نشر بتاريخ: 03/04/2017 ( آخر تحديث: 03/04/2017 الساعة: 14:56 )
الكاتب: د.مصطفى البرغوثي
كتبت في الرابع عشر من آب الماضي مقالا دعوت فيه الى إجراء الإنتخابات البلدية في القدس كسائر مدن الضفة الغربية، تأكيدا لمطلبنا بأن تكون القدس عاصمة لدولة فلسطين، وكوسيلة مقاومة شعبية فاعلة ضد الاحتلال.
وجرى تجاهل ذلك الاقتراح أثناء الاعداد لاجراء الانتخابات المحلية إلى أن قرر بعض المسؤولين أن من الأنسب لهم تأجيل إجراء الإنتخابات المحلية التي كانت مقررة في التاسع من تشرين الأول.
فاستخدموا عدم إجراء الإنتخابات في القدس الى جانب قضية المحاكم في قطاع غزة كذريعة لتعطيل أو تأجيل إجراء الإنتخابات.
وذلك ما تم فرضه بقرار قضائي مؤسف من المحاكم الفلسطينية.
الآن أعيد فتح ملف الإنتخابات المحلية التي من المقرر أن تجري في الثالث عشر من أيار أي بتأخير نصف عام من موعدها، ولكنها للأسف ستكون إنتخابات بدون مشاركة قطاع غزة وحركة حماس والجبهة الشعبية التي قررت هذه المرة مقاطعتها.
السؤال الآن، لماذا لا تشمل الإنتخابات التي ستجري في الضفة الغربية مدينة القدس...... خاصة أن الإنتخابات الديمقراطية يمكن أن تكون وسيلة لفرض حقائق فلسطينية مضادة للحقائق الإسرائيلية على الأرض، وجعل هذه الأنتخابات وسيلة كفاح ومقاومة في وجه الإستيطان والتهويد.
وحيث أن الاحتلال سيحاول جاهدا منع إجراء الإنتخابات في القدس فمن الممكن التوافق على قائمة موحدة تضم كافة القوى والإتجاهات وبحضور مؤثر للشخصيات الوطنية الديمقراطية، وتنتخب بالتوافق أو بأصوات كل من يستطيع المشاركة.
وبذلك سيكون لأهل القدس العربية مجلس بلدي أو مجلس أمانة خاص بهم يسحب البساط من تحت أرجل المجلس البلدي الأسرائيلي الذي يدعي تمثيل الفلسطينيين من سكانها رغم أنهم يقاطعوا انتخابه.
وسيمثل انتخاب مجلس بلدي فلسطيني للقدس نجاحا كفاحيا، واختراقا لعملية التهويد والضم، يؤكد وحدة أراضي الدولة الفلسطينية المنشودة مع عاصمتها.
لا داعي لأن نذكر كيف استخدمنا الإنتخابات الرئاسية التشريعية عام 2005 وعام 2006 كوسيلة مقاومة شعبية لفرض مشاركة المقدسيين، ومع أننا تعرضنا للإعتقال المرة تلو الأخرى ، فإن مشاركة أهل القدس الفعلية فرضت رغم أنف إجراءات الأحتلال.
يواجه المقدسيون الاحتلال ببسالة منقطعة النظير ويدافعون عن حقوقهم بجرأة لا تنثني حتى للاعدامات الميدانية التي تمارس بحقهم وهم بأمس الحاجة لدفع قضية القدس الى مركز الاهتمام المحلي و الدولي.
ولا يمكن مواجهة الأمر الواقع الأسرائيلي الا بالأمر الواقع الفلسطيني، ومثلما كانت الإنتخابات البلدية في الضفة الغربية عام 1976 وسيلة مقاومة شعبية أحبطت مخططات الاحتلال، يمكن لانتخابات بلدية في القدس أن تكون وسيلة مقاومة وأن تعطي كذلك رونقا لإنتخابات جرى تبهيتها كثيرا بالتأجيل المتكرر وبعدم شموليتها.
تستطيع السلطة الفلسطينية إتخاذ قرار بأن تشمل الإنتخابات مدينة القدس، وتستطيع لجنة الإنتخابات المركزية أن تعد لإجرائها كما فعلت في الإنتخابات الرئاسية والتشريعية.
نأمل أن يحدث ذلك، وأن لا يستمر استثناء القدس وأهلها من حقهم في المشاركة في الإنتخابات المحلية.