الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الى الاخ المناضل خالد البطش .. رداً على رسالته لابناء حركة فتح

نشر بتاريخ: 02/05/2017 ( آخر تحديث: 02/05/2017 الساعة: 14:55 )

الكاتب: نعيم مرار

رغم انني لست من القراء او من متابعي المقالات الا انني قرات رسالة الاخ القائد خالد البطش لسببين:
اولهما:انها تخص العلاقات الوطنية وخاصة بين فتح والجهاد الاسلامي .
الثاني : انها من اخ مناضل احترم شخصه وتاريخه وسماحته وبشاشة وجهه، وأود في هذا المجال ان اقول وبصفتي احد المستهدفين من رسالته، وكوني عنصراً في حركة فتح بغض النظر عن مكانتي فيها، وبحكم اطلاعي ومتابعتي للميدان النضالي في فلسطين ولا سيما في المحافظات الشمالية، والذي لم يخل ابداً من ابنائه بغض النظر عن حالة المد والجزر التي يمر بها.
وأوكد هنا ان نظرة ابناء حركة فتح لحركة الجهاد الاسلامي نظرة فاقت الاحترام الى الحب ، حيث الاتزان في المواقف والاهتمام بالحالة النضالية والكفاحية لشعبنا على حساب المواقف السياسية والمصالح الحزبية,وما تكرسه حركة الجهاد الاسلامي من جهود في مقاومة الاحتلال وقطعان مستوطنيه، بل ويعتقد الكثير من ابناء الحركة ان ما يجمع فتح والجهاد الاسلامي هي جذور ثابتة ومبادئ راسخة وليست فروع ثانوية ومصالح زائلة, وان معظم ابناء حركة فتح ومناضيلها ما زالوا على عهد الشهداء وعلى المبادئ التي انطلقت من اجلها، ولم تلفهم رياح التغيير والتطورات السياسية رغم التزامهم بالخط السياسي للحركة الذي لم يطرا عليه أي تغيير رسمي جوهري منذ انطلاقتها حتى الان, وهذا ما اكده المؤتمر السادس وهو المؤتمر الحركي الاول بعد اتفاقية اوسلو .
اما بخصوص الموضوع الرئيسي لرسالتكم وهو العلاقة مع الاخ خضر عدنان أود تذكيركم بأن قضية الاخ خضر عدنان و اضرابه الأسطوري عن الطعام كان محط احترام وتقدير عند كل ابناء حركة فتح , وادعوكم بالعودة لشريط الفعاليات المناصرة للأخ خضر عدنان في اضرابه سواء في مراكز المدن او في مواقع المقاومة الشعبية التي تمثلها هيئة المتابعة للمقاومة الشعبية , بحكم اطلاعي على تلك الفعاليات ومشاركتي بها, وما ان اعلن عن انتصار الاخ خضر حتى كان لحركة فتح السبق للاحتفال والمشاركة الفاعلة في استقباله، بل وتشرفت الكثير من مواقع الحركة باستضافته في معظم الفعاليات الوطنية.
ولكن اسمح لي فضيلة الشيخ وبحكم احترامي للعلاقات الوطنية بين كافة الفصائل وتحديدا بين حركتنا وحركة الجهاد الاسلامي ومن منطلق ايماني بالقول" رحم الله امرء اهدى الي عيوبي " اقول لك ان الاخ خضر عدنان لم يستغل هذا التفاعل كرجل وحدوي في كثير من مواقفه, اذ ان قائد في حجمه وما يمثله من رمزية للجهاد الاسلامي، يجب ان يبقي صفته الوحدوية عالية على التلاعب على عواطف عامة الناس وصغار القوم .
وبما انني من ( المقروصين) من كثير من مؤسسات (NGOS) والمطلعين على بعض مواقفهم المتساوقة مع الجهات الخارجية التي تدعمهم، فيؤسفني ان ينزلق الاخ خضر عدنان الى المستوى الذي اوصله الى ان يغير معظم من عرفه صورته النضالية الى صورة مستخدم من تلك المؤسسات، في قضايا ليست ذات قيمة او اهمية في حياة الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية الى ان اصبح محل تندر كثير من الناس وليس فقط الفتحاويين .
