الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

من وحي الإنتخابات المحلية..

نشر بتاريخ: 08/05/2017 ( آخر تحديث: 08/05/2017 الساعة: 16:05 )

الكاتب: رامي مهداوي

أضع في هذا المقال بعض الإستنتاجات التي خرجت بها من خلال زيارات ميدانية، محادثات ثنائية أو جماعية، مشاهدات على أرض الواقع، أو في العالم الإفتراضي منذ انطلاق الدعاية الإنتخابية للهيئات المحلية 2017، هذه الإستنتاجات والتوصيات لا تخص قائمة في قرية أو مدينة بحد ذاتها، ومن يجد ذاته مستهدف فهي مجرد مصادفة عليك البناء عليها والإستفادة منها.
الشارع الفلسطيني يتعامل مع الإنتخابات المحلية غير مكترث بنسب مختلفة بين مدينة ومدينة أو قرية وأخرى، ضمن تجربته السابقة، فهو لا يثق بالحالي بسبب تجربته بالماضي، فكما قال لي أحد وجهاء عائلة كبيرة بمحافظة طولكرم" لن أفتح ديوان العائلة لإستقبال أي قائمة لأنهم يقدموا لنا سوى الكلمات والوعود التي شبعنا منها دون أي تغيير أو تطوير للخدمات المقدمة للمجتمع". لهذا أستطيع القول بأن ملامح المشهد والحراك الإنتخابي في غيبوبة لأسباب بحاجة الى مقال منفصل وربما لحلقة نقاش موسعة.
للأسف الكثير من العائلات تشرذمت، للأسف الكثير من المناطق التنظيمية تحطمت، للأسف الكثير من الكتل اليسارية إختفت، للأسف انتخابات الهيئة المحلية قامت بتعريتنا أمام مراءة الواقع والمصالح الفردية، مما جعلنا كمجتمع حائرين بالتصويت لمن؟ بين الكفاءة والعائلة والحزب وبين عدم المشاركة.
مازلت أجهل لماذا يقرر من هو/هي فاشل/ة في عمله/ا ترشيح نفسه؟ كيف لمن لا يتواصل مع الشارع وهو في موقعه أن يتواصل معه لاحقاً ؟! بإختصار الكفاءة مفقودة في عدد من المرشحين المتواجدين في القوائم سيكون مقتل هذه القوائم، ومقتل المواطن اذا ما تم انتخابه مصادفة أو لسبب ما وراء الكواليس.
الدعاية والبرامج الإنتخابية لأغلب القوائم بعيدة كل البعد عن الواقع، وما هو مقصود بالواقع هو العمل الفعلي اليومي المراد تحقيقه من قبل الهيئات المحلية لخدمة المواطن، لم أسمع أو أشاهد برنامج انتخابي مباشر يتحدث عن المشاكل التي يعاني منها المواطن بشكل يومي وما هي الحلول التي ستقدمها، هناك فرق كبير بين الشعارات والتصريحات الإنتخابية وبين تقديم حلول للمشاكل اليومية التي يعاني منها المواطن كلٌ حسب منطقته. النصيحة التي أقدمها لكل القوائم التحدث مع المجتمع بالعقل وليس العاطفة والوعود، لن نستطيع الصعود الى القمر لكن نستطيع أن نجعل قريتنا ومدينتا جميلة ونظيفة!!
كنت أرصد اليافطات والشعارات الإعلانية للكتل الإنتخابية، وإذا سمحتم لي أضع بعض الملاحظات الهامشية من وجهة نظر إعلامية: ليس المهم الصورة المهم ماذا تريد أن تقوله الصورة، أين الرسائل التي تريد إيصالها للمواطن؟ وأيضاً إختيار الأماكن يجب أن لا يكون عشوائي، والأهم بأن نسبة كبيرة من هذه الملصقات للأسف قامت بحجب الرؤية للسائقين_عند مفترقات الطرق_ وبعضها تم وضعها على إشارات المرور وهذا عكس بشكل سلبي على النتائج المتوقعة لهدف اليافطة. حسب وجهة نظري المتواضعة على أعضاء القوائم المختلفة التواصل المباشر مع المواطنين، وعدم التقوقع في المقرات الإنتخابية والإكتفاء بالحملات الإعلامية!!
أما الحملات الإعلامية في العالم الإفتراضي، يجب أن لا تكتفي القوائم بنشر صورها والفيديوهات والشعارات التابعة لها، يجب عليها أن تتواصل مع المجتمع من خلال هذا العالم الإفتراضي بالإجابة على التساؤلات والإستفسارات، فليس المهم أن ترسل ما تريد، وإنما أن تستقبل وتقوم بتغذية راجعة بأسرع وقت، لأن العالم الإفتراضي وجد لسرعة الإتصال والتواصل وتقصير المسافات وتقليل الجهد والمال.
في النهاية الإسبوع القادم سيمارس المواطن حقه بالإنتخاب أو عدم الإنتخاب، وهنا تقع المسؤولية علينا جميعاً بإختياراتنا، لأن الصوت الإنتخابي هو مسؤولية اتجاه مجتمعك، وبهذا الصوت تحاسب إيجابياً لمن يستحق وسلبياً لمن لا يستحق، لنختار من هم الأفضل في خدمة مجتمعنا وكل التوفيق لمن يستحق.