الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

نميمة البلد: اضراب تضامني بطعم الانتفاضة

نشر بتاريخ: 28/04/2017 ( آخر تحديث: 28/04/2017 الساعة: 13:53 )

الكاتب: جهاد حرب

الاضراب التضامني في اليوم الحادي عشر لإضراب أسري الحرية عبر عن نقطة تحول اذهلت ليس فقط الإسرائيليين بل أيضا الفلسطينيين على اختلاف مشاربهم أو مواقعهم القيادية وكأن البعض شك للحظة بعدم انتظام هذا الاضراب التضامني.
الالتزام الصارم والطوعي لكل قطاعات شعبنا، عمال وسائقين وموظفين وتجار ومعلمين وجامعات وصناعيين... الخ، وفي جميع مناطقه، القدس "درة التاج" والمخيمات والقرى والمدن والضفة والقطاع، في هذا الاضراب تعبير واضح على اصالة الشعب الذي لا ينسى أبدا أسراه البواسل حتى في ظل أصعب الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وتعبير عن عظمة هذا الشعب الذي يستطيع قلب المعادلة ويعاكس كل التوقعات ويعيد المرة تلو المرة أنه أصل الحكاية والقدرة ومصدر القوة وهو الوحيد الذي يُراهن عليه للانتصار.
انتصار الشعب الفلسطيني للأسرى المضربين في سجون الاحتلال وباستيلاته وزنازين معتقلاته بهذه الطريقة المفرحة أعاد للأذهان صورة الحياة لثلاثين عاما ماضية، أي بداية الانتفاضة الأولى وصور الالتزام ببيانات القيادة الوطنية الموحدة التي تعيش مع الشعب في كل بيت دون معرفة أعضائها تتحس همومهم وتخفف آلامهم وتعبر عن أحلامهم، وصور الاحتجاج والتضامن مع اضراب الأسرى عام 1987.
حجم التضامن الذي حصل يوم أمس مع اضراب الاسرى سواء بالفعليات والاشكال المختلفة أو الانضمام الى خيم التضامن في ساحات المدن والمخيمات والقرى يفوق بشكل كبير الأيام الماضية يعبر عن قدرة الاستشعار لأبناء شعبنا الفلسطيني للخطر الداهم على الاسرى المضربين؛ وهي قدرة فريدة لا يدركها الا من يؤمن بشعبه.
الأيام القادمة، مع استمرار اضراب الاسرى، بكل تأكيد ستزداد فعاليات التضامن بأشكال مختلفة، وفي ظني لا يمكن توقع هذه الاشكال وحدتها لكن الاضراب التضامني بالأمس فتح الباب على انتفاضة جديدة "انتفاضة الاسرى" وقد تكون حُبلى بالمفاجآت تغير الموازين وتقلب المعادلة القائمة اليوم. هذا الأمر مرهون بشكل كبير بتطورات اضراب الاسرى كارتقاء شهداء من المضربين أو تدهور صحة بعضهم، وبطريقة تعامل مصلحة السجون والحكومة الإسرائيلية مع مطالب الاسرى بالاستجابة أو المماطلة والتسويف.