نشر بتاريخ: 01/05/2017 ( آخر تحديث: 01/05/2017 الساعة: 13:11 )
الكاتب: د. سمير ابو زنيد
تعتبر نظرية الاحتياجات الانسانية لعالم النفس الشهير ابراهام ماسلو من اشهر النظريات الادارية المتعلقة بالدوافع والاحتياجات البشرية، ففي نظريته صنف ابراهام ماسلو الاحتياجات الانسانية الى خمس احتياجات على شكل هرم، حيث تحتل الحاجة الفسيولوجية والتي تتمثل في المأكل والمشرب والسلامة الجسمانية قاعدة الهرم، وبالتالي هي الاساس كونها تمكن من البقاء على الحياة واذا ما تم اشباعها يتم اشباع باقي الاحتياجات المتمثلة، في الحاجة الى الامان والحاجة الاجتماعيه والحاجة الى الاحترام والتقدير ثم الحاجة الى تحقيق الذات حيث توجد في راس الهرم على الترتيب.
الاسرى الفلسطينيون باضرابهم عن الطعام والشراب من خلال خوضهم معركة الحرية والكرامه لم تعد الحاجة الفسيولوجيه المتمثلة في الاكل والشرب وصحة السلامه الجسمانيه الاساس بالنسبه لهم وبالتالي ضحى هؤلاء الاسرى بهذه الحاجة لتحل محلها حاجة تحقيق الذات المتمثله في الكرامة واقامة الدوله ثم يليها حاجة الاحترام وحاجة التقدير والحاجة الاجتماعيه والحاجة الى الامان على الترتيب.
وبالتالي اصبح هرم ماسلو للاحتياجات الانسانيه مقلوب تماما بالنسبه للشعب الفلسطيني فكرامته وتحقيق الذات المتمثل في اقامة الدولة الفلسطينيه المستقله اهم من الحاجه الى الماكل والمشرب والسلامة الجسمانيه ومنها يتم الانتقال الى باقي الاحتياجات لذا لم تعد الحاجة الى الماكل والمشرب هي الحاجة الاساسيه بالنسبه للاسرى لان الكرامة وتحقيق الذات اهم من ذلك حتى ولو وصل الوضع بالاسير الى درجة المرض او الاستشهاد.
هذا ليس بجديد عن الشعب العربي الفلسطيني حيث تحتل حاجة تحقيق الذات اولى الاحتياجات وبالتالي وعلى الرغم من اهميه نظرية ماسلو واسهاماتها في مجال الحوافز و الدافعيه الا انها اكثر ملائمه للمجتمعات الغربيه والاوروبيه ولايمكن تطبيق هذه النظريه كما هي على الحاله الفلسطينيه والمجتمع الفلسطيني في ظل الاحتلال.
____________________________________________________________
* استاذ الادارة والسلوك التنظيمي- عميد كلية التمويل والادارة في جامعة الخليل