اخي الشيخ المناضل...
اكتب لك هذا الرد ليس بحكم موافقتي او تأييدي لأي اساءة للشيخ خضر، وليس تبريرا لاي فعل ضده ( لا سمح الله )، بل حرصا مني على نقاء وصفاء العلاقة ما بين حركتي التي افتخر بالانتماء لها وبين حركة الجهاد الاسلامي التي اعتز وافتخر بتضحيات شهدائها وبأدائها الوطني ضد الاحتلال، على امل ان ترتقي هذه الحالة الى وحدة حقيقية تجمع فتح والجهاد الاسلامي مع كل الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية على قاعدة حماية المشروع الوطني الممثل بالثوابت الوطنية الفلسطينية .وتحت سقف منظمة التحرير الفلسطينية كممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني.
وارجو ان يكون هذا الموقف وتلك الاحداث سحابة صيف عابرة على العلاقات الوطنية بيننا، وان تبقى الصورة الناصعة لحركة الجهاد الاسلامي لدى الكثير من ابناء الحركة الذين اعلنوا بكل صراحة ووضوح اعتزازهم بحركة الجهاد الاسلامي وتضحيات شهدائها، وكانوا يفاخرون باداء واعلام الجهاد الاسلامي .
اننا لا ننكر على قيادة الجهاد الاسلامي السياسية اصدار مواقف مخالفة لراي قيادتنا الفتحاوية، ولكن ما نتمناه منكم ان يبقى كادر الجهاد الاسلامي ملتحما مع كادر حركة فتح في الميدان الذي ينأى بنفسه عن الاختلافات السياسية لان معركتنا مع المحتل ما زالت مستمرة , ولا احد بالكون
كائن من كان يستطيع ان ينكر على ابناء حركة فتح ومناضلوها دورهم في مقاومة الاحتلال وقطعان مستوطنيه, ما دام هناك جنديا اسرائيلياً او مستوطناً على ارضنا الفلسطينية، ولا ان يحرمهم منه قبل اقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، نحن معك جنباً الى جنب في خندق المقاومة لكن يحق لنا ان ننتقدكم كما تنتقدونا .
كما لا بد من الاشارة ان احداً من كوادر حركة فتح لم يجرؤ يوما على تخوين قيادتكم ولا مناضليكم ولا تكفيره, بينما في الآونة الاخيرة صدرت الاشارات من بعض قياداتكم وانعكست لبعض عناصركم بالتساوق مع مواقف بعض المتطرفين من حركة حماس المخونة والمكفرة لكل من يعارضها .
أملي بأن نستغل جميعا الفرصة التي اسميها فرصة وطنية تاريخية وهي فرصة اضراب الاسرى ليس بالتضامن بل بالتكامل معهم, لأننا واياهم في ذات المعركة ونفس الخندق ضد الاحتلال واعوانه ومناصريه في العالم، وان وضعنا خارج السجون ليس بأفضل حال مما في داخلها ولا يخفى على احد منا بان حكومة الاحتلال مدعومة بالمواقف الدولية المنحازة, قد اغلقت كل الطرق امام أي حل سياسي عادل يعيد لشعبنا حريتة الوطنية المسلوبة، واذكرك اخي العزيز بقول الحديث " انصر اخاك ظالما او مظلوما، قيل.. ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالما ، قال تردعه عن الظلم فذلك نصرك له " او كما قال .
والاخ خضر عدنان عليه ان يعود الى جادة الصواب ويبتعد عن ما لا يشرفه, ولا تغره الشعارات الزائفة والبراقة التي لا تتعدى زبد البحر، ولا نقبل له بان ينساق ضمن اجندات المؤسسات المدعومة خارجياً والمتربصة بنا الدوائر.
واخيرا اقول ان لا احد من ابناء حركتنا يرغب او يتمنى استعداء حركتكم لان عداءنا كان وسيبقى مع عدونا الدائم والوحيد وهو الاحتلال الاسرائيلي ,
وفقكم الله وسدد على طريق الخير والحق خطاكم
ومعا وسويا حتى النصر والتحرير
وانها لثورة حتى النصر