الوطني . المعنى هنا ان لا يستمر البعد الأيدلوجي كضابط للعلاقات الداخلية والخارجية للحركة ، هذا صعب كثيرا ، ولكن متغيرات تدريجية وهادئة لا بد منها وصولا للهدف المتمثل بإعادة حركة حماس على هذا الأساس . لا اخطر على حماس من استخدام الوثيقة كدليل براءة لا اكثر من التهم التي تلقى في وجهها والإبقاء على الوضع كما كان ، هنا تكون حماس قد سرعت في مسيرتها الى النهاية ، تكون حماس قد حققت مكاسب سياسية انية وتخسر ببعدها الاستراتيجي والاهم تخسر ثقة الجمهور . اذا ما اعتقدت حماس انها بهذه الوثيقة تستطيع الولوج للساحة الدولية والتقدم في المنافسة على القبول بها دوليا وكممثل للشعب الفلسطيني فهذا هو الخطأ الخطيئة ، ان استحقاقات مثل هذا الموقف اكثر واكبر من وثيقة ، ولا تستطيع حماس دفعه على اقل تقدير على المدى المنظور ، ان تجريد حماس من سلاحها هو اقل ما يطلب وهذا اكثر مما تحتمله حماس . الوثيقة مثلما هي مكسب لحماس فهي محطة مهمة وأساسية وريما اهم اختبار لحماس بعد دخولها معترك الحياة السياسية والحكم في غزة . الوثيقة هي طوق نجاة للصادق ووهم سراب لمن يعتقد انها فرصة كسب . ومن يعش يرى