الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
يتداعى نحو 5000 أسير فلسطيني للاضراب المفتوح عن الطعام في يوم الاسير العالمي ( 17 نيسان )، ويقود الاضراب أسرى فتح وعلى رأسهم عضو البرلمان المنتخب وعضو اللجنة المركزية القائد مروان البرغوثي الذي يقبع في زنازين القهر منذ 15 عاما .
في الظاهر تبدو وكأنها معركة الكرامة، وهي خطوة الجميع والكل الوطني للحركة الأسيرة، مشددين على أهميتها في إعادة الحقوق وإعادة الكرامة للحركة الأسيرة. وبالفعل دعا الأسرى كافة أبناء شعبنا لدعمهم في معركتهم وخطواتهم التصعيدية، حتى تحقيق مطالبهم وانتصارهم بأمعائهم الخاوية.
وفي المضمون انها رسالة أقوى بكثير مما يذكر، لانها انتفاضة السجون والزنازين ضد الظلم الاسرائيلي ومن أجل عدالة التوزيع داخل البيت الفلسطيني. انها رسالة مروان البرغوثي ورفاقه للعالم أجمع وللفصائل وللقيادة وللسلطة وللحكومة وللمجتمع انهم شركاء في القرار وشركاء في المسيرة وليسوا مجرد شعار على الجدار .
إن اضراب الاسرى المزمع أكبر من مجرد اضراب روتيني، ولسوف يكون له تأثيرات كبيرة على صعيد معادلة الصراع محليا واقليميا ودوليا. وفي حال تعرّض الاسرى للخطر فان الانتفاضة ستنحو منحى مختلف. وهذا يذكرنا باضراب الاسرى الشهير عام 1987 وحين كان القائد الراحل ابو جهاد يبرق كل ليلة عبر الاذاعات رسائل المعركة. حتى أن المؤرخين الاسرائيليين اعتبروا اضراب 1987 احد اهم عوامل انفجار انتفاضة الحجارة التي ادّت الى انتصار منظمة التحرير وانسحاب اسرائيل من المدن وتوقيع اتفاضية اوسلو .
إن اضراب الاسرى الحالي سيحمل أوزان مرحلة كاملة، وسيلقي بها في بركان الاحداث، ومن خلال معلوماتي المتواضعة فان القائد مروان وفي اخر رسالة له من داخل السجن ، يعوّل كثيرا على الاعلام الوطني، وعلى الجماهير. أكثر مما يعوّل على جهات الاخرى، ما يعني ان الصيف القادم سيكون ساخنا جدا . وقد يتحوّل اضراب الاسرى الى كرة لهب متفجرة، تحرق الاخضر واليابس .
مصلحة سجون الاحتلال ، ويدعمها حكومة المستوطنين ووزراء التطرف الصهيوني يتوعدون بعدم الاستجابة لمطالب الاسرى، وهو أمر يزيد من حدة الاحداث . وسوف يضع ظهر المجتمع الفلسطيني الى الجدار. وهي مسألة اسابيع فقط حتى يجد المجتمع الاسرائيلي نفسه في أتّون معركة ضارية لا يتخيلها وزراء اليمين في اسرائيل .
ويحاول الاسرائيليون أن يصرفوا اتجاه الاضراب وانه قد يُسقط الحكومة الفلسطينية، وهذا ممكن. ولكن اضراب الاسرى القادم سيسقط حكومة اسرائيل ، ويجعل الدماء تغلي في العروق .
مرة اخرى، سيقف المحللون ويسألون : من الذي اخرج المارد من القمقم ؟