الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

عين على إضراب الكرامة

نشر بتاريخ: 03/05/2017 ( آخر تحديث: 03/05/2017 الساعة: 11:06 )

الكاتب: بهاء رحال

يوم آخر يدخل فيه الأسرى المضربون عن الطعام تحدياً جديداً، حيث تشتد أوجاعهم ويشتد عليهم ألم الجوع الذي أطبق على كل أعضائهم، ذلك الجوع الذي يتلف أجزاء رئيسية في أجسامهم لكنهم يقبضون على الجوع ويشدون الأحزمة على البطون الخاوية ويمضون في طريق العزة والكبرياء حيث قرروا الصمود حتى الانتصار، ودون تراجع قيد أنملة للخلف، فانهم ماضون في طريقهم مؤكدين على أن الحقوق التي يطلبونها هي أدنى ما يمكن للإنسان الحصول عليه، وعلى جنرالات الاحتلال أن يعلموا ومن خلال التجارب السابقة على أن ارادة الأسرى لا يمكن أن تلين أو تنكسر وعليهم الاستجابة الفورية لمطالبهم العادلة التي هي أبسط حقوق ينادي بها الأسرى الذين يتعرضون منذ سنوات طويلة لأبشع أنواع الإرهاب والعزل والتنكيل وأقسى ظروف اعتقال عرفتها المعتقلات في سجون العالم، غير متناسين أن الأسرى هم أسرى حركة التحرر الفلسطينية التي تنادي بدحر الاحتلال ليتحقق الاستقلال الوطني بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وهذا الأمر يحظى بموافقة دولية وإجماع أممي من كل دول العالم ومن كل المؤسسات والجمعيات الدولية التي أصدرت قراراتها بهذا الخصوص ولكنها تتقاعس عن تطبيقها بفعل قوة اللوبي الصهيوني المتحكم بالمؤسسات الدولية وفي ومقدمتها الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.
اليوم الذي ينتهي فيه الإضراب هو اليوم الذي تتحقق فيه مطالب الأسرى العادلة، وهذا ما قررته قيادة الاضراب التي منذ اليوم الأول وضعت شروطها وعقدت العزم على تحقيقها ولو كلفها الأمر أثماناً صعبة، فإما النصر وإما النصر، وعلى هذا الوعد المقدس تكاتف الكل الوطني الفلسطيني في دعم الأسرى عبر تنظيم الفعاليات الداعمة لإضراب الكرامة، وهذا الفعل ليس كافياً، فالمطلوب إشراك كافة فئات المجتمع وأن يتكاتف الكل الفلسطيني في فعاليات الدعم والمناصرة والتأييد، ليس فقط على المستوى المحلي، بل والعربي والدولي في ذات الإطار وأن تنسج خطة عمل مشتركة مع بعضها البعض، لتصل خطة التضامن أوسع حالاتها ويصل صوت الأسرى إلى كل العالم، فلتسمع كل الدنيا نداء الأسرى العادل، نداء الحق والحقيقة، وهذا واجب الكل الوطني وفي مقدمته الدبلوماسية الفلسطينية التي يقع عليها الواجب الأكبر في حشد التضامن الدولي عبر سفارات فلسطين المنتشرة في جميع بلدان العالم، الدبلوماسية الفلسطينية يقع عليها واجب وطني مقدس وعليها أن تقوم بواجبها بأسرع وقت وأن لا تنتظر حتى تتدهور صحة الأسرى المضربون عن الطعام فالوقت يمر عليهم صعباً وقاسياً وهم يتحدون ظروف قاهرة وينتظرون منا كل أشكال ووسائل الدعم التي يتطلعون إليها من شعبهم ومن كل المخلصين الأحرار في العالم، وهذا دين في رقابنا جميعاً، ودور علينا أن لا نتهرب منه، ولا ندعي أن لا حيلة لنا على القيام به، فالمشاركة في خيام الاعتصام واجبة والمشاركة في التظاهرات والاحتجاجات ولكل واحد في المجتمع دوره ولكل واحد مسؤوليته التي لا بد وأن يقوم بها حتى يحقق الأسرى مطالبهم وينتصروا على سجانهم.
لقد دخل الأسرى اضرابهم عن الطعام متسلحين بحقهم الانساني وبإيمانهم بأن خلفهم شعب لن يتركهم وحدهم، ولن يسمح بهزيمتهم أمام سطوة السجان، وهذا أحد أهم ركائز الإضراب الذي قرره الأسرى الأبطال ولن يخيب ظنهم بشعبهم الذين خرجوا للميادين، لكل الشوارع والميادين معبرين عن تضامنهم ووقوفهم إلى جانب قضية الأسرى وهذا ما نراه من تضامن ما هو إلا تعبير حقيقي عن التفاف الشعب حول واحدة من أهم القضايا الوطنية، ولكن لا زال المطلوب من صور التضامن أكبر وأوسع وأن تلتحق بالركب كافة القطاعات والهيئات والمؤسسات والجمعيات لتنضم كافة شرائح المجتمع إلى الهبة الجماهيرية خلف قيادة الحركة الأسيرة لتنتصر وتحقق مطالبها الانسانية العادلة في وجه فاشية السجان.
الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال تنتظر منا الكثير، ولا نزال مقصرين في ايصال رسالتها إلى العالم، حيث لم نسوق الرواية التي يفهمها العالم بأدواته، بل إن غالبيتنا يتجهم على نفسه فاقداً القدرة على ايصال صوت الأسرى، تلك القضية العادلة التي تستدعي أن يدافع عنها محامين أذكياء يرفعون في وجه جلادهم صوت الحق والحقيقة، وهذا يستدعي أن نفكر جدياً بالابتكار واتباع وسائل جديدة لتحقق الأهداف المرجوة منها، وسط أيام صعبة حيث أسرانا البواسل يتطلعون لأوسع وأكبر عملية تضامن دولي، وأكبر دعم جماهيري ويتطلعون لكي نكون على قدر المسؤولية وعلى قدر القضية وهذا التحدي الكبير الذي يقوده الأبطال في سجون الاحتلال.