نشر بتاريخ: 12/04/2017 ( آخر تحديث: 12/04/2017 الساعة: 12:10 )
الكاتب: تمارا حداد
من يتابع المشهد حول موضوع الانتخابات المحلية ويرى القوائم والتي تحمل الطابع العشائري وليس الفصائلي يعلم ان العوائل تتنافس بشكل حامي الوطيس وقد تودي الى شن معارك بين العائلات ، ويرى ايضا تشتت افراد العائلة الواحدة بأكثر من قائمة وقد تتعدى الخمس قوائم في هيئة واحدة ، وهذا شيء ينذر بنتائج سلبية ، هذا يعني تشتت الاصوات وانقسام العائلات وقد ينذر بأن لا تصل القائمة الواحدة الى نسبة الحسم لتشتت افراد العائلة الواحدة في عدة قوائم.
في هيئة واحدة توجد على سبيل المثال اربع قوائم ومنتسبيها فتح يعني ان كوادر فتح لن يلتم شملهم في التصويت لقائمة واحدة هذا يعني تشتيت اصواتهم ، ولصالح المستقلين الموالين لحركة حماس او القريبين من حماس ، هذا يعني ان قائمة الموالين لحركة حماس قد تحصد اكثر من عشر مقاعد لتشتت اصوات حركة فتح بين اكثر من قائمة ، وبالتالي حليف النجاح سيكون قليلا لقوائم فتح لانفصال العائلة الواحدة وتشتت العائلات في اكثر من قائمة .
صحيح ان حركة حماس رفضت المشاركة في الانتخابات المحلية لعام 2017 ولكنها في حقيقة الامر سوف تدعم القوائم الموالية لها ومع وجهتها وسياستها ، سيكون لها فرصة النجاح وبنسبة اكبر نظرا لتشتت اصوات فتح بين العديد من القوائم ، بالذات في محافظة رام الله والبيرة والخليل ونابلس وتعتبر هذه المحافظات مهمة في قضية الانتخابات البلدية كونها تعج بالكثير من الموالين لحركة حماس .
عبر هذه الانتخابات ستعيد حركة حماس وجودها في الضفة الغربية وبشكل غير مباشر في المجالس البلدية نتيجة وضعهم رؤية توحد شملهم للتسلسل الى الشؤون الاجتماعية المجتمعية والتي تؤثر على حياة الفرد الفلسطيني في الضفة الغربية .
كثرة القوائم الموالين لفتح يعني تشتيت الاصوات وإضعاف حركة فتح للحصول على اكثر المقاعد ، حماس ستقوى في الضفة الغربية وبالذات بعد وثيقتها الجديدة التي سربت عبر قناة الميادين والتي راعت الاوضاع الاقليمية والمحلية والدولية واتسمت بالمرونة والليونة في صراعها مع اسرائيل ، هذا سيكسبها الثقة مرة اخرى عبر التمويل القطري والتركي ، وعبر وثيقتها سيفتح لها آفاق على الساحة الدولية حتى لا تستأثر حركة فتح على الساحتين العربية والدولية.
حماس ستتعاطى مع الواقع الجديد نتيجة تبنيها برنامجا يتماشى مع منظمة التحرير هذا يعني مستقبلا ستقوم بالسيطرة على منظمة التحرير وبالتالي سيطرتها على الضفة الغربية مرة اخرى لان وثيقتها الجديدة ستتعاطى مع الواقع الجديد والتطلع نحو منصب الرئاسة الفلسطينية وكل متطلبات العمل السياسي .
وستبتدأ حماس بالبلديات عبر دعم المستقلين الموالين لها ، والذي سيساعدها تفكك حركة فتح وتشتت اصواتها عبر العديد من القوائم في هيئة واحدة ، وبعد سيطرة حماس على البلديات عبر الموالين ستكون هناك الانتخابات التشريعية وستشارك بها كما اشار وزير خارجية التركي جاويش اوغلو 2017 بقوله " لقد مارسنا ضغوطا على حركة حماس بالدخول الى مفاوضات مع اسرائيل واظهر ان حماس ابدت استعدادها لذلك والالتزام بالانتخابات التشريعية .
هذا يعني ان حماس ستعيد ورقتها في الضفة الغربية لتشتت البؤر التنظيمية لفتح وكثرة قوائمها الموالية لها . وحماس لن تبدي رفضا بالتعامل مع اسرائيل لأنها امر واقع ، اذن رجوع حماس الى الضفة قائم عبر وثيقتها الجديدة ذات الطابع المرن لتشتت فتح وتشتت الفصائل .