الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بغداد وليبيا ونهر البارد واليرموك وعين الحلوة .. هكذا تندثر المخيمات

نشر بتاريخ: 11/04/2017 ( آخر تحديث: 11/04/2017 الساعة: 11:32 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

من بعيد يمكن رؤية الصورة بشكل أوضح ، ومن قريب يمكن رؤية الصورة بشكل مؤلم . ومن يريد أن يلحق بنظرية المؤامرة فلا ملامة عليه ، ومن يريد أن يجرد الملفات ويتعامل معها بواقعية ودون جزع فلا ملامة أيضا . لان النتيجة واحدة .
بعد تغلغل الدواعش في مخيم اليرموك قرب دمشق ، هجر نحو مليون من ساكنيه وجرى تدمير معظم أحياء المخيم أمام الكاميرات وعلى البث المباشر ، وما تبقى من أحياء في اليرموك يسيطر عليها تنظيم داعش وهي قيد القصف حتى اشعار اخر . اما مقابر الشهداء فجرى نبشها . ليطوى ملف اكبر مخيم لاجئيين فلسطينيين في العالم .
وفي معظم مخيمات لبنان المحيطة ببيروت مثل برج البراجنة وغيره ، يقطن اللبنانيون في هذه المخيمات  ولم يتبق فيها سوى أقليه فلسطينية فقط ، وقبل ذلك وبالاتفاق مع القوى والفصائل جرّ الجيش اللبناني جحافله وهجم على مخيم نهر البارد ومسحته عن وجه الارض بحثا عن الارهابي شاكر العبسي ، وكانت النتيجة وامام الكاميرات وتصفيق الجمهور الفلسطيني والقوى الوطنية والاسلامية ، تدمير المخيم بالكامل .
ومن قبل جرى انهاء ومسح تجمعات اللاجئين الفلسطينين في العراق ، من حي الجامعات وغيره ، حتى أنني التقيت باللاجئين الفلسطينين قد هربوا الى البرازيل . فالبرازيل كانت ارحم عليهم من بعض الدول العربية .
في برلين وبراغ ولندن وباريس وحتى صوفيا وبوخارست وغيرها من العواصم الغربية تجد اللاجئين الفلسطينيين الذين هربوا من جحيم الدول العربية ومنع السفر ومنع العمل الى صقيع الغربة .
ومن تبقى من اللاجئين قفز في قوارب اللجوء الى ايطاليا ، وغرق من غرق وطفى من لطف الله به ،  حتى صرنا في الحال الذي نراه . 
ويشرف على كل هذا جنرالات أغبياء اصحاب اجندة ، وارهابيين أصحاب مهمات من عواصم معروفة ، وسماسرة تهجير من السوق السوداء ، وسياسيين من دون عقل .
بعد هروب معظم اللاجئين الفلسطينيين من ليبيا ( 70 الف لاجئ) والغالبية العظمى من لاجئي العراق ، وتهجير معظم لاجئي سوريا ، اشتعلت نيران الارهابين في داخل مخيم عين الحلوة أكبر مخيمات لبنان ، وصار اسم بلال بدر يتداول في نشرات الاخبار وكأنه تشي جيفارا . حتى ان بعض الفضائيات التابعة لدول عظمى قامت بتقديمه للجمهور وعمل تقارير عنه باعتباره معادلة دولية .
والاخطر ما يحدث في مخيمات الضفة والقدس ، حيث يحاول بعض العابثين ( دون ان يعرفوا حجم المؤامرة الدولية ) التورط في صراعات مع الامن الفلسطيني ، وفي حال استمر الامر فاننا سنجد أنفسنا في نفس سيناريو المخيمات التي تحدثنا عنها في الدول العربية . وقد استمعت الى عشرات العائلات الصديقة في مخيمات الضفة وهي تقول انها لم تعد ترغب في السكن في المخيمات بسبب هذه الاحداث وبسبب اطلاق النار والفلتان الامني ، ما يعني ان مخيمات الضفة ستقوم بتفريغ نفسها من الكقاءات الوطنية والاقتصادية والاكاديمية . علما انه ومن اصل مليون و300 الف لاجئ سكنوا مخيمات الضفة قبل اربعين عاما ، لم يبق منهم سوى 160 الف فقط يسكنون هذه المخيمات .

وفي حال لا تمسك دائرة اللاجئين في منظمة التحرير ( هي دائرة ضعيفة واهنة ومجردة من كل صلاحياتها المالية والادارية وتخلو من الكفاءات الثقيلة وكاريزما العمل الشعبي ) . اذا لا تمسك بمقود القيادة مرة اخرى ، فان السنوات قادمة ، ستكون وبكثافة محددة ، وزخم الاحداث الراهنة . كفيلة ان تنهي ملف المخيمات . بل وتنهي ملف حق العودة مرة والى الأبد . ولن يبقى سوى تجمعات رمزية للاجئين قرب بعض المدن وسيجري تسوية الامر معها في المستقبل بأية طريقة وبأي شكل